يونيو 18, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

تقرير: دور الجنرال سليماني يتحجّم أمام الطموحات الكورديّة نحو الاستقلال

تقرير: دور الجنرال سليماني يتحجّم أمام الطموحات الكورديّة نحو الاستقلال

استراتيجيّة إيران في العراق هي سياسة فرّق تسدّ

مع تصاعد الحديث عن إجراء استفتاء الاستقلال في إقليم كوردستان العراق، يبرز دور إيران، خصوصاً فيلق القدس وقائدها الجنرال قاسم سليماني مرّة أخرى، ولكن يبدو أنّ هذا الدور يتحجّم أمام الطموحات الكورديّة نحو المزيد من الاستقلال.

وكانت (باسنيوز) قد نشرت في الـ ١٠ من نيسان/إبريل أنّ قاسم سليماني زار مدينة السليمانيّة، واجتمع مع كبار قادة الإتحاد الوطني الكوردستاني.

وبحسب تقرير لموقع “المونيتور” ،طالعته (باسنيوز) ونقلا عن مصادر كوردية ، فأن هدف هذه الزيارة هو منع إجراء استفتاء الاستقلال في الإقليم  .

وسليماني هو مسؤول ملف العراق، ويتمتّع بعلاقات كثيرة مع جهات كورديّة، خصوصاً في الاتّحاد الوطني الكوردستانيّ وحركة التغيير منذ تسعينيّات القرن الماضي.

وتصاعدت نشاطات القوى الكرديّة في العراق في الآونة الأخيرة لإجراء استفتاء استقلال الإقليم، وأكّد قادة الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ إجراء الاستفتاء في العام الجاري . وفي ٢ نيسان/إبريل الحاليّ، اتّفق الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ والاتّحاد الوطنيّ الكوردستانيّ على تشكيل لجنة مشتركة لتحديد آليّة الاستفتاء وموعده .

وتعارض إيران هذه الخطوات، وتعتبر استقلال إقليم كوردستان العراق خطّاً أحمر. وفي ردّه على الاعتراضات على عمليّة إجراء الاستفتاء في إقليم كوردستان، قال فاضل ميراني، وهو سكرتير الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ في ١١ نيسان/إبريل الحاليّ: “إنّنا لا نأخذ الموافقة من أحد لإجراء الاستفتاء”.

ولكن لا يمكن غضّ الطرف عن نفوذ الدول المجاورة، التي تعارض استقلال الإقليم. وتتمتّع إيران خصوصاً بنفوذ واسع في مناطق نفوذ الاتّحاد الوطنيّ الكوردستانيّ وحركة التغيير المحاذية لإيران. وتمتلك إيران أدوات ضغط متعدّدة تتيح لها التأثير على مجريات الأمور في إقليم كوردستان. فعلى الصعيد الإقتصاديّ تشكّل حدود إيران منفذاً حيويّاً لمناطق نفوذ الاتّحاد الوطنيّ الكوردستانيّ وحركة التغيير. وتزداد أهميّة هذه الحدود في ظلّ الخلافات المستمرّة بين الأطراف الكورديّة، حيث تستطيع إيران خنق بعض مناطق إقليم كوردستان إقتصاديّاً.

وعن تأثير الخلافات الكورديّة الداخليّة على قوّة النفوذ الإيرانيّ، قال يوست هيلترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدوليّة التي تتّخذ من بروكسل مقرّاً لها في تصريح لـ”المونيتور”: “إنّ استراتيجيّة إيران في العراق هي سياسة فرّق تسدّ. وإنّ المجتمع الكورديّ منقسم جدّاً حاليّاً، وهذا يوفّر الفرصة لإيران بأن تستغلّ هذه الخلافات”.

غير أنّ إيران ستخسر هذه القدرة إلى حدّ كبير، في حال قرّرت الأحزاب الكورديّة أن تضع الخلافات جانباً، حيث هناك حركة تجاريّة واسعة على حدود الإقليم مع تركيا يمكن أن تخدم كلّ الإقليم من شرقه إلى غربه. ومن المؤكّد أنّ هذا كلّه يعتمد على مدى التنسيق بين إيران وتركيا، التي تعارض من جانبها الخطوات نحو استقلال الإقليم.

ويبرز دور سليماني في النفوذ الأمنيّ الإيرانيّ في إقليم كوردستان العراق كونه قائد قوّة عسكريّة وأمنيّة مؤثّرة في المنطقة. ولدى إيران حضور أمنيّ واسع في إقليم كوردستان العراق، وهناك أحزاب كورديّة إيرانيّة معارضة تنشط على أراضي كوردستان العراق، وفي بعض الأحيان تشنّ هجمات على مواقع داخل الأراضي الإيرانيّة. وهذا ما دفع بإيران إلى توسيع حضورها الأمنيّ في كوردستان العراق.

وفي هذا السياق، قال ديفيد بولوك، وهو زميل في معهد واشنطن، نقلاً عن أحد أبرز المسؤولين في حركة التغيير: “في السليمانيّة وحدها، يملك العملاء الإيرانيّون ٧٠٠ منزل آمن”.

وعن نشاطات إيران الأمنيّة في كوردستان العراق، قال هيمن سيدي، وهو عضو سابق في لجنة قيادة الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ الإيرانيّ لـ”المونيتور”: “في العقدين الماضيين، نفّذت إيران عشرات العمليّات الأمنيّة داخل أراضي كوردستان العراق. واغتالت العشرات من أعضاء المعارضة الكورديّة وقصفت مقرّات الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ الإيرانيّ عقب اجتياحها أراضي كوردستان العراق”.

وفي كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، قتل ٦ من أعضاء الحزب الديمقراطيّ الكوردستانيّ الإيرانيّ في انفجار هزّ مقرّه الرئيسيّ في مدينة كويسنجق في إقليم كردستان. واتّهمت قيادة الحزب إيران بتنفيذ هذه العمليّة. ولم يستبعد نجيرفان بارزاني أن تكون إيران وراء هذه العمليّة.

ويمكن أن يستخدم سليماني أدوات إيران الديبلوماسيّة والإقتصاديّة والأمنيّة للحيلولة دون استقلال الإقليم. وقال أستاذ جامعة ساسكس البريطانيّة والخبير في الشؤون الكورديّة كامران متين في تصريح لـ”المونيتور”: لو حصل الاستفتاء بالفعل، واتّخذت القيادة الكورديّة الخطوات باتّجاه الاستقلال الفعليّ، من المحتمل أن يحرّك سليماني الحكومة المركزيّة في بغداد والميليشيات الشيعيّة ضدّ الإقليم. وأيضاً، يمكن أن تتّخذ إيران تواجد القوّات المعارضة الكورديّة الإيرانيّة في الإقليم ذريعة للتدخّل العسكريّ فيه. ومن جهة أخرى، تستطيع إيران أنّ تدخل في حلف مع تركيا للضغط على الإقليم. وأخيراً، يمكن لحرس الثورة في إيران أن يحرّك جماعات سنيّة كورديّة متطرّفة ضدّ حكومة الإقليم، كما فعل في بداية العقد الماضي حينما دعم حرس الثورة جماعة أنصار الإسلام بهدف الحصول على تنازلات سياسيّة من الإقليم”.

وإذ استبعد يوست هيلترمان أن تتّخذ إيران هذه الإجراءات في هذه المرحلة، قال: “لا أعتقد أنّ إيران قلقة كثيراً، علماً بأنّه مجرّد استفتاء”.

ورغم امتلاك إيران أدوات ضغط مؤثّرة على الإقليم وتحرّكات سليماني في اتّجاه منعه من الحصول على المزيد من الاستقلال، لقد تمكّن الإقليم من كسب امتيازات كبيرة في السنوات الماضية في ظلّ دعم دوليّ أميركيّ .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi