والدة الإعلامية الموصلية المقتولة ترفض تعزية المالكي وتطالب بـ”مقابلته وجها لوجه”
المدى برس/ نينوى: كشفت قيادة فرقة المشاة الثانية للجيش، اليوم الجمعة، عن معلومات تتعلق بقاتل مقدمة البرامج الموصلية نورس النعيمي، مبينه أن والدتها وشهود عيان تعرفوا عليه، وفيما أكدت والدتها على أنها “قبلت القاتل من رأسه”، أعربت عن “رفضها تعزية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي”.
وقال قائد الفرقة اللواء الركن علي الفريجي في حديث إلى (المدى برس)، إن “استهداف الصحافيين أمر مؤلم، فهم الذين يضحون بدمائهم لنقل الحقائق والكلمة الصادقة، ومنذ الدقائق الاولى لحادث اغتيال الاعلامية نورس النعيمي، آلت الفرقة الثانية على نفسها ان تقوم بواجبها بشكل كامل وتم تشكيل فريق عمل برئاسة قائد الفرقة وضباط الفوج الرابع لواء المشاة 12”.
وأضاف الفريجي “تم جمع المعلومات عن الحادث والحصول على أوصاف القاتل وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش خلال 48 ساعة في مناطق الموصل، ليتم اعتقاله خلال تنفيذه عملية اخرى”، مبينا “وتم تفيش منزله ومحل عمله والاستيلاء على مسدس عيار 9 ملم، لتتم مطابقته في معمل الادلة الجنائية وتبين بأنه سلاح الجريمة”.
وتابع الفريجي “تم تشخيص المجرم من بين ثمانية أشخاص متشابهين وتم التعرف عليه من قبل عائلة الشهيدة وشهود عيان”، مطالبا أهالي نينوى بالاخبار عن الارهابيين”.
من جانبه قال المقدم الركن عامر لازم عبود العتابي امر فوج المشاة 12 (الوحدة العسكرية التي يقع الحادث ضمن قاطعها)، في حديث إلى (المدى برس)، “في اليوم الثاني لاغتيال الإعلامية نورس النعيمي تم قتل جندي في نقطة تفتيش للجيش في منطقة النبي يونس، وتم الرد على أحد المنفذين ومطاردته واعتقاله عند محاولته الفرار وعند التحقيق معه اعترف بقيامه بالعملية”.
وأضاف العتابي أن “المتهم هو سيف وليد حسين عطية المولى، اعترف بقيامه بقتل الاعلامية نورس النعيمي، فيما سرق حقيبتها الشخصية شريكه بالجريمة الذي هرب وتتم عملية البحث عنه الأن”.
وأوضح العتابي “تم التعرف على القاتل ومطابقة اوصافه من قبل اهل الشهيدة وتم كشف الدلالة في موقع جريمة قتل نورس بتمثيل الحادث واقعيا في مكانه”.
من جانبها قالت والدة الاعلامية نورس النعيمي في حديث إلى (المدى برس)، “لقد تعرفت على القاتل وقبلته من رأسه لانه أرسل ابنتي شهيدة، وزففتها عروس للجنة”، لافتة أن “من قتلها هو جاهل أمي بينما هي تعرف لغتين وطالبة كلية وناشطة اجتماعية، وكانت أمنيتها ان تحصل على شهادة الدكتوراه”.
وطالبت والدة نورس “باستعادة حقيبة أبنتي الشخصية التي سرقها القاتل، لأحتفظ بها وبملابسها وكتبها ودفاترها الملطخة بدمائها وغطاء رأسها المثقوب بسبب الاطلاقات النارية”.
ورفضت أم نورس “عزاء رئيس الوزراء نوري المالكي”، مطالبة “باللقاء به وجها لوجه”.
وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي، أكد، في وقت سابق، إن “قوة مشتركة من الفرقة الثانية للجيش والشرطة المحلية تمكنت، من اعتقال قاتل الإعلامية نورس النعيمي”.
وكان مصدر في شرطة محافظة نينوى قال في حديث إلى (المدى برس)، يوم الأحد (15 من كانون الأول 2013)، بأن مقدمة برامج بفضائية الموصلية والطالبة بكلية الإعلام نورس النعيمي قتلت بهجوم مسلح نفذه مجهولون بالقرب من منزلها في حي الجزائر شرقي الموصل، (405 كم شمال بغداد)، لدى عودتها من دوامها في الجامعة، في ثاني حادث من نوعه يستهدف العاملين في الفضائية ذاتها خلال أقل من شهرين.
وأدانت النقابة الوطنية للصحافيين العراقيين، يوم الاحد (15 من كانون الأول 2013)، بشدة مقتل مقدمة البرامج في قناة الموصلية التلفزيونية نورس النعيمي من قبل مسلحين، وفيما حملت الأجهزة الأمنية “مسؤولية التقصير في توفير الحماية الكافية للصحفيين”، دعت الإعلاميين إلى “رفع أصواتهم والضغط على الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم”.
والنعيمي هي ثاني اعلامية من فضائية الموصلية تقتل خلال اقل من شهرين، إذ قتل المصور في قناة الموصلية بشار النعيمي، بهجوم مسلح في 24 تشرين الأول 2013، لدى خروجه من منزله في منطقة حي النبي شيت، وسط الموصل.
وكان مرصد الحريات الصحافية كشف، في (26 من تشرين الأول 2013)، عن حصوله على معلومات تؤكد وجود قائمة بأسماء صحافيين وناشطين في الموصل مهددين بالقتل من قبل الجماعات المسلحة، واعرب عن قلقه المتزايد تجاه أمن الصحافيين العاملين في المدينة، وفيما أكد أنها المدينة الأخطر على سلامة الصحافيين بعد أن تصدر العراق وعلى مدار العقد الماضي “مؤشرات الإفلات من العقاب”، دعا السلطات الأمنية في الموصل ووزارة الداخلية إلى القيام بواجباتهما للحد من عملية الاغتيالات والتهديدات المباشرة التي يتعرض لها الصحافيون.
يذكر أن نينوى تشهد منذ (الـ23 من نيسان 2013)، عقب حادثة اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، (55 كيلومتر جنوب غرب كركوك)، هجمات مسلحة شبه يومية أدت إلى مقتل أو إصابة العديد من عناصر القوات الأمنية والمدنيين.
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحفياً وإعلامياً منذ سقوط النظام السابق سنة 2003.
يشار إلى أن مستوى العنف ضد الصحافيين بلغ خلال عام 2013 الحالي، أعلى مستوياته، وفقاً لما سجله مرصد الحريات الصحفية، حيث بلغت الانتهاكات لهذا العام 293 انتهاكاً وصنفت بـ 68 حالة احتجاز واعتقال و 95 حالة منع وتضييق و 68 حالة اعتداء بالضرب وسبعة هجمات مسلحة و 51 انتهاكاً متفرقاً و13 حالة إغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات إعلامية محلية وأجنبية في حين سجل هذا العام مقتل صحفيين اثنين، وهو ما يدلل على أن البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحافي ما تزال هشة ولا توفر الحد الأدنى من “السلامة المهنية” في بلد يعاني من آثار العنف والانقسامات.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية