طالبوهم بـ100 ناقة.. عائلة مسيحية تناشد لدفع دية حادث تسبب به ابنها
حادثة غريبة شهدتها منطقة شوراو في مدينة كركوك، حيث تطالب عائلة شاب كان يعمل كعامل بسيط توفي إثر دهسه على يد شاب مسيحي، حين فاجئ ذوي الضحية عائلة السائق المسيحي، بطلب دية تعادل “100 من الإبل أو 100 مليون دينار” مقابل سحب الشكوى.
وقع الحادث عندما صدم السائق العامل بسيارته قرب حي شوراو، ونُقل الضحية إلى المستشفى حيث فارق الحياة بعد 24 ساعة من الحادث، فيما سلّم السائق نفسه طوعاً إلى الشرطة.
والدة السائق، كريماتي إيليان، ناشدت المسؤولين في إقليم كوردستان التدخل لحل القضية، قائلة لشبكة رووداو الإعلامية: “تأثرنا بوفاته، ثم طلبوا خلال جلسة العشائر مبلغ 100 مليون دينار”.
لكنها تساءلت: “من أين سنأتي بهذا المبلغ؟ ليس لدينا أحد. نناشد كاك مسعود ونيجيرفان بارزاني مساعدتنا في حل هذا الموضوع، حيث ليس لدينا سوى الله وكلاهما”.
بحسب ما أكده خطيب مسجد قباء في كركوك، زانا عادل، الذي طلب أهل الضحية منه حل المشكلة، فإن المبلغ ليس كبيراً وهو قابل للتخفيض.
وقال في هذا السياق لشبكة رووداو الإعلامية: “المئة مليون ليست نهاية كل شيء. طُلب هذا المبلغ وهناك إمكانية لتخفيضه”، موضحاً أن الغرض من طلب المبلغ “الذي لا يعد كبيراً مقارنة بحجم الكارثة”، هو “شراء منزل ودفع راتب يخفف من معاناة العائلة”.
لكن مجلس الفتوى في كركوك اعتبر أن طلب مبلغ 100 مليون دينار أو معادلته بـ100 إبل، أمراً مبالغاً فيه ولا سابقة له.
وقال رئيس مجلس الفتوى في كركوك، آزاد هرمزيار، لشبكة رووداو الإعلامية، إن “الدية في الشريعة الإسلامية هي 100 إبل، لكن موضوع 100 إبل لم يعد معمولاً به منذ أكثر من ألف سنة”.
ونوّه إلى أن “الحادث قضاء وقدر، سواء كان وفاة عن طريق الخطأ أو حادثاً عرضياً. الشخص لا يعرف السائق ولم تكن هناك أي خلافات بينهما. ولهذه الحالات، يقول الله سبحانه وتعالى: الصلح خير”.
بحسب مخطط الحادث، فإن السائق متهم بالقيادة بسرعة زائدة، بينما ترفض عائلة العامل المتوفى سحب الشكوى.
الشاب الذي فقد حياته في الحادث يبلغ من العمر 21 عاماً، وهو أب لطفل، ويقول ذووه إنهم “لن يسحبوا الشكوى دون صلح”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
