ثلث وثائقه التي ينزّلها على موقعه لا تُفتح بتاتا
البنك الدولي مصدوم… فلا أحد يطالع تقاريره !
يحاول البنك الدولي منذ نشأته في العام 1944، التقدم بحلول للمشاكل الكبرى التي تواجهها المناطق النامية والفقيرة ودول النزاعات.
ويستعمل البنك الدولي أساسا تقنية اصدار التقارير ليشخّص المشاكل ويقترح الحلول، ومع انتشار استعمال الانترنت في العالم، باتت معظم تقارير البنك الدولي المطبوعة تنشر على شكل ملفات (بي دي آف) على الإنترنت وخاصة عبر موقعه الإلكتروني، وبلغات مختلفة.
التقرير الصدمة
الصدمة التي لم يتوقعها مسؤولو البنك الدولي، لم تكن في عدم التزام الدول المعنية بتقاريره وبتوصياته واقتراحات الحلول التي يتقدم بها، بل في كون المعنيين لا يطالعون أصلا ما ينشره من تقارير ترصد لها إمكانات بشرية ومادية ضخمة.
وفي تقرير غير مسبوق نشرت مقتطفات منه صحيفة “واشنطن بوست”، قال البنك الدولي إن جهوده الرامية إلى مقاومة الفقر في العالم لا تلقى القبول من جانب الجهات التي من المفروض أن تعرب عن اهتمامها بالموضوع، وتبحث عن حلول لمشاكل الفقر والتخلف في العالم، بما أنها لا تكلف نفسها حتى مشقة مطالعة التقارير وخطط العمل التي يضعها البنك الدولي.
ثلث الوثائق لا تفتح
رصد البنك الدولي عبر موقعه الالكتروني اهتمامات المبحرين، وخلص إلى أنّ إن ثلث الوثائق والخطط التي ينزلها البنك على موقعه الإلكتروني لا تفتح أبداً ولا تجد من يطالعها.
وقال البنك إن الوثائق التي يدرجها على موقعه، تعتبر من الوثائق التي يمكنها المساعدة وتقديم الحلول للراغبين في الاستفادة من الدراسات والتقارير التي يضعها البنك على ذمة الراغبين لوضع برامج وتصورات لمكافحة الفقر والتخلف في العالم،
قالت واشنطن بوست إنّ إحصائيات البنك الدولي، تكشف أن 40% من تقاريره المختصة تم تنزيلها أقل من 100 مرة، في حين وقع تنزيل 13% من وثائقه فقط على الأقل 250 مرة منذ تاريخ وضعها على ذمة الجمهور على موقعه، في حين لم يجد ثلث الوثائق من حجم “بي دي آف” التي ينشرها البنك أي قارئ ولم تُنزل قطّ.
وربما بسبب العناوين غير الجذابة، لا يفتح كثيرون تقارير البنك الدولي ولا يتفرغون لقراءتها رغم ما تحتويه من معطيات وأرقام وأفكار، ورغم ما يصرف عليها ماديا، وربما لأنّ معدي تلك التقارير لا يبذلون جهدا كافيا للتوريج لها كإرسالها بالبريد الالكتروني أو تعميمها على الجمهور المعني.
يحارب الفقر
يشار إلى أنّ البنك الدولي هو أحد الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة وتُعنى أساسا بموضوع التنمية.
وقد بدأت هذه الوكالة المتخصصة نشاطها بالمساعدة في إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعد الإعمار في أعقاب النزاعات موضع تركيز عام لنشاط البنك الدولي نظرا إلى الكوارث الطبيعية والطوارئ الإنسانية، واحتياجات إعادة التأهيل اللاحقة للنزاعات والتي تؤثر على الاقتصاديات النامية والتي هي في مرحلة تحول، ولكن البنك اليوم زاد من تركيزه على تخفيف حدة الفقر كهدف موسع لجميع أعماله، ويركز جهوده على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التي تمت الموافقة عليها من جانب أعضاء الأمم المتحدة عام 2000، والتي تستهدف تحقيق تخفيف مستدام لحدة الفقر.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
