مركز لالش: 8 سنوات واعيادنا تخيّم عليها الاحزان
منذ عام 2014 تكرر علينا عيد صوم ايزي ثمانية مرات، وكانت الاحزان والاوجاع والهموم ترافق احتفالاتنا بسبب ما اصاب اهلنا من نتائج وتداعيات الغزو الاسود والغاشم لعصابات داعش الارهابية لاغلب مناطق الايزيديين وخاصة في شنكال المنكوبة، حيث ما زال الالاف من العوائل الايزيدية تعيش حياة النزوح فيما فضل عشرات الالاف من شبابنا وعوائلنا طريق الهجرة والغربة بحثا عن حياة اكثر امنا لهم ولاطفالهم، وكل ذلك بسبب الصراع السياسي الدائر في الشرق الاوسط ونحنا صرنا حطبا لتلك الحروب والصراعات الاقليمية والدولية.
ولولا الموقف الانساني الكبير والذي هو اصلا واجب وطني وقومي من قبل شعب وقيادة كوردستان تجاه الايزيديين في محنتهم هذه، لكانت اوضاع اهلنا في اسوا حال يمكن تخيله، كما ان الدعم المعنوي والاعلامي وحتى اللوجيستي الدولي والاممي ساهم في التخفيف عن معاناة اهلنا، لكننا نطمح بمواقف دولية اكثر قوة من اجل وضع حد حقيقي وفعال لتلك المعاناة التي باتت قضية يتاجر فيها القاصي والداني وباتت مادة فيلمية (سينمائية) يتسلى بها المشاهدون، بينما الواقع المرّ وبكل اوجاعه ومراراته ومآسيه هو من حصة اهلنا سواء كانوا في النزوح او ممن عادوا لمناطقهم ونقصد بذلك اهالي شنكال تحديدا.
ان الوضع الحالي الايزيدي في شنكال يتطلب من الدول التي هي بمثابة اللاعبين الكبار في الساحة، ان يثبتوا ان تعاطفهم مع الايزيديين لم تكن مواقف للدعاية الانسانية، وان يدفعوا باتجاه انهاء هذا المسلسل المؤلم لاهلنا من خلال فرض الحلول الواقعية على الاطراف المتصارعة، وذلك بتطبيق اتفاقية شنكال الموقعة بين حكومتي بغداد واربيل والتي حظيت بمباركة دولية حينها، والعمل على محاسبة وفرض عقوبات على الاطراف التي تعرقل تطبيق هذه الاتفاقية التي هي واحدة من اهم السبل لاعادة الاستقرار لشنكال، او العمل على تطبيق بنود المادة 140 من الدستور العراقي بمراقبة او اشراف اممي، لاننا واثقون ان تطبيق هذه المادة سيساهم في تسريع عودة الاستقرار لشنكال وباقي المناطق المشمولة بهذه المادة المؤجل تطبيقها لانها لا تتوافق واطماع بعض القوى العراقية والاقليمية.
نحن نرى ان عدم تطبيق اي من هذين الموضوعين بمثابة (فرمان بدم بارد) ضد الايزيديين، واصرار على ان تبقى اوضاعهم الماساوية مستمرة، وتجميد لملفات الاعمار لمناطقهم وخاصة شنكال، لانه يبدو ان هنالك مشاريع متطرفة لا تقل خطورة عن غزوة داعش لشنكال لاحداث تغييرات ديمغرافية وثقافية ودينية و مذهبية في منطقة شنكال الاستراتيجية.
نامل ان يهل العيد القادم لعيد صوم ايزي وان تكون اوضاع الايزيديين افضل حالا. وكل عام وانتم بخير.
الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي
دهوك 17/12/2021
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية