يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

«فيتو» ميليشياوي على حفلات الغناء في بغداد.. الانفتاح يثير غضب جماعة إيران

«فيتو» ميليشياوي على حفلات الغناء في بغداد.. الانفتاح يثير غضب جماعة إيران

توالى إلغاء الحفلات الغنائية المقرر إقامتها في مدينة «سندباد لاند» بالعاصمة العراقية بغداد، بعد الاحتجاجات الأخيرة من جهات دينية متطرفة، فيما اضطر القائمون على المدينة السياحية، إلى إلغاء جميع الحفلات والعقود الموقعة مع الشركة المصرية الخاصة بجلب الفنانين إلى العراق.

وسبق أنّ طالب رجال دين وأحزاب دينية بمنع الحفلات الغنائية في المجمع بعد استضافة الفنان المصري محمد رمضان، بوصفها «استهتارًا وخرقًا وتجاوزًا على المنظومة الأخلاقية»، مطالبين بـ «عدم السماح بالقيام بهذا النوع من الاحتفالات الماجنة، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق رعاة الحفل».

نلتزم برأي المراجع !

وأعلنت شركة «سندباد لاند»، السبت، إلغاء جميع الحفلات وإلغاء عقدها مع الشركة المصرية التي تعاقدت معها على حفلات لعدد من النجوم.

وقالت الشركة في بيان، إنه «احتراما وتقديرا لكل مراجعنا الكرام واتفاقاً مع نهجنا الدائم الذي نلتزم به ولا نحيد عنه ، تقرر إلغاء كافة الاحتفالات والحفلات الفنية المتفق عليها وإنهاء العقود مع الشركة المصرية الراعية لهذه الاحتفالات والتي عملت على إدارتها، وكلنا ثقه بتفهم الجميع بأن أهدافنا دائما وستبقى مليئه بالاحترام والتقدير لوطننا وشعبنا العظيم».

وأغلق محتجون غاضبون، في وقت سابق، بوابة مجمع «سندباد لاند» وسط بغداد، وذلك احتجاجاً على إقامة حفلات غنائية.

وردد العشرات بينهم نساء هتافات مناهضة لإقامة الحفلات فضلا عن شعارات دينية رددوها خلال تجمعهم أمام بوابة المجمع.

واشتد الجدل حول الحفلات الغنائية بعد تدخل رجل الدين جعفر الإبراهيمي عبر وصلة شتائم وجهها إلى الفنان المصري محمد رمضان من على منبر أحد المساجد، وهو ما دعا الأخير إلى الرد مثيرًا عاصفة تعليقات مستهجنة لسلوك الإبراهيمي.

بدوره أصدر حزب الدعوة بيانًا وصف فيه الاحتفالات بـ «الممارسات التي تمس قيم المجتمع وهويته وتستفز مشاعر عامة العراقيين، والتي اتخذت غطاءً كاذبًا باسم الفن، وهي في حقيقتها تعبر عن استهتار وخرق وتجاوز للمنظومة الأخلاقية والقيمية التي تحلى بها المجتمع العراقي عبر تاريخه العريق».

وقال الحزب، إنّ «ما حدث قبل أيام في مدينة العاب سندباد لاند في بغداد ليس إلاّ سلوكًا هابطَا وابتذالا مهينًا لتاريخ وحضارة الشعب العراقي»، مطالبًا السلطات بـ «الحد من هذه الظواهر»، على حد تعبير البيان.

فكر استبدادي وتغطية على المخدرات

بدوره، قال الأستاذ في علم الاجتماع بكلية الآداب طاهر الشمري، إن «المجتمع العراقي متعدد الأديان والطوائف ولا يجب تعريفه وفق آرائنا، والحديث عن إلغاء الحفلات نابع عن فكر استبدادي وعقلية دكتاتورية أكثر من السابقة، فضلاً عن أن الميليشيات تريد التغطية على إدخالها المخدرات إلى العراق بالحديث عن الحفلات».

وأضاف الشمري في تصريح لـ (باسنيوز)، أنه «ليس لأحد حق منع الناس من حضور الحفلات، وعلى رجال الدين نصح الآخرين بعدم ذهابهم للحفلات دون فرض، خاصة وأن المجتمع العراقي بات يرفض الخطاب الديني الإرهابي».

ولفت إلى أن «الحفلات التي أقيمت مؤخراً، لم تحتوي على مظاهر تعري، بل إن الفنانين الذين حضروا لهم جمهورهم الواسع، والجميع مخير بين حضور تلك الحفلات أو مقاطعتها».

ويرى خبراء ومعنيون، أنه لا يمكن التدخل في حياة هذه الأماكن أو المدن السياحية وسلوكها ما دامت لا تخرج عن الوظيفة المعلنة والقانونية لها، إذ أن محاولة فرض القيم الاجتماعية السائدة على أفراد لا يقبلون بهذه القيم هي أحد أنواع الاستبداد الذي يُبرر على نحو خاطئ ومتعسف باسم الأخلاق العامة.

ويرى نشطاء عراقيون أن اعتراض تلك المجاميع والجهات لا يتعلق بالدين، وإنما هناك قلق من تلك الجهات على الانفتاح العراقي الحاصل تجاه المجتمعات العربية، والتوأمة الحاصلة والتعاون المشترك بشكل متكرر، والزيارات المتبادلة من قبل مسؤولين وفنانين في دول الجوار إلى البلاد، وهو ما يعارض مشروعهم الرامي إلى عزل العراق عن المجتمع العربي والدولي.

رفض دائم

وتواجه الفعاليات المدنية والاجتماعية في العراق على الدوام رفضاً من جهات تدعي أنها تمثل المجتمع الديني ، أو أجواء الحوزات العلمية والمراجع، غير أن المراجع المعتبرين لا يعترضون على إقامة تلك التجمعات.

وعارضت تلك الأطراف تنظيم مهرجان بابل الدولي الذي أقيم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بداعي وجود فقرات غنائية.

وعلى رغم استجابة محافظ بابل حسن منديل لتلك المجاميع وتوجيهه بالغاء تلك الفقرات، إلا أن الرفض الشعبي وإصرار إدارة المهرجان على جميع الفقرات، حال دون ذلك.

وأقام عدد من الفنانين العرب مؤخراً عدة حفلات في بغداد، مثل أليسا، ومصطفى قمر، وفيفي عبدو، ومحمد رمضان، وآخرون.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi