يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

كابوس الجفاف يهدّد العراق.. وتقرير دولي يحذّر من نزوح جماعي

كابوس الجفاف يهدّد العراق.. وتقرير دولي يحذّر من نزوح جماعي

القرطاس نيوز/ معضلة الجفاف ما زالت تهدّد العراق والعراقيين، تارة من دول منبع الأنهار المغذّية وطورا من المناخ وارتفاع درجات الحرارة، فملف المياه يمثّل قضية رئيسية في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة والغني بالموارد النفطية، بسبب موجات الجفاف التي يسببّها التغير المناخي.
وفي هذا الإطار، يقول خبراء لـ”ـقرطاس نيوز” إنّ العراق يمرّ هذا العام بأزمة مائية قوية جدا، فالشح المائي أثّر على أرزاق الكثير من العاملين في القطاع الزراعي، كما أنّ موجات الجفاف القاسية أرغمت العديد من العوائل على النزوح بحثا عن مصدر عمل ودخل.

مساعدة غذائية
وفي تقرير نشرته منظمة “المجلس النروجي للاجئين” غير الحكومية، أظهر أن أسرة عراقية من اثنتين تحتاج إلى مساعدة غذائية في المناطق المتضررة من الجفاف في العراق، وبأن هذه “الظروف القصوى” أرغمت العديد على النزوح.
وبحسب استبيان استند عليه التقرير من 2800 أسرة في مناطق عدة من شمال العراق إلى جنوبه، فإن “واحدة من كل أسرتين في المناطق المتضررة من الجفاف بحاجة إلى مساعدة غذائية، في حين أن واحدة من كل خمس أسر ليس لديها ما يكفي من الغذاء لجميع أفراد الأسرة”.
وأشار التقرير إلى أن التوقعات لعام 2022 “مقلقة، حيث من المحتمل أن يؤدي نقص المياه المستمر وظروف الجفاف إلى تدمير الموسم الزراعي المقبل”.
بدروه، حذّر البنك الدولي من أن ارتفاع درجة الحرارة درجة واحدة مئوية وانخفاض معدل هطول الأمطار في العراق بنسبة 10 بالمئة، سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 20 بالمئة في المياه العذبة المتاحة بحلول عام 2050.

خلل إجتماعي
وعن هذا الشأن، تحدّث الباحث البيئي العراقي المهتم في شؤون المياه والأهوار، أحمد صالح نعمة، لافتا أن إلى محافظة ميسان تضم آلاف الصيادين والكثير من مربي الجواميس الذين تركوا هذه المهن نتيجة إشتداد أزمة الجفاف.
نعمة، وفي حديث لـ”قرطاس نيوز” أشار إلى أنّ وزارة الزراعة قررت تخفيض المساحة المزروعة في العراق إلى النصف أي ما يعادل نصف الفلاحين العراقيين تركوا مهنتهم هذا العام، وبالتالي نزوحوا ربما إلى المدن بحثا عن مصدر رزق مختلف، مضيفا أنّ كل هذا يُحدِثُ تغييرات إجتماعية كبيرة وإذا لم يشهد العراق كمية جيدة من المتساقطات فالبلاد مقبلة على تغيير ديموغرافي خطر، ومن الممكن بحسب نعمة وقوع نزاعات عشائرية بهدف الحصول على مصادر المياه.

تصحّر
وتابع نعمة أن العديد من المساحات المزروعة ستتحول قريبا أمام هذا الواقع البيئي الصعب إلى أراضي قاحلة يابسة لا حياة فيها، وهذا الأمر يهدّد الأمن الغذائي بالدرجة الأولى.
ورأى نعمة لـ”ـقرطاس نيوز” أنّ أزمة الجفاف تعود في الأساس لتعمّد دول المنبع والروافد المغذية وهم كل من تركيا وسوريا وإيران بإقامة السدود وحرف مسارات الأنهار مما تسبب بانخفاض حاد وصل أخيرا إلى نحو 50%، وقال إنه لم يبق في العراق من خزين إستراتيجي سوى 20 مليار متر مكعّب وهذه الكمية لن تكفي للأشهر المقبلة ما لم يشهد العراق كميات متساقطات جيدة.

تفعيل القوانين
من جهة أخرى، شدّد نعمة على ضرورة تفعيل القوانين النافذة الموجودة، والتحوّل من الري السيحي إلى زراعة التنقيط والرش والتحوّل أيضا إلى مفهوم الترشيد على إعتبار أن مسألة الجفاف مرتبطة بين الحكومة والشعب الذي عليه أن يعي أن الإستهلاك المعتاد منذ القدم هو أسلوب غير سليم وغير صحيح ويجب على الجميع أن يواكب التغيّرات الحاصلة في النظام البيئي العالمي.
وأكد نعمة لـ”قرطاس نيوز”، أن التغييرات المناخية باتت تقلق جميع الدول بحيث لجأت إلى عقد مؤتمرات وورش عمل للحد من الإستهلاك الغير مبرّر والغير طبيعي للمياه.

الموارد المائية تحذّر
وكانت وزارة الموارد المائية، حذّرت في وقت سابق من انخفاض حاد بمستوى المياه يصل بحدود عام 2035، إلى نحو 11 مليار متر مكعب، فيما أبدت عن احتمالية تحرك بغداد للمطالبة بتعويضات جراء الأضرار التي تسببت فيها تركيا وإيران.
وقال مستشار الوزارة عون ذياب في تصريح صحفي، إنّ الدراسة الاستراتيجية التي أنجزتها الوزارة، تشير إلى أنه سيحصل انخفاض بنسب المياه الواردة سنوياً إلى العراق بنسبة 30 % عما يصل إليه حالياً بحلول العام 2035 .
وأضاف ذياب أن العراق قد يلجأ لطلب تعويضات من الدول المسبِّبة لتلك التغييرات، وهو حقّ مشروع، أو قد يطرح بعض المشاريع للاستثمار لتحسينها وتشغيلها.
وتتحرك بغداد، منذ أشهر لتحريك دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية وحقوق الإنسان ضد الجارة إيران التي قطعت أكثر من 40 رافداً يمتد نحو الأراضي العراقية، مما تسبب بانهيار زراعي شبه تام وجفاف مطبق في شرق البلاد.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi