عقب اعتقال «قاتل» هشام الهاشمي.. اتهامات تلاحق الميليشيات ومطالبات برفع الغطاء عن «العقل المدبر»
أثار إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القبض على أحد القتلة المشاركين في اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي لغطاً واسعاً في الشارع العراقي، بسبب الغموض الذي أحاط بالقضية وعدم الإجابة عن تساؤلات كثيرة حول الجهة التي ينتمي إليها القاتل ودوافع الاغتيال.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن السلطات العراقية ألقت القبض على من قتلوا الباحث هشام الهاشمي الخبير في شؤون الأمن والجماعات المسلحة.
وكتب الكاظمي، في حسابه عبر تويتر: «وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي ووفينا الوعد، وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة، وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء».
وأكد الكاظمي أن «من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق».
وتم عرض اعترافات المتهم بقتل الهاشمي على قناة العراقية وهي القناة الرسمية للحكومة حيث جاء في تفاصيل الاعتراف أن المتهم اسمه أحمد الكناني، مولود في 1985، «وينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون» دون ذكر اسمها.
وأضاف الكناني خلال الاعتراف أنه «تعين في سلك الشرطة في العام 2007، ويعمل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية».
وتابع «تجمعنا في منطقة البوعيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورولا لتنفيذ عملية الاغتيال».
ولم يتم سؤال المتهم عن خلال اللقاء الذي بثته القناة الرسمية عن الجهة أو الفصيل الذي ينتمي إليه أو الدوافع التي المسببة لعملية الاغتيال.
من هو قاتل الهاشمي؟
وبعد بث الاعترافات بدقائق تداول ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومنشورات من صفحة المتهم أحمد الكناني والتي تشير إلى ولائه لقيادات في الحشد الشعبي ومنهم أبو مهدي المهندس ومنشورات تمجد الحشد والفصائل.
وبحسب وكالة ‹فرانس برس›، فإن الكناني كان مرتبطاً بكتائب حزب الله العراقي، وهي ميليشيا مسلحة موالية لإيران في العراق حيث كان الهاشمي ينتقدها في كتاباته وتعليقاته على وسائل الإعلام.
بدوره قال الخبير الأمني كمال البياتي، إن «إعلان القبض على أحد قتلة الهاشمي يعتبر خطوة إيجابية وإن كانت خجولة جداً، كونها لم تكشف جميع خيوط القضية وتجنبت الحديث عن الجهة التي ينتمي إليها المتهم».
وأَضاف البياتي في تصريح لـ (باسنيوز)، أن «هنالك مؤشرات تؤيد الرأي الذي يقول أن المتهم ينتمي لكتائب حزب الله بدليل أن الكتائب تتخذ من منطقة البوعيثة مقراً لها وتسيطر عليها، حيث ذكر المتهم أن العملية انطلقت من تلك المنطقة»، مشيراً إلى أنه «في وقت سابق تم القبض على ما تسمى عصابة الـ (الكاتيوشا) التابعة لحزب الله في منطقة البوعيثة».
وتابع أن «السبب الثاني الذي يؤيد ضلوع حزب الله في عملية اغتيال الهاشمي هو أن الأخير كان ينتقد تلك الفصائل باستمرار على وسائل الإعلام، كما سبق وأن حصل بينه وبين القائد العام لكتائب حزب الله أبو علي العسكري سجالاً على مواقع التواصل بسبب عصابة الكاتيوشا آنفة الذكر».
عشيرة المتهم تتبرأ منه
وعلى خلفية الكشف عن هوية قاتل هشام الهاشمي، أعلنت قبيلة كنانة البراءة من المدعو أحمد حمداوي عويد معارج الكناني، المتهم بقتل الهاشمي.
وقال شيخ عام قبيلة كنانة عدنان الدنبوس في بيان: «باسمي شخصيا ونيابة عن قبيلة كنانة قبيلة التضحيات والبطولات والمواقف الوطنية عبر التاريخ والعصور، نعلن البراءة وشجب واستنكار هذا الفعل من المجرم القاتل المدعو (احمد حمداوي عويد معارج)، المدان بارتكابه عملية اغتيال الشهيد هشام الهاشمي، نعلنها بصراحة وبدون ترد من قول كلمة الحق (كنانة لا يمثلها القتلة والمجرمون)».
وطالب الدنوبس السلطات التنفيذية والقضائية بـ «إنزال أشد العقوبات والقصاص العادل من هذا المجرم ومن خطط له أمام الشعب وبمكان ارتكابه الجريمة النكراء»، مؤكداً أن «القانون فوق الجميع».
ومن المتعارف لدى العشائر العربية العراقية أن عرف البراءة يتم إعلانه عن الأشخاص الذي يتسببون بالعار لعشائرهم، ولا يتم إعلان البراءة في العادة إلا في الحالات المخلة بالشرف أو ما شابهها.
تساؤلات تبحث عن إجابة
ويرى مراقبون أن حكومة الكاظمي غير قادرة على الإجابة عن التفاصيل المهمة في القضية كونها ضعيفة ولا تستطيع مجابهة الفصائل المسلحة.
من جهته قال الناشط محمد محمود، إن «الحكومة تعرف جيداً الجهة التي ينتمي إليها المتهم بقتل الهاشمي من خلال اعترافاته والتي من المؤكد أنه ذكر أسماءً وجهات ينتمي إليها».
وأضاف محمود في تصريح لـ (باسنيوز) أنه «لو تجرأت الحكومة وكشفت عن الجهة المتورطة بقتل الهاشمي فإنها سوف تفتح جبهة قتال ليس مع الفصيل التي ينتمي إليه المتهم فحسب، بل مع جميع الفصائل المسلحة في العراق، بسبب ارتباط هذه الفصائل بمصير واحد حيث لو نجحت الحكومة بالإطاحة بإحدى تلك المجموعات، سينتقل الدور على البقية، وهذا ما تدركه الفصائل جيداً».
ولفت إلى أنه «من المحتمل أن تكون مسألة إعلان القاتل مسرحية تمت بإشراف الميليشيات، كنوع من المكافأة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كونه من المقرر أن يزور الولايات المتحدة في الأيام المقبلة للتفاوض بشأن قضية الفصائل في العراق، وبذل مزيداً من الجهود للحصول على مكاسب لصالح الميليشيات».
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
