نادية مراد: قيادات العالم العربي الدينية تساهم في نشر أفكار تكفيرية
تحولت الفتاة الإيزيدية نادية مراد الحاصة على جائزة نوبل للسلام إلى أيقونة ورمز للفتاة التي تواجه الفكر المتطرف في المحافل الدولية، وخصصت حياتها لنصرة أبناء الطائفة الإيزيدية في العراق، ودعم الفتيات اللائي تعرضن للعنف الجنسي.
ولم تكن الفتاة الإيزيدية تحلم سوى بحياة هادئة في أمن وسلام بقريتها البسطية في كوجو على أطراف قضاء سنجار في العراق، والتمتع بحقوقها في ممارسة شعائر الطائفة الأيزيدية شمال غرب العراق على الحدود مع سوريا، إلا أن المجازر البشعة التي ارتكبها داعش الإرهابي دفع نادية مراد لحمل راية الكفاح والنضال ضد جرائم الإرهابيين في سوريا والعراق.
خرجت نادية مراد عبر منصة الأمم المتحدة حاملة هموم أبناء الطائفة الإيزيدية ومعاناتهم فى العراق بعد اجتياح داعش لقراهم، وسقوط عدد كبير منهم في الأسر وتعرض الفتيات الإيزيديات للعنف الجنسي والاغتصاب الوحشي من قبل عناصر داعش.
وتكشف نادية مراد في حوارها مع صحيفة “اليوم السابع” تفاصيل الزيارة الأخيرة إلى العراق ولقائها بالرئاسات الثلاث، وشعورها خلال زيارتها إلى قريتها لأول مرة بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي، ورسالتها للناجيات من الإبادة على يد التنظيم الإرهابي، والمأساة والمصاعب التي واجهتها على مدار أربع سنوات.
وتقول “خلال زيارتي إلى العراق التقيت بمختلف الفئات والجهات التي تعمل على ملف دعم الإيزيدية، وكذلك التقيت بالناجيات والناجيين من الإبادة، وجهت لهم رسائل دعم وتطرقت إلى الإبادة الجماعية التي تعرضنا لها، فمنذ أربع سنوات نعيش في المأساة ونواجه المصاعب وحدنا، لذلك قمت بتشجيعهم وقلت لهم إننا لا ينبغي أن نستسلم للظروف، يجب علينا أن نكافح في سبيل نيل حقوقنا ولا نكل ولا نمل من العمل”.
واضافت، “طلبت من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي حل مشكلة الإدارة المحلية فى قضاء سنجار وتعيين إدارة محلية جديدة ومقبولة، فتح طريق سحيلة للسماح للإيزيديين بالذهاب إلى سنجار عبر هذا الطريق، دمج القوات الإيزيدية في وزارتي الدفاع والداخلية، تخصيص أموال لإعادة إعمار قضاء سنجار، منح الرخصة واستكمال الاجراءات للسماح ببناء مستشفى في سنجار من أموال جائزة نوبل”.
وطالبت رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح إطلاق مبادرة العمل على إنقاذ النساء الإيزيديات اللواتى لايزلن في الأسر، المساعدة في إيجاد حلول للحكومة المحلية في قضاء سنجار بالتنسيق مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.
وتتابع “دعوت رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسى إلى تمرير قانون في البرلمان لمنح رواتب شهرية للناجيات والناجيين، العمل مع الممثلين الإيزيديين في البرلمان العراقى بخصوص تعويض العوائل الإيزيدية المتضررة، تمرير قانون الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكب ضد الإيزيدية”.
وسئل مراد عن رأيها بالمتسبب في انتشار الأفكار التكفيرية في العالم، ” توظيف الدين في السياسة والمصالح الاقتصادية أحد الأسباب الرئيسية في انتشار الأفكار المتطرفة، وكذلك المناهج التربوية والكثير من دور العبادة تساهم في خلق التطرف، القيادات الدينية في العالم العربي تساهم بشكل أو بآخر في نشر بعض الأفكار التكفيرية التي تدعو إلى قتل الآخرين وعدم قبولهم”.
واضاف، “هناك الكثير من الدول والمؤسسات التي دعمت وتدعم الإرهاب والتطرف، أقول لهم إن الخير سينتصر على الشر في النهاية، والعالم اليوم أصبح يمتلك وعيا كبيرا، والأفعال الإرهابية التي تقومون بها لا تدوم، ولابد أن يأتي يوم الحساب ونرى كل من تلطخت يده بدماء الأبرياء في قبضة العدالة”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية