حسين علي غالب
يقف إمام رجل الدين و وجهه محفورا عليه علامات التعب و القهر و الحزن .
يمسك يد رجل الدين و يقول له : أرجوك أني أبحث عن الرحمة فقدم لي الرحمة ..!!
يرد عليه رجل الدين وهو متعاطفا معه : أطلب الرحمة من ربك فأنا لست إلا إنسان مثلك تماما .
بدأ الرجل بالبكاء الشديد فحزن عليه رجل الدين و قال له : لا تبكي أرجوك.
فيرد الرجل على رجل الدين قائلا : أنني أموت كل يوم أرجوك قدم لي الرحمة و ساعدني .
فيرد رجل الدين على الرجل الحزين لكي يعرف سبب حزنه الشديد : ماذا فعلت لكي تكون هكذا حزين و تسعى لطلب الرحمة ..؟؟
يرد الرجل قائلا : لقد كنت جنديا .
فيرد رجل الدين : شيئا جميل هذا معناه أنك فنيت حياتك دفاعا عن وطنك و شعبك .
فيرد الرجل الحزين قائلا : لا لم أكن كذلك لقد قمت بكل شيء سيء يخطر في بالك و لقد كنت استمتع بذلك أيضا و الآن أبحث عن الرحمة و أنا اتعذب كل يوم ، أرجوك ساعدني .
تتوضح الصورة لرجل الدين فيقول له : أذهب و أطلب المغفرة من ذوي ضحاياك فقد يسامحونك أو سلم نفسك للقضاء لكي تحاكم على ما فعلته.
يرد الرجل على رجل الدين : لا أستطيع أن أرى نظرات الغضب و الحزن على ذوي الضحايا فهذا سوف يزيد من حزني و ألمي و من عذابي أيضا .
يرد رجل الدين قائلا : لا يوجد خيار أمامك .
يتوقف الرجل الحزين عن البكاء و يمد يده في جيبه و يخرج مسدسا صغيرا و يقول لرجل الدين : الآن سوف أزهق روحي و انهي حياتي و عند رب السماء سوف أكون راضي بما يقدمه لي .
يرد الرجل الدين عليه و هو خائفا عليه : لا أرجوك لا تفعل هذا .
لا يهتم الرجل بما قاله له رجل الدين و يضغط على زناد المسدس و يطلق رصاصة على رأسه و يسقط جثة هامدة بقوة على الأرض .
يصاب رجل الدين بالذهول و الخوف و يقول بصوتا منخفض : أيه المسكين لماذا فعلت هكذا بنفسك ، الرحمة و المغفرة لا تأتي بإزهاق الأرواح ..!!
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية