أكتوبر 10, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

برغم تفوقها .. السخرية لا تزال تطارد زها حديد

برغم تفوقها .. السخرية لا تزال تطارد زها حديد
كتبت فرح نايرة مقالاً عن الفنانة العراقية الكبيرة زها حديد في موقع بلومبيرغ سلطت فيه الضوء على ابداعات في مجال التصميم المعماري، فيما يلي نصه:

وقفت امام جيش من المصورين خارج مستودع سابق للبارود في هايد بارك بلندن. وكانت الفنانة العراقية بالولادة تعرض الى وسائل الاعلام آخر ابتكاراتها المعمارية: معرض ساكلر الافعواني الشكل (وهو امتداد لمعرض افعواني في موقع قريب في لندن)، والذي كلف 14.5 مليون جنيه ما يعادل (23 مليون دولار) من اجل انجازه. وقامت حديد بتحويل مستودع قديم مستطيل الشكل (بني في 1805) الى تحفة فنية معاصرة واضعة فوقه خيمة بيضاء متموجة بالقرب من المستودع وسيصبح مطعماً مفتوحاً طوال اليوم واطلق عليه اسم (مخزن البندقية). وانضمت المعمارية معي في حوار تلفزيوني داخل (مخزن البندقية)، الذي تشبه اعمدته المائلة كعب الخنجر. سألتها لماذا قامت بتوأمة بناية تعود للقرن التاسع عشر بشيء مستقبلي. فقالت حديد “لا اعتقد ان فكرة تكرار البناية الموجودة اصلاً هي فكرة سديدة”. وتوضح قائلة: ان الهدف من المعمارية الجديدة هو “للاحتفاء باللحظة التي بنيت فيها تلك البناية”. وتعد هذه البناية هي الثالثة لزها حديد في لندن، على الرغم من انها عاشت هناك لأكثر من 40 سنة، إذ صممت من قبل مركز الالعاب المائية الخاص باولمبياد لندن 2012، وبناية سيدة من الامبراطورية البريطانية.

وهناك العديد من المشاريع التي لا تحصى في اماكن اخرى في العالم. إذ يتقدم العمل بالتصميم الذي نفذته للبنك المركزي العراقي – والتي طلب منها بناؤه بعد الهجوم الانتحاري الذي تعرض له في 2010 في موقع البنك الحالي. فهل ستعود الى العراق للمرة الاولى منذ 1980؟ تجيب عن هذا السؤال زها حديد “أود الذهاب هناك.. انه امر عاطفي صعب للغاية علي، لانه لا توجد لدي عائلة هناك بعد الآن. وكانت اخر مرة كنت فيها هناك، كان والدي على قيد الحياة؛ وكانا هناك”. واوضحت زها “ولا استطيع ايضاً الذهاب الى هناك سوى لثلاثة ايام.. فالناس القليلون الذين تركتهم هناك من الذين اعرفهم واريد ان اراهم – عمتي واعمامي في الشمال”.

وسيشهد شهر تشرين الثاني افتتاح مركز حيدر علييف في باكو باذربيجان، والذي يضم متحفاً وقاعة احتفالات تتسع لـ 1000 مقعد واطلق عليها اسم الرئيس الراحل. وتقول حديد وهي تذكر التحديات التي عملت فيها لنظام مصنف من بين اكثر الانظمة قمعية حسب منزل الحريات الذي يقع في واشنطن “من المهم جداً ان تساهم في بناة عامة، بغض النظر عن المكان الذي تكون فيه.. وانت لا تستطيع ان تنتقد شيئاً ومن ثم تحرم السكان من شيء آخر”.

وبينما تزداد دائرة شهرة حديد تزداد دائرة اصدقائها ايضاً. وكان آخرهم فنان الراب كاني ويست، الذي قال مؤخراً انه يأمل ان يعمل صرحاً معمارياً لنفسه. واتصل ويست في اليوم التالي مقترحاً عليها ان يعملا شيئاً سويا – وقالت زها انا ليست متأكدة ما هو هذا الشيء. ومغني الراب فاريل ويليامز من المعجبين بها ايضاً وبفنها، بحسب ما تقول زها حديد والتي تشير الى ان “الهندسة المعمارية شيء موضوعي ونموذجي وكل واحد يريد ان يهتم بالمعمار، وهو امر جيد”.

واصبحت حديد في 2004 اول امرأة تفوز بجائزة بريتزكير المعمارية. ولكن السخرية لا تزال تطاردها. إذ ذكر الصحفي في الغارديان هذا الاسبوع انها عزباء ومن دون اطفال، وان شقتها يقال عنها انها غير شخصية. وعن هذا الكلام تقول حديد “من قبل، لم اكن ناجحة، لذلك كانوا يستهزأون من ملابسي، من هذا الشيء وذاك الذي يعود لي.. والآن وخاصة في المملكة المتحدة، انت مكروه اذا ما كنت ناجحاً او معروفاً جداً، لانهم يظنون انك فاسداً ومنحط”. وتقول حديد انها لا تستطيع ان تقول كم من هذه الامور عبارة عن كراهية وحقد دفين للنساء. فعلى العموم، وعلى الرغم من ان “الناس ينظرون لي على ان امرأة، فانا مواطنة من المستوى الثاني. وعلى الرغم من ان حديد لها بناية ثالثة في لندن – مدرسة ثانوية في بريكستون، والتي من اجلها فازت بجائزتها الثانية في 2011 – فانها تسعى من اجل المزيد. إذ تقول حديد “ارغب بعمل شيء ما في لندن، لانها المكان الذي اعيش فيه.. ولدي خبرة كبيرة في لندن. ومن الجيد للمدينة عمل شيء يبرز جماليتها”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi