صحفي ومصور أمريكي: كردستان أفضل بقعة لاستقرار الأقليات رغم وجود بعض المخاوف
سعد بابير /شنكال /بورك
بعد زوال الحكم الاستبدادي في العراق ،عام 2003، انفتح الأبواب على مصرعيها أمام العديد من وسائل الإعلام العالمية وأصبح العراق محطة انظار العديد من الكتاب والصحفيين الذين يأتون من مختلف بقاع العالم للاطلاع على الموزايك الديني والعرقي الذي يتميز به العراق .
وأصبح هناك اهتمامات واضحة من قبل هؤلاء الكتاب بواقع الأقليات في العراق ومن بين الكتاب والصحفيين الذين أبدو اهتماما كبيرا بمعرفة أحوال الأقليات هو الكاتب والمصور الأمريكي “روبرت ليوتيوسر ” الذي يعي اهتماما كبيرا بالتصوير والكتابة عن العادات والتقاليد والتراث الذي يتميز به الشعب الكردي في مختلف دول العالم . حيث انه قضى حوالي 14 سنة من التجوال في مختلف مناطق العالم مبديا اهتماما واضحا في شؤون الاقليات في كافة رحلاته.
وعن زيارته الاخيرة إلى كردستان العراق لتخطية فعاليات عيد رأس السنة الايزيدية، قال روبرت، ان ” كردستان العراق أفضل بقعة لاستقرار الأقليات في شرق الأوسط ” معللا ذلك الى ” وجود حكومة مبنية على الأسس الديمقراطية التي تستند إلى مقومات الحرية والمساواة والتسامح الديني بين كافة مكونات كردستان” موضحا ان “هذا الموزايك و التنوع الديني والعرقي قد أعطى جمالية رائعة لكردستان لا مثيل لها ووفر فرص التعايش السلمي و والتسامح الديني في العديد من مناطق كردستان”
ومن جانب أخر وضح ليوتيوسر ” رغم المكاسب التي نالتها الحكومة الكردية في الحفاظ على امن وسلامة كافة الأقليات على أرضها , إلا أن هناك بعض المخاوف من استهداف الأقليات الدينية نتيجة حدوث بعض الخروقات كالتي حدثت في الأعوام الماضية”.
وخصص روبرت جزء من حديثه للتحدث عن الايزيدية في العالم بشكل عام وفي قضاء شنكال بشكل خاص باعتبارها أقلية دينية تعاني من الغبن والتهميش، كما تحدث عن العادات والتقاليد الذي يمارسونها في مختلف المناسبات والأعياد ،لأنه ومنذ 14 عام قام بالعديد من الرحلات إلى كافة مناطق تواجد الايزيدية في العراق وسوريا وتركيا وألمانيا وأمريكا حسب قوله , وبين انه “قام بالعديد من الزيارات إلى مختلف المزارات المقدسة في قضاء شنكال التي تبعد حوالي 110 كم شمال غرب محافظة نينوى ” مضيفا ان ” الايزيدية يعيشون في وضعية صعبة في شنكال لانهم لا يتبعون إقليم كردستان اداريا وهم معلقين بين مطرقة الحكومة الاتحادية وسندان حكومة كردستان ” وفي السياق ذاته وضح ان ” الايزيدية في شنكال يعانون من الفقر والبطالة وقلة وجود الخدمات “
ومن جانب اخر قال الصحفي الأمريكي انه ” الشخص الشنكالي يمتلك عقلية راقية وذكاءا فطنا لكنه لا يستثمر هذه العقلية في المساهمة للارتقاء بمجتمعه ” وأشار إلى ” وجود شخصيات مثقفة وكفاءات جيدة في صفوف الشنكاليين لكنهم لا يهتمون بمنطقتهم وإنهم يغادرونها إلى مناطق أخرى نتيجة قلة وجود الخدمات الضرورية للحياة والوضع الأمني “.
يذكر ان الكاتب والمصور الأمريكي “روبت ليوتيوسر” قام باول زيارة الى شرق الأوسط عام 1997 وبعد ذلك أصبح لديه العديد من الزيارات الى شرق الأوسط ولفت انتباه الاهتمام بالشعب الكردي بشكل عام والاقليات بشكل خاص .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
