وزير النفط العراقي السابق: الفساد في قطاع النفط لن يعالج بدون إرادة سياسية
رووداو – أربيل: أكد إبراهيم بحر العلوم، وزير النفط العراقي السابق، والمرشح عن تحالف فتح، اليوم الاثنين، أن الفساد في قطاع النفط لن يعالج بدون إرادة سياسية، مشدداً على أن “الواجهة الثانية لمواجهة الإرهاب هو الفساد”.
وقال بحر العلوم في حديث لشبكة رووداو الإعلامية، إن “الفساد اليوم منتشر في أكثر المجالات في العراق، وينخر في الجسد الراقي، من قمة الهرم إلى قاعدته، وبالتالي فإنه باعتقدادي ليس محصوراً في القطاع النفطي، وإنما انتشر أفقياً وعمودياً”.
وأشار إلى أنه “من الصعب معالجة هذا الفساد، سواء في القطاع النفطي أو في غيره، ما لم تتوفر إرادة سياسية لدى الأحزاب والكتل السياسية”.
وأردف يقول: “لعلنا اليوم أمام مشهد سياسي وانتخابي جديد، نأمل فيه أن تكون هناك إرادة سياسية لدى الكتل السياسية التي ستنتخب من قبل الشارع العراقي، وبالتالي إذا ما توفرت هذه الإرادة، سيمكن ترجمتها من خلال مكافحة الفساد، كما توفرت الإرادة السياسية في السنوات الثلاثة الماضية لمواجهة وحاربة داعش ونجحنا فيها”.
وأضاف: “أتصور أن الواجهة الثانية لمواجهة الإرهاب هو الفساد، وهذا الفساد يحتاج إلى إرادة صادقة تتبناها الكتل النيابية المتصدية للعمل السياسي تنطلق من البرلمان وكلك في السلطة التنفيذية، سواء في الإقليم أو في المحافظات العراقية الأخرى”.
كذلك أوضح وزير النفط العراقي السابق: “أتوقع أن مستقبل العراق القادم، في المرحلة الفادمة، يعتمد على مرتكزين أساسين: المرتكز الأول هو برنامج اقتصادي قادر على إنقاذ البلاد من هذا الوضع، والمرتكز الثاني هو قدرة المتصدين على مواجهة آفات الفساد التي انتشرت في كل الجسد العراقي، وبالتالي تحتاج إلى مواجهة حاسمة وصادقة”.
ونوه إلى “إذا تحدثنا عن القطاع النفطي فأنا أتصور أن هناك عمليات تهريب واسعة كانت في العراق وخاصة بالنسبة للمشتقات النفطية والنفط الخام في بعض أجزاء العراق، وهذا ما شجع مافيات، سواء أكانت في الجنوب أم في الإقليم، لتساهم في حملة تهريب واسعة للمشتقات والنفط الخام”.
وشدد على أنه “لا أجد ضرورة هنا لتحديد مؤسسات بعينها، هناك مشاركة لبعض الجهات التي تدعمها جهات سياسية في مختلف مناطق العراق، لكن الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أطمئن الشعب العراقي إليه هو أن ما تخطط له سومو من صادرات نفطية عبر جيهان أو عبر البصرة، هذه الجهة الوحيدة التي تضمن عدم وجود فساد فيها”.
وبحسب بحر العلوم “فتضم برامج أغلب الكتل السياسية محوراً لمكافحة الفساد، وفي برنامج تحالف فتح هناك محور ناقشناه في اللجنة السياسية التي خططت لهذا البرنامج، ووضعنا رؤية واضحة لمكافحة الفساد، وهذا يتضمن: أولاً تعزيز المؤسسة القضائية، وتعزيز هيئات النزاهة ثانياً، وكذلك أدخلنا مشروعاً يتضمن دوراً مجتمعياً مهماً يتضامن مع الحلقتين المذكورتين من أجل مكافحة الفساد، وحددنا مفاصل مهمة وضرورة فتح ملفات الفساد كافة، وكذلك ملفات الفساد التي شابت بعض جولات التراخيص، وطالبنا أيضاً بنشر المحاكمات للمتهمين بالفساد المالي العام بشكل علني على الجمهور للاستماع إليها”.
واختتم حديثه بالقول: “كان المنطلق الأساسي لنا في محاربة الفساد هو الابتعاد عن المحاصصة الحزبية، وهذه المحاصصة هي آفة سياسية كانت ركيزة من ركائز الفساد، وكذلك إبعاد المواقع الأساسية في الدولة ذات البعد الفني والإداري عن هذه المحاصصة، وكذلك الالتزام بالتصورات المطلوبة لحماية المال العام”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية