علماء: انسان النياندرتال عاش في آسيا وأوروبا قبل 400 ألف عام ولم يكن غبيا
توصل علماء الى ان انسان النياندرتال الذي عاش في اوروبا وغرب آسيا قبل آلاف السنين لا يمتّ بصلة الى صورة الغبي البدائي المتعارف عليه.
تُعد النظرة الشائعة الى انسان النياندرتال بوصفه متوحشًا يشهر هراوة حجرية من أشد القوالب النمطية رسوخا في الوسط العلمي ولكن باحثين درسوا أدلة واسعة من الآثار وتبيّن ان هذه الصورة لا اساس لها في الواقع.
وقال باحثون ان علماء أسهموا في الايحاء بأن انسان النياندرتال كان اقرب الى الحيوان بنظريات تدعي ان غباءه كان سبب انقراضه فيما تمكن الانسان الحديث من البقاء بسبب تفوقه عليه.
وقال الباحث ويل روبريكس من جامعة لايدن الهولندية ان النظرة السائدة نظرة سلبية على العموم مشيرا الى ان احدى الصحف الهولندية دعت بعد احداث شغب وقعت خلال مباراة كروية مؤخرا الى منع “هؤلاء النياندرتالات” من دخول الملاعب.
ويُعتقد ان انسان النياندرتال ظهر قبل 350 الى 400 الف عام وأن أعداد هذا الجنس انتشرت من البرتغال في الغرب مرورا بليبيا وفلسطين الى آسيا الوسطى في الشرق. ولكنه اختفى من السجلات المتحجرة عندما وصل انسان الحقبة الحديثة الى اوروبا.
وكان سبب انقراض انسان النياندرتال موضع سجالات علمية منذ زمن طويل وان نظريات متعددة تذهب الى ان انسان الحقبة الحديثة كان يتمتع بأفضلية معرفية عليه تبدّت في قدر أكبر من التعاون مع أقرانه خلال الصيد وتصنيع اسلحة أفضل وقدرة أكبر على الابتكار ونظام غذائي أكثر تنوعا وغير ذلك من الأفضليات المفترضة.
ولكن الباحث روبريكس وزميلته الدكتورة باولا فيلا من جامعة كولورادو الاميركية للتاريخ الطبيعي درسا البيانات الآثارية بحثًا عن دليل على تفوق الانسان الحديث الذي تستند اليه قرابة 12 نظرية تقول إن هذا التفوق أدى الى انقراض انسان النياندرتال.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث روبريكس قوله “ان هذه التفسيرات تصنع قصصا محبوكة ولكن مشكلتها الوحيدة هي عدم وجود أدلة آثارية تسندها”.
واوضحت الباحثة فيلا ان من أسباب الحيف الذي لحق بإنسان النياندرتال مقارنته مع من جاؤوا بعده ، ومع الانسان الحديث الذي ظهر في العصر الحجري الأعلى بدلا من مقارنته مع الاجناس البشرية التي عاصرته. وهذا كمن يقول ان انسان القرن التاسع عشر اقل ذكاء من انسان القرن الحادي والعشرين لأنه لم يعرف الكومبيوتر والرحلات الفضائية.
وأكدت فيلا ان الدليل على التخلف المعرفي لانسان النياندرتال “بكل بساطة غير موجود وما نقوله ان النظرة الشائعة عنه ليست صحيحة”.
ورأى الباحث روبريكس ان الأسباب التي ادت الى انقراض ابناء عمومتنا الذين كانوا نسبيا لا يقلون ذكاء عنا اسباب شائكة وان الدراسات الوراثية الأخيرة التي فكت شفرة الخريطة الوراثية (الجينوم) لانسان النياندرتال قد تكشف عن بعض الأسباب. وتبين هذه الدراسات ان افراد جنس النياندرتال كانوا يعيشون في مجموعات متشظية صغيرة وكانوا يتزاوجون الى حد ما مع انسان الحقبة الحديثة ولكن البعض من ذكورهم كانوا يولدون عقيمين ولعل ظهور بني الانسان الحديث اكتسحهم وصهرهم بهم.
وقال روبريكس ان الصورة النمطية الشائعة عن انسان النياندرتال أخذت تتآكل ، على الأقل في الدوائر العلمية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية