يوليو 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حسن الخفاجي: خلعوا قنادرهم واستعدوا للهرب!

خلعوا قنادرهم واستعدوا للهرب!

حسن الخفاجي

لا عرف لماذا يصبح الحذاء – القندرة- ثقيلا حينما يبدأ الإنسان بالهرب .

أول ما يفكر فيه الهارب هو التخلي عن قنادره ، شاهد اغلبنا كثيرا من القنادر والنعل  متروكة في ساحات المعارك والاعتصام .

ينسحب الأمر على الحكام ووجهاء القوم . هؤلاء يخلعون الحاشية والأتباع من مختلف الصنوف والأحجام . قبل ان يبدأ الحاكم المهزوم بخلع قنادره الفعلية ، يخلع من استخدمهم سابقا كنعل وقنادر. شاهدنا وسمعنا عمن ضحوا بكتاب كانوا يمجدونهم صباح مساء ، غيرهم ضحّى بوزراء وقادة عسكريين وأعضاء حزبيين.

في السعودية الوضع مختلف ، أول قنادر خلعها ال سعود هم بعض مشايخهم ووعاظهم ، الذين استخدموهم واجهة شرعية وألزموهم بإصدار فتاوى ضد خصوهم خدمة لأهدافهم .

بإيعاز مباشر من قمة هرم سلطة آل سعود جاء الأمر بإيقاد الشعلة ، للإيذان ببداية مرحلة ونهاية أخرى . بدأت هذه المرحلة بالإقرار بالهزيمة والتخلص من الأشكال القديمة والأحمال الثقيلة ، لقد كلفوا احد خدمهم ، الصحفي ومقدم البرامج داود الشريان ليقوم بهذه المهمة ولحقه آخرون . بدأ الشريان بالهجوم على سلمان العودة ومحمد العريفي وسعد البريك ومحسن العواجي وعدنان العرعور. نسى الشريان أو تناسى ان من ذكرهم من مشايخ لم يبتدعوا بدعة عندما أفتوا بالسماح للشبان السعوديين “بالجهاد” في سوريا والعراق ، بل إنهم ساروا على درب أسلافهم وكبار علمائهم ، الذين أفتوا من قبل بوجوب الجهاد في أفغانستان وهم (ابن باز وابن عثيمين) . هؤلاء أفتوا بـ:”قتال الشيوعيين في أفغانستان فرض عين”. هذا الأساس المتين في الإفتاء وضعه بناة التكفير والقتل الكبار على رأسهم يقف ابن تيميه. أكمل من جاءوا بعده من “المشايخ” البناء حجر على حجر ، واكتمل بيت الشر بفتاواهم وبرعاية ومال ال سعود.

إذا كان “المشايخ”السعوديين ، الذين اتهمهم داوود الشريان هم السبب في خروج الشبان السعوديين للقتال والانتحار خارج السعودية .

ترى من المسؤول عن تجنيد عشرات الآلاف من”المجاهدين” حول العالم؟.

من المسؤول عن حشد عشرات الآلاف من ثمانين جنسية في العراق وسوريا؟.

هل خرج هؤلاء الذين لا يجيد بعضهم اللغة العربية بسبب فتاوى مشايخ ذكرهم الشريان أم بسبب فكر تكفيري ومنهج ؟.

الم يستند “مشايخ” الوهابيين حول العلم إلى تعاليم كراهية واحدة من مذهب يكفر الآخرين ويجيز قتلهم ؟ .

أذن يجب ان يحاسب من تسبب بتفشي فكر التكفير والقتل والمسؤولين عن انتشاره والترويج له.

مع يقيني الكامل بأن قرار الملك السعودي عبد الله بحبس السعوديين ، الذين يقاتلون في الخارج لا يساوي شيئا على ارض الواقع وجاء بأوامر من قوى كبرى ، إلا انه مؤشر على ان مرحلة “طيحان الحظ” وخلع القنادر قد بدأت في السعودية. .بالأمس القريب والملك السعودي ووزير خارجيته وبندر يتفاخرون بدعمهم “الثورة السورية” بكل شيء ، أما اليوم فالوضع تغير!.”الحديدة حاميه”.

مع كل ذلك فخسائر السعودية بدأت تتوالى، لقد انفض من حولها “أشقاء”وحلفاء: سلطنة عمان وتركيا وقطر و الأمارات ، التي غردت على أنغام البوق الإيراني، بعدما طار وزير خارجيتها ليبارك لإيران اتفاقها مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي. انفضاض هؤلاء يعني ان معسكرا كان متماسكا تهاوى، قبل ذلك خسروا خدمات رفيق الحريري في الساحة اللبنانية، مع ان مخالبهم في لبنان تخدش لكنها لا تبدل من الواقع شيئا. ان من أرادوه وجندوه لان يلعب دور توازن القوة بينهم وبين حزب الله في لبنان واعني احمد الأسير، لقد تبخر الأسير قبل ان تبدأ المواجهة الفعلية مع حزب الله. سعد الحريري سبق احمد الأسير في خلع قنادره والهرب من لبنان. قبلهم هرب عميلهم الذليل والمنفذ الرئيسي لسياستهم في العراق طارق الهاشمي، الذي اعترف بلسانه قائلا : “نقلت معلومات عراقية مهمة للقيادة السعودية”.

أعطاء دفة القيادة لبندر كمنقذ لمركب تلاطمه الأمواج “زاد الطين بله”.

لقد صعّد بندر وسخن المواقف على الأرض ، لكنه حصد الكثير من الهزائم ، ساحة الموالين لهم تقلصت ، وكثرة هزائمهم على الأرض السورية وخسر رهانه على التجمعات وساحات الاعتصام في العراق.

لا ننسى أن الأزمة السورية والوضع في العراق أطاح ثلاثة رؤوس خليجية لغاية ألان هم: الحمدين في قطر تبعهم بندر والحبل على الجرار.

الكويتيون سيتبعون السعودية ويتخلون عن قنادرهم، النائب الكويتي المقرب من الحكومة نبيل الفضل اقترح تجريم الكويتيين الذين يقاتلون في الخارج وحبسهم بمدد لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد عن ثلاثين سنة .ان تم هذا القرار وبأثر رجعي فسيحبس رأس الشر في الكويت النائب السابق السلفي وليد الطباطبائي، الذي أسهم شخصيا بالقتال في سورية .

الطعنة النجلاء أتت لال سعود من حيث لا يحتسبون ، حين تمدد الحوثيون في اليمن إلى مناطق نفوذ السعودية في دماج وغيرها من مناطق. بعد الضربات الموجعة التي نفذها الحوثيون على أتباع السعودية من آل الأحمر وغيرهم. فقدت السعودية اذرعا كانت تستخدمها كل حين في اليمن. آل الأحمر ظلوا ممثلين لآل سعود في اليمن لأكثر من خمسة عقود .

يضاف إلى كل هذا بروز اصطفافات وتحالفات جديدة على الساحة الدولية .. التحالفات الجديدة حجمت وربما ألغت دور القطب الواحد وأتباعه.

النفط السعودي له بدائل جاهزة في العراق وإيران ، والنفط الصخري في أمريكا. ربما لا يكون سقوط السعودية سريعا  ومدويا مثلما يريد كل من اكتوى بنار الإرهاب الوهابي ، لكن الأكيد إنها أيقنت بعدم قدرتها على مسك خيوط اللعبة. وعرفت أن حبال التآمر والتدخلات في شؤون الآخرين ستلتف حول عنقها ، وإنها في طريقها للسقوط ،  لذلك سارعت بالتخلي عن قنادرها . موسم ومرحلة الانفراد السعودي بقيادة العرب والمسلمين انتهت دون رجعة..

البداية كانت من قطر ، بعد ان خلع الأمير السابق ورئيس وزرائه ، فان قنادر كثيرة وكبيرة ستخلع دونما إعلان عن ذلك ، اعتقد ان القرضاوي سيكون أول المخلوعين.

المهم ان مرحلة خلع القنادر بدأت وأول الغيث قطرة .

لكن الحذر واجب لان رفسات البغل المحتضر تكون قاتلة .

درس خلع القنادر”الوطنية” السعودية والخليجية بليغ، لعله يفيد  البعض من ساستنا ممن ارتضوا ان يكونوا قنادر بأرجل الغرباء .

“لقطاء الأوطان أذل من لقطاء الأحضان”

Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi