يونيو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

عداء بين امرأتين في مخيّم حدودي يعيد طفلة إيزيدية لذويها

عداء بين امرأتين في مخيّم حدودي يعيد طفلة إيزيدية لذويها
صورة أبيها الشهيرة أصبحت من أيقونات الحزن في كارثة سنجار
الصباح الجديد/ نينوى ـ خدر خلات: عادت الطفلة الأيزيدية مارتين خديدا مصطو وهي تبلغ من العمر 12 سنة حاليا، الى ذويها والى ما تبقى من عائلتها بعد خطفها لمدة 4 سنوات، علما أنها نسيت لغتها السنجارية الكردية، وتتكلم بالعربية فقط، ولم تتعرّف سوى على أبيها وعلى ابن عم لها من ذوي الاحتياجات الخاصة لأنه يقاربها بالعمر.
وفي أول حديث لها لوسائل الإعلام بعد نجاتها تحدثت مارتين الى مراسل “الصباح الجديد” عبر الهاتف وأفصحت عن ما مرت به طوال 3 سنوات و10 أشهر تقريبا، وبرغم أنها لا تستطيع ترتيب الأحداث والوقائع والتواريخ والأماكن الجغرافية إذ أنها تذكر مدن عراقية وسورية مرت بها أو عاشت فيها لفترات متباعدة لا تتذكرها بدقة، علما أنها تتكلم اللغة العربية بطلاقة.
وقالت مارتين (مواليد 2006) “بعد أن وقعنا بيد عصابات داعش (في 3 آب/ اغسطس 2014) في محيط منطقة سنوني (62 كم شمالي سنجار) وكنت مع والدتي وشقيقتيّ ماجدة (مواليد 1995) و مارسيل (مواليد 2003) و شقيقي مجدي (مواليد 1999)، تم نقلنا الى تلعفر (56 كم غرب الموصل) وتم عزل النساء عن الأطفال والبنات والرجال والكبار بالسن، وكل فئة تم عزلها لوحدها”.
وأضافت “بالنسبة لي بقيت مع شقيقتي (مارسين) لأننا بعمر متقارب وصغار، لكن أتى شخص من الموصل وأخذني لوحدي وقال لي سأربيكِ مع بناتي، وهذا الشخص بقيت مع عائلته وبناته 3 سنوات في أحد الأحياء في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، ولم يقع أي اعتداء عليّ طوال وجودي معه وكان يعاملني كبناته”.
وعندما سألتها عن الرجل الذي كان قد اشتراها قالت “هو كان بالدولة (تقصد قيادي في تنظيم داعش الإرهابي) وهو مصلاوي وليس عربي (من الأطراف والضواحي)، ولا أعرف اسم الحي الذي كنت أعيش فيه كما لا أعرف اسم أي جامع قريب، وكان أبو أحمد (لقب القيادي بالتنظيم) لا يذهب ليصلي بالجامع، علما أنهم كانوا يدرسوني القرآن وأمور دينية أخرى عن الدين الإسلامي وأجبروني على الصيام في شهر رمضان، وغيّروا اسمي من مارتين الى مريم”.
وتتابع مارتين بالقول “تنقلت في مناطق عديدة، حيث عرفت ذات مرة بأننا في مدينة تسمى القيّارة (60 كم جنوب الموصل) وذهبنا بعدها للموصل، وذات يوم وقبل سنة وبضعة أشهر انتقلنا الى سوريا (مع بدء عمليات تحرير الموصل) وذهبت وتنقلت بين مدن عديدة.
والمدن والمناطق التي مرت بها مارتين وفق سردها، هي:
ـ الرقة (في سوريا)، ومدينة العشارة (إحدى نواحي سوريا تتبع إدارياً لمحافظة دير الزور السورية)، ومنطقة الميادين (تتبع محافظة ديـر الزور ومركزهـا مدينـة المياديـن)
ـ حصيبة (الغربية تتبع قضاء القائم العراقي في محافظة الأنبار)، وحصيبة (الشرقية ناحية تابعة لقضاء الرمادي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق الرمادي)
ـ هجين (ناحية سوريّة تتبع منطقة البوكمال في محافظة دير الزور)
ـ إسعفة (لم نصل لمعلومات عن هذه القرية التي من المرجح أنها تقع على الشريط الحدودي العراقي السوري)
الدشيشة (بلدة في ريف مدينة الحسكة السورية). وتتابع مارتين بالقول “في الدشيشة حصلت غارة جوية على مضافة بجوار البيت الذي كنت أعيش فيه وقتل أبو أحمد، وفي أثناء ذلك أنا كنت حينها ألعب عند الجيران، وبعد الضربة الجوية ظهرت امرأة من أقرباء أولئك الجيران وقالت أنها ستأخذني للعيش معها لأنها كانت وحيدة وليس لها زوج أو أبناء وبنات، وبقيت معها حيث انتقلنا الى مخيّم الهول (الحدودي) وبقيت هناك 7 أشهر الى أن أتى أقرباء لي وأعادوني لعائلتي”.
وتؤكد مارتين أنها “لا تعرف مصير والدتها وشقيقتيها وشقيقها منذ تفريقها عنهم عقب وقوعهم بيد داعش قبل نحو 4 سنوات”..
وكانت صور والد مارتين السيد خديدا مصطو (الشهير بلقب ابو ماجد الطباخ) وهو يستعرض صور افراد عائلته المختطفة ويبكي عليهم قد تحولت الى ايقونة بارزة تختصر جانبا كبيرا من مأساة اهالي سنجار ابان اجتياح مناطقهم من قبل عصابات داعش التكفيرية في مطلع آب/ اغسطس من عام 2014.
ولمعرفة كيفية وقوع عائلة مارتين في قبضة داعش، وكيفية خلاص مارتين وعودتها لذويها، تحدث ابن عمها سلام خانصوري لـ “الصباح الجديد” وقال إنه “في أثناء بدء اجتياح عصابات داعش الإرهابية لقضاء سنجار، قام عمي أبو ماجد (والد مارتين) بمحاولة الهرب مع عائلته من مجمع خانصور (5 كلم عن الحدود السورية) باتجاه مركز ناحية سنوني، حيث أن أخوال أولاده هناك ولديهم سيارة”.
واضاف “ولان عدد الاشخاص كان اكبر من سعة السيارة، فقد قرر ان يذهب للجبل مع ابنه ماجد (مواليد 1993) لانهما قادران على المشي، وان يتم نقل ام ماجد وبناتها الثلاث وابنهم الصغير مجدي (مواليد 1999) مع عائلة اخوالهم، لكن لسوء الحظ فان السيارة ومن فيها سقطوا بيد عصابات داعش، لكن ماجد واباه نجوا ووصلا لجبل سنجار، وبعد ذلك تمكنا من الوصول الى اقليم كردستان وتحديدا في محافظة دهوك وانضما الى مئات الآلاف من النازحين”.
وبشأن كيفية خلاص مارتين من قبضة داعش، افاد خانصوري بالقول “ان عداءا شخصيا بين امرأتين ساعدنا في الوصول اليها، واعادتها لذويها، حيث ان الداعشي الموصلي الذي كان قد اشترى مارتين من معتقل بتلعفر عام 2014 لقي حتفه بضربة جوية بمنطقة الدشيشة في سوريا، وبالتالي اصبحت مارتين وحيدة وهي طفلة بعمر 11 سنة، فتبنتها امرأة وحيدة لا احد لها، وانتقلت بها الى مخيم الهول الذي هو بحماية قوات اليبكة”.
وتابع “بقيت مارتين بصحبة هذه المراة سبعة اشهر، لكن كان هنالك خلاف شخصي بين هذه المرأة وامرأة اخرى تقطن بالمخيم نفسه ، وعندما سمعت الاخيرة بان هنالك طفلة ايزيدية مختطفة لدى غريمتها سارعت بتقديم شكوى ضدها لدى امن المخيم (الاسايش)، وتم استدعائها والطفلة، فاعترفت انها تربيها فقط منذ بضعة اشهر، علما ان مارتين لم تنس اسمها وقالت ان اسمها الاصلي هو مارتين خديدا مصطو من اهالي سنجار، وان اسمها مريم هو اسم جديد عليها”.
ونوه خانصوري الى ان “كل هذه الاحداث وقعت ونحن لا نعرف باي شيء، لكن بطريقة او باخرى تسربت هذه المعلومات، لان المئات او الالاف من الايزيديين يبحثون عن اقربائهم ونحن منهم، وهكذا وردنا اتصال من ايزيدي مغترب في هولندا وقال ان هنالك طفلة تدعى مارتين خديدا مصطو، موجودة في مخيم الهول، ودعانا الى التوجه الى مجمع خانصور ضمن قضاء سنجار، وزودنا برقم موبايل وطلب منا ان نتصل به حال وصولنا لخانصور”.
ومضى بالقول “عندما وصلنا الى خانصور اتصل ابو ماجد بالرقم، وظهر انه يعود للاسايش، وذهبنا اليهم والتقينا مع مارتين وعرضنا لهم الصور القديمة للعائلة، لكن مارتين تعرفت على ابيها فورا برغم مضي 4 سنوات على تفريقهم، وعندما تحدث معها احد اعمامها تذكرت ابنه (عامر) القريب من عمرها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، فسألته (اين عامر الان؟)”.
وبحسب خانصوري فانه “تم اعادة مارتين الى ما تبقى من عائلتها والى ذويها وسط بكاء وحزن وفرح، ونتمنى ان يتم اعادة افراد الاسرة كي تعيش مع بعضها مجددا، هذه العائلة التي تفرقت منذ 4 سنوات لا لشيء سوى لانهم ايزيديون”.
وعلى وفق احدث احصائية لمديرية شؤون الايزيديين في حكومة اقليم كردستان فان عدد المختطفين الايزيديين يبلغ 6417 ايزيديا، بواقع 3548 مختفظة من الاناث، و 2869 من الذكور، اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة ارهابيي داعش يبلغ 3300 ناج، منهم 1150 من النساء، و 337 من الرجال. اما الناجيات من الأطفال الإناث فبلغ 946 طفلة، وعدد الناجين من الأطفال الذكور هو 867 طفلا.
فيما عدد الاطفال الايتام من جهة الاب يبلغ 1759 طفلا يتيما، والايتام من جهة الام 407 اطفال يتامى، والايتام من الوالدين 359 طفلا، والاطفال الذين والداهم بيد داعش لحد الان يبلغ 220 طفل، و المجموع الكلي للايتام 2745 طفلا.
بينما يبلغ عدد الباقين بيد عصابات داعش 3117 ايزيديا بواقع 1452 من الاناث (اطفال وراشدات)، و 1665 من الذكور (اطفال وبالغين)، وهذا بحسب اخر احصائية في الثالث من حزيران الجاري.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi