الجعفري يتحدث عن “حواره الخاص” مع الفيصل وكتلته تؤمن بضرورة تغيير السياسة الخارجية
المدى / بغداد: رحبّت اطراف عراقية بالتقارب بين بغداد والرياض وعزم المملكة العربية السعودية اعادة فتح سفارتها في العاصمة العراقية، وفيما بينوا ان انفتاح الدول العربية والخليجية خصوصاً باتجاه العراق سببه “التغيير السياسي” الذي جرى مؤخراً، وتمدد تنظيم (داعش) وتهديد مصالح الدول العربية والغربية، أكد نواب عن كتلتي التحالف الوطني والقوى العراقية ان التزام بغداد بسياسة دولية متوازنة سيغلق الباب امام تدخلات الدول بدوافع “طائفية” ويساعد في محاصرة المسلحين وقطع الدعم المالي والاعلامي المؤيد لهم.
وكان وزير الخارجية ابراهيم الجعفري اصدر في وقت سابق بياناً تحدث فيه عن نتائج لقاءاته مع وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في مؤتمر جدة، مؤكداً انها ايجابية، وكشف عن عزم دول عربية على فتح سفاراتها في بغداد، وأن في مقدتهم المملكة العربية السعودية، مبيناً أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أخبرني بذلك في لقاء خاص بيني وبينه، ثم أعادها أمام كل الوزراء، بأنهم سيفتحون سفارتهم في بغداد، ولا يوجد لديهم أي تردد في فتح السفارة، وكذلك بقية الدول العربية التي ليست لديها سفارات”.
وقال النائب عن تيار الاصلاح هلال السهلاني في حديث الى (المدى)، إن “اتساع خطر التنظميات الارهابية وتهديدها المصالح الاقليمية والاميركية دفع تلك الدول بالانفتاح على العراق”، لافتاً الى اهمية تغيير بغداد لسياستها الخارجية وانتهاج سياسية جديدة توفر للعراق اصدقاء وداعمين في المنطقة”.
وأضاف السهلاني أن “اختيار الجعفري لمنصب وزير الخارجية كان صحيحاً، بسبب علاقاته ومقبوليته بين الاطراف الداخلية والدول الاقليمية والعربية، وهو ما سيساعد في بناء سياسة خارجية متوازنة تؤدي الى بناء علاقات جيدة مع السعودية وباقي دول الخليج، ويخدم العراق في ملف مكافحة الارهاب”.
وبيّن السهلاني ان “التقارب مع الدول العربية والاقليمية سيوفر للعراق معلومات استخباراتية حول تحرك المسلحين وتجفيف منابع الارهاب، كما سيؤدي الى توسيع علاقات العراق الاقتصادية ودخول شركات خدمة واستثمار جديدة”.
من جهته قال عضو تحالف القوى العراقية علي جاسم المتيوتي في حديث الى (المدى)، ان “المسلحين ووحشية الممارسات التي ارتكبوها في العراق، قدمت خدمة للبلاد في ان يعرف العالم بشاعة ذلك التنظيم، كما استطاع العراقيون توحيد صفوفهم في تلك المحنة وفتح صفحة جديدة واحداث اصلاح سياسي”.
واضاف المتيوتي وهو عضو كتلة متحدون ان “التقارب العراقي مع الدول الاقليمية، سينهي مرحلة التدخل الطائفي السلبي لتلك الدول لصالح حماية او الادعاء بتبعية طوائف ومكونات معينة لها، مشيراً ان اصلاح العراق لسياسته الخارجية سيجعل الدول الاقليمية والعربية تتعامل مع عراق موحد ومن منفذ واحد هو الدبلوماسي وليس عن طرق مسالك اخرى طائفية وقومية”.
وبيّن المتيوتي وهو عضو لجنة الامن والدفاع النيابية – المشكلة مؤخراً ان “انفتاح العراق على الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، سيقطع طرق تمويل الجماعات المسلحة، ويسيطر على بعض الداعمين ووسائل الاعلام التي تحاول خلط الاوراق واطلاق تسميات مثل الثوار والمجاهدين على تنظيم (داعش)”.
وكان البيت الابيض اعلن عن مشاركة اكثر من 40 دولة ضمن “حلف دولي” لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، فيما تتقدم الإمارات والسعودية الجبهة المضادة لتنظيم “داعش” بين دول الخليج. لكن المساعدة التي تقدمانها سياسية ولوجستية بشكل أساس، كما ستحصل الولايات المتحدة على مساعدة من البحرين – مقر الأسطول الأميركي الخامس – والكويت التي تقدم تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة، وقطر التي تضع في تصرف الأميركيين قاعدة العديد الجوية، حيث مقر القيادة الأميركية الوسطى المكلفة بشؤون الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
كما أبدت جامعة الدول العربية استعدادها لمكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم “الدولة الإسلامية” على المستويات “السياسية والأمنية والعقائدية.
وقدمت المملكة العربية السعودية 500 مليون دولار لمفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، وعدّ مفتي السعودية أن أعمال تنظيم “داعش” والتنظيمات المتطرفة الأخرى، هي “العدو الأول للمسلمين”. فيما اعلنت الكويت تقديم عشرة ملايين دولار من المساعدات العسكرية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية