قصص حقيقية من كارثة شنكال آب 2014، قصة (35)
الباحث/ داود مراد ختاري
رحلة 18 يوم بين الدواعش
قاسو وهاب علي 1935- شنكال – حي رؤزهلات، عن بقاءه في مدينة شنكال تحدث لي قائلاً: بقيت في المدينة ثلاثة ايام، اغلقت ابواب الدار على نفسي، وفي يوم الاربعاء صباحا قصفت الطائرات جامع (الرحمن) الذي يبعد عن دارنا 400 م، ذلك القصف اهتزت الابنية المجاورة وانا أفتش في غرف البيت عله أحظى بقطعة سلاح وفي نيتي أن اقتل مجموعة من الدواعش، حتى لو استشهدت بعدها من اجل شنكال، وبعد الظهر في الساعة الثانية والنصف خرجت من المدينة متسللاً بين دورها، اتجهت نحو دار ابن عمي (حسن عمر علي خلي) في مشروع ماء المدينة، ويبعد 500 م وكانت هناك دورية صوبوا سلاحهم لقتلي، لكن سائق السيارة كان كوردياً منعهم من قتلي، ثم نادوني قائلين : عن ماذا تبحث وتسير في الشوارع ؟ .
\ قلت لهم ” انا رجل كبير السن مريض وجائع .
وصلت دار أبن عمي حسن وهو مصاباً بالشلل ومكثت عنده 15 يوماً ، وكانت معنا عجوز مصابة بالسكري هي (كلي متو) زوجة (سليمان حيدر خديدة) من أقربائنا، نتيجة نفاذ علاجها السكري تدهورت حالتها الصحية ثم توفيت، وبواسطة بعض الخيرين استطعنا دفنها لاني وحيداً وابن عمي مشلول .
جاءنا أمير داعشي يبلغنا (عليكم ضخ الماء والا سنحاسبكم ) .
قمنا بضخ الماء الى المدينة، وبعد عدّة ايام قدمت دورية داعشية طلبوا منا الاموال والذهب , قلبوا عفش الدار فوق تحت وكسروا زجاجات السيارة، كانوا يتحدثون بالتركمانية، اراد احد أن يقتلني وطلب مني ان الفظ بعض الكلمات وكان ينطق (الكلمة الحرام ) وطلب مني أن ارددها فرفضت، قال أحدهم وكان يتحدث بالكردية : انا من تلعفر وكريف قاسم سمير، ان لم تخرج فأنت مخير (اما ان تدخل الى الدين الاسلامي وإما القتل)، وفي هذه الاثناء (كلي) كانت في السكرات الأخيرة، لذا لم اتركها ولو على حساب قتلي، ومرة أخرى جاءت دورية أخرى وطلبوا مني ان أدخل الديانة الاسلامية، وبدأت الشتائم علي، لكني رفضت، وبعد وفاتها خرجت ليلاً نحو القراج متخفياً من بين نقطتين حراسة، نبحت الكلاب التي كانت قرب النقطة فاطلقوا تنوير وفي النقطة الثانية رموا بقذيقة علي عندما تم كشفي من خلال التنوير، لكنها وقعت بجانبي، وذهبت الى وادي القراج وقعت واصابني فسخ برجلي وتورمت وبقيت يومين لا استطيع المشي ، حينها عطشت عطشاً شديداً وعثرت على طلبي من مخلفات الهاربين الى الجبل، وفي اليوم الثاني ذهبت الى التل فاستهدفوني بقذائف وعيارات نارية وأنبطحت أرضاً عندما شبت نيران القذائف والسنت الدخان بجانبي، ونمت هناك لاني كنت متعباً ورجلي تؤلمني، ثم واصلت السير الى وادي (قنديل – قراج) وكنت اتمدد في الدور الفارغة، جاءت دورية داعشية ، ثلاثة تلعفريين وآخر من اكراد شنكال، والاخير جلب لي الماء، احدهم شتمني كثيراً واراد قتلي، لكن الكردي رفض وقال انه في الثمانين من عمره ومصاب ولم يقاتلنا، بقيت اسبوعاً، كنت ابحث عن الغذاء في الدور وعثرت على البسكويت والزبيب في احد الدور، ثم اتجهت نحو وادي (كلي زرو) في منتصف الطريق استهدفوني بالرباعيات فتمددت أرضاً ثم بعدها نزلت الى وادي، واحست بوجود رجال فاستقبلوني اربع من الايزيدية باحثين عن الماء، وقد عرفني وقلت لهم أنا ضمئان، وشربت الماء، وكان ابني (عمر) في الجبل فاتصلوا به وقالوا بان العم قاسو معنا ، وما عليك الا ان تجلب حيوان لحمله.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية