الأيزديون على حدود دولة الخلافة
لطالما كان الأيزديون قي فوهة البركان أو في خضم العاصفة أو على الحدود الملتهبة أو مطاردون إلى المجهول، فمنذ بداية وجودهم التي لا يعرف أحدا عنها شيئاً حتى الآن بالرغم من كل المزاعم، وهم تائهون على خارطة التاريخ ومحاصرون على خارطة المكان، فلا التاريخ ينصفهم ولا المكان يسعفهم.
وشاءت الأقدار اليوم أن يكونوا على حدود دولة الخلافة الإسلامية التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي والتي لا تعترف حتى بالمسلمين خارج حدود قانونها وشرعها، ولا بالمسيحيين وثالوثهم المقدس، ولا بمقدسات أية طوائف أو أقليات دينية أخرى، فيا ترى كيف ستتعامل مع الايزديين وثالوثهم المقدس( الله ، طاووس ملك، شيخادي) ؟ وكيف سيتعامل الأيزديون معها ؟ لاسيما وإنهم أصبحوا على حدود واحدة.
المعروف عن الايزديين أنهم أناس مسالمين، ونصوص ديانتهم المقدسة التي تولي فيها اهتماما واحتراما وتقديرا كبيرا لجميع الأديان وكافة الرسل والأنبياء والأولياء والصالحين بدون استثناء تحثهم على التعامل مع الآخرين بكل احترام وإنسانية بغض النضر عن الدين أو العرق أو اللون. وتجلى ذلك بكل وضوح في الأحداث الأخيرة حيث أستقبل الأيزديون الآلاف من العوائل النازحة من مختلف الأديان والطوائف وآوهم في بيوتهم وقدموا لهم الطعام والشراب. فهل يا ترى تعاملت أو ستتعامل دولة الخلافة مع الايزديين بهذا الروحية أيضا ؟ باعتبار أنهم أصبحوا على حدود واحد وأصبحوا جيران، وحق الجار على الجار كما يقولون، أم أن دمهم مهدور سلفا، وبدون أية تهمة!!!
الواضح حتى الآن أن العلاقة بين الأيزديين والدولة الجديدة هي علاقة عدائية، أو يمكن تسميتها بالعلاقة الغير ودية على أقل تقدير، فخلال الفترة الماضية لقي العديد من الايزديين مصرعهم على يد مسلحي هذه الدولة ليس لشيء، فقط لأنهم أيزديون، وقدمت عوائل أيزدية أخرى عشرات الآلاف من الدولارات كفدية لإنقاذ أبنائهم الذي وقعوا في يد مسلحي هذه الدولة، ومنذ سقوط الموصل وهاجس الخوف والقلق والترقب يسيطر على المناطق الأيزدية والتي هي على شكل شريط يبدأ من سنجار غربا وتنتهي ببعشيقة وبحزاني شرقا والتي أصبحت حدودا لإقليم كوردستان مع هذا الكيان الجديد، ولولا وجود البيشمركة الأبطال التي سارعت بالانتشار على هذه الحدود الطويلة وأصبحت سدا منيعا أمام توسع وتمدد هذا الدولة الجديد ربما أو على الأرجح لحدثت كارثة إنسانية كبيرة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية