الخارجية التركية تستدعي القائم بالأعمال العراقي على خلفية بيان بغداد بصدد العملية العسكرية ضد PKK
استدعت وزارة الخارجية التركية، اليوم الخميس، القائم بالأعمال العراقي في أنقرة، وسلمته مذكرة احتجاج بصدد التصريحات الصادرة عن المسؤولين العراقيين حول العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد حزب العمال الكوردستاني PKK شمالي العراق.
المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلغيج قال في بيان، إنه تم تسليم القائم بالأعمال العراقي إجابة كتابية حول تصريحات المسؤولين العراقيين بصدد العملية العسكرية.
وأبدى بيلغيج، امتعاض أنقرة من تصريحات المسؤولين العراقيين والادعاءات «المنافية للحقيقة» حول عملية «المخلب – المفتاح»، وأبلغ القائم بالأعمال العراقي توقعات أنقرة من مسؤولي بغداد، في مذكرة احتجاج رسمية تم تسليمها له، وفق البيان.
وأشار البيان إلى أن «PKK ينتهك سيادة الأراضي العراقية منذ 40 سنة ويشن هجمات على تركيا انطلاقاً من الأراضي العراقية، ومع الأسف، لم نجد حتى الآن من المسؤولين العراقيين الاستجابة التي نتوقعها حيال هذا الواقع».
وأردف «رغم ذلك، فإننا نرى أن القضاء على وجود PKK المصنف ضمن قوائم الإرهاب لدى الكثير من الدول ضمن الأراضي العراقية من قبل السلطات العراقية هو ما نفضله، وإننا على استعداد دائم للتعاون مع السلطات العراقية لتحقيق هذه الغاية ضمن منافعنا المشتركة».
وشدد المتحدث باسم الخارجية التركية، أن بلاده، ولطالما لم يقدم العراق على خطوات ملموسة ولطالما استمرت تهديدات PKK تجاه تركيا، فإنها ستقوم بما يجب عليها فعله ضمن إطار حق الدفاع المشروع بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
ونفت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، وجود تنسيق واتفاق مع تركيا بشأن عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني PKK.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان، إن «الخارجية العراقية اعتبرت العمليات العسكرية في الأراضي العراقية انتهاكاً سافراً لسيادة العراق وتهديداً لوحدة أراضيه لما تخلفه العمليات من رعب وأذى للآمنين من المواطنين العراقيين».
وأضاف أن «الخارجية استدعت سفير تركيا وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ووصفت في المذكرة العمليات العسكرية بأنها أحادية عدائية استفزازية، ولن تأتي على جهود مكافحة الإرهاب»، مبينا أن «الوزارة جددت مطالبة حكومة العراقية بالانسحاب الكامل للقوات التركية من الأراضي العراقية بشكل ملزم لتأمين السيادة العراقية وعدم تجديد أي نوع من الانتهاكات».
وأوضح البيان، أن «الجانب التركي يحمل ذرائع بأن ما يقوم من أعمال وانتهاك لسيادة العراق يأتي في سياق الدفاع عن أمنه القومي، وبهذا الصدد نؤكد أن ما يعلن عنه الجانب التركي مرارا بأن هنالك تنسيقا واتفاقا مع الحكومة العراقية بهذا الشأن لا صحة له، وهو ادعاء محض»، معتبراً أن هناك «اتفاق ما بين الجانب التركي مع حزب العمال دفع معظم مقاتلي الأخير إلى الأراضي العراقية، وعد ذلك الأمر ذريعة لاستمرار الانتهاكات التركية للأراضي العراقية».
وتابع البيان، أن «الجانب التركي يتذرع بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على حق الدفاع عن النفس، وهذه المادة بذاتها لا يمكن الاستناد إليها لأنها لا تجيز انتهاك سيادة الدول المستقلة».
بيان الخارجية العراقية نوه إلى أن «الحكومة العراقية ترى أهمية الارتكان وتعزز مبادئ حسن الجوار لما يتوافر عليه من علاقات تاريخية هامة واقتصادية متعددة الأذرع»، لافتا إلى أن «التنسيق الأمني بين الجانبين من شأنه أن يكفل مواجهة التحديات المشتركة لاسيما على طول الشريط الحدودي بين البلدين».
وبين أن «الوزارة لم تتلق رداً على مذكرة الاحتجاج بنصها ومضمونها ولا زلنا ننتظر ذلك عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية»، موضحا أن «العراق له الحق في أن يستعين بكافة مصادر القوة على المستوي الثنائي والمتعدد والمنظمات الدولية بالاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القوانين الدولية».
المتحدث باسم الخارجية العراقية أكد أن «الوفود بين البلدين مستمرة بشكل مشترك لكن لا نزال نصنف تلك الأعمال بأنها عدائية أحادية الجانب وبموجب ذلك نتخذ الإجراءات الدبلوماسية المقررة لاسيما مذكرة الاحتاج واستدعاء السفير واللجوء إلى خيارات أخرى».
وفي وقت سابق الأربعاء، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن شكره للحكومة الاتحادية في بغداد لدعمها العملية العسكرية التي تشنها بلاده ضد حزب العمال الكوردستاني PKK شمالي العراق.
وقال أردوغان خلال اجتماع لنواب حزبه، إن بغداد تدعم الحملة العسكرية التي تشنها تركيا برا وجوا ضد PKK شمالي العراق.
وتابع «أشكر الحكومة المركزية في العراق على دعمهما للمعركة التي نخوضها ضد الإرهاب».
وأضاف «أتمنى التوفيق لجنودنا الأبطال المنخرطين في هذه العملية التي نخوضها بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية المركزية في العراق».
والثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أنها سلّمت السفير التركيّ علي رضا كوناي «مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة»، داعيةً تركيا إلى «الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة».
ويعرب محلّلون عن اعتقادهم بأن قادة العراق وعلى الرغم من تقدّمهم باحتجاجات رسمية سعداء في قرارة أنفسهم بالجهود التي تبذلها تركيا لمعاقبة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني.
وتصنّف أنقرة وحلفاؤها الغربيون PKK منظمة إرهابية.
وكانت مصادر تركية قد أكدت في وقت سابق، أن العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد مسلحي حزب العمال الكوردستاني PKK شمالي العراق، تجري بعلم وموافقة الحكومة العراقية.
الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات في رئاسة أركان الجيش التركي، الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بكين، المعروف بقربه من حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال في تصريحات لصحيفة ‹صباح› التركية، إن العملية التركية تهدف إلى «منع عبور مسلحي PKK الذين أنهوا تدريباتهم إلى تركيا»، لافتاً إلى أنه بعد هذه العملية «لن يكون هناك أي ذكر لـ PKK في تلك المنطقة».
وأضاف أن الهدف الثاني للعملية هو «إظهار قوة تركيا أمام العالم، حيث أنها تأتي بشكل متزامن مع تدريبات عسكرية بحرية كبيرة في البحر المتوسط».
أما الهدف الثالث والأهم – بحسب بكين – هو تأمين إمدادات الغاز المفترضة إلى أوروبا.
وأكد بكين، أن العملية العسكرية الحالية ضد PKK «تجري بعلم وموافقة بغداد»، وأنها تهدف إلى تأمين استقرار شمال العراق، تمهيداً لنقل غاز كركوك والموصل إلى أوروبا، عبر تركيا.
كما لفت إلى أن هذا الهدف يتطلب تأمين الاستقرار في سوريا أيضاً، حيث «سيكون ذلك أيضاً على عاتق تركيا».
\\\\\\\\\\\
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية