يوليو 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

سالم مشكور: الطائرة اللبنانية .. وأخرى عراقية

الطائرة اللبنانية .. وأخرى عراقية

سالم مشكور

المعلومات حول قضية الطائرة اللبنانية غير واضحة . قيل  انه تم اعلامها بعدم السماح لها بالنزول في مطار بغداد بسبب تأخر ابن وزير النقل عن الرحلة وغضبه وتهديده بمنع هبوطها ، بالمقابل ، لم يصمد التبرير الذي قدمه المتحدث باسم وزارة النقل ، أمام المعلومات الاخرى . لم أعتمد الروايات العراقية غير الرسمية ، لانها تأتي عادة ممزوجة بنوازع شخصية وحزبية وفئوية في بيئة تتداخل فيها كل هذه الامور فتكون الحقيقة هي الضحية . الروايات اللبنانية أكثر صدقية  وهي تؤكد رواية إبن الوزير دون تفاصيل . وفي حال صحتها يحتاج الامر الى معالجة من الوزير ذاته قبل الجهات الاخرى بعيدا عن الباسها لموظف هو بالتاكيد مسؤول عن الامر فيما لو ثبت انه منع هبوط الطائرة بتصرف منه وليس بامر أعلى مع إنه يصعب علي التصديق ان الامر جاء من الوزير لمعرفتي بأخلاقه. المعالجة الحازمة هنا ستشكل رادعا لاي إبن مسؤول أو حتى مسؤول يحاول أن يعتدي على حريات الاخرين ومصالحهم .

بالتاكيد ليست هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها التاثير من مسؤول او إبن مسؤول عراقي ، على حركة طائرة ومصير ركابٍ منتظرين . حظُ الفاعل هذه المرة أوقعه مع شركة طيران غير عراقية وفي بلد مثل لبنان الذي لا يمكن إخفاء شي فيه , ولو كان الامر جرى مع طائرة عر اقية فلربما بقي الامر في إطار ضيق ، أو تسرب الى الاعلام دون تبعات . أكثر من مرة تتأخر طائرة الخطوط الجوية العراقية ليتضح بعدها أن مسؤولا مسافرا على متنها ما زال في الطريق او ربما ما زال يفرش أسنانه إستعدادا للتوجة الى المطار . حدث معي مرة وبقينا ننتظر في الطائرة لاكثر من ساعة ليأتي بعدها المسؤول في موكب الى باب الطائرة وسط لعنات وسباب الركاب. وفي مرة أخرى كنت عند مسؤول فاخبرني انه سيتوجه الى بيروت بعد قليل ، ولما أخبرته ان توقيت اقلاع الطائرة بعد نصف ساعة وهي غير كافية للوصول الى المطار أجابني مبتسما : الطائرة لا تقلع قبل وصولنا . وفي حالة أكثر انتهاكا لحقوق الناس ، قام مسؤول « رفيع « باستئجار واحدة من طائرتين يتيمتين كانتا تعملان للخطوط العراقية قبل سنوات ليتوجه بها الى عاصمة اقليمية ، كنا في مطار بيروت ننتظر وصولها فلم تأتِ ،لأن المسؤول ترك ركابها في مطاري بيروت وبغداد ينتظرون حتى انهى لقاءه – وربما عشاءه – مع مضّيفيه وعاد الى بغداد مساء .

نحتاج الى حزم في التعامل مع هذه الحالات , نحتاج الى احترام حقوق الناس ، وكراماتهم ومصالحهم .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi