كي تستفيد من راتب تقاعدي
بائعة الهوى في ايطاليا تريد دفع ضريبة الدخل
يتظاهر الايطاليون ضد ارتفاع الضرائب التي تستنزف مداخيلهم، بينما تطالب بائعات الهوى في ايطاليا بحق المساهمة بقسطهن في رفد خزينة الدولة من خلال شمولهن بضريبة الدخل.
وتشن بائعات الهوى من شمال ايطاليا إلى جنوبها حملة ضد قانون الضرائب، الذي لا يعترف بمهنتهن، رغم انها أقدم مهنة في التاريخ، ويجيزها القانون الايطالي، لكنهن محرومات من دفع الضريبة وبالتالي من حق التقاعد.
قمة النفاق
قالت بائعة الهوي تركية الأصل ايفي بال (36 عامًا)، التي احتجت عارية تحت المطر امام مبنى صحيفة كوريير ديلا سيرا: “انها قمة النفاق أن تكون مهنتي قانونية ولكني لا استطيع دفع ضريبة عنها”. ومنذ أشهر، تطوف بال التي نشرت كتابا بعنوان “ما لا يقوله الأزواج” مدينة ميلانو حيث تمارس مهنتها لتغطي أبنيتها وتملأ شوارعها بالملصقات التي تطالب بحق بائعات الهوى في دفع ضريبة الدخل.
وما اثار غضب العاملات في تجارة الجنس أن مصلحة الضرائب الايطالية في اجراء بيروقراطي لا يخلو من السوريالية قررت الآن فرض غرامات عليهن بتهمة التهرب من الضرائب، رغم انها لم تمنحهن أي فرصة لدفعها.
من كوكب آخر
ونقلت صحيفة غارديان عن بال انها قررت تصعيد احتجاجها بعد أن تسلمت غرامات تبلغ 450 الف يورو، موضحة أن الغرامات حُددت على اساس المبالغ التي اودعتها في حسابها المصرفي خلال الفترة الواقعة بين 2008 و2012 من دون تمييز بين ما تحققه من ايرادات وما دخل حسابها من بيع عقار.
وقالت كارول، وهي اثيوبية الأصل تمتهن البغاء في مدينة فيرونا، إنها عوملت وكأنها مخلوق من كوكب آخر عندما راجعت دائرة الضريبة في منطقتها عارضة دفع ما عليها من ضرائب. ثم تسلمت كارول فاتورة تقول إن الضرائب المستحقة عليها تبلغ 70 الف يورو بناء على دخلها السنوي. لكن كارول أكدت أن في هذا الرقم مبالغة، “لأني أعمل في الشارع ويبلغ دخلي 40 الف يورو في السنة”.
واضافت كارول انها هربت من الحرب في بلدها بحثًا عن حياة افضل، وهم الآن يضطهدونها معربة عن خشيتها من ألا تتقاضى ذات يوم معاشًا يوفر لها دخلًا ثابتًا بعد التقاعد.
ملاحقة قانونية
فوجئت بائعة الهوى السابقة ساندرا يارا، ذات الأصل البرازيلي، بغرامة 50 الف يورو بعد أن أبلغتها غرفة التجارة في مدينتها بأنها لا تستطيع تصنيف مهنتها لتكون مشمولة بضريبة الدخل. ولملاحقة نحو 70 الف بائعة هوى في ايطاليا نصفهن من اصول غير ايطالية، تتصفح شرطة الضرائب مواقع خدمات المرافقة والمواعدة على الانترنت بحثًا عن اسماء لجمع ايرادات ضريبية تحتاجها خزينة الدولة التي تعاني ميزانيتها من العجز، كما افادت بيا كوفري، رئيسة اللجنة الايطالية من اجل الحقوق المدنية للعاهرات.
أضافت: “السلطات تحاول ادراج بائعات الهوى ضمن فئات مشمولة بالضرائب وقيل لبعضهن انهن صُنفن كموظفات في وكالات زواج”.
وقالت بال، التي تتكلم اربع لغات، إنها كانت تحقق ايرادات كبيرة من مهنتها تصل إلى 20 الف يورو في الشهر قبل الأزمة الحالية التي خفضت هذا الدخل إلى النصف. واقترحت بال سلمًا ضريبيًا لبائعات الهوى، يقدِّر مداخيلهن على أساس العمر ويخفض ما يُجبى منهن مع تقدمهن في السن.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية