شـنــكــال تـحـت المجـهـــر
بقلم: شيخ زيدو باعه دري
شنكال تعني ( شه نكه ئال ) الراية ذو القوة في ريعان الشباب.. هو اسم لجبل ولمنطقة جغرافية بشماله وجنوبه (شمال وقوبله ت) واصبح اسماً يفتخر به أهل المنطقة جميعاً كل ناسه وأهله ويلقبون نفسهم به.. ويرمز للرجولة والكرم والبطولة والدفاع المستميت المستمر عبر التاريخ.. فشنكال والمقاومة اسمان أقترنا دوماً ببعض كالتوأمين .
يذكر المؤرخون تاريخ هذين التوأمين بأكثر من 1400 سنة، عندما اتجهت غزوات العرب الحفاة والجياع والعطش من النجد والحجاز حيث الصحراء والرمال لم يكن يملكون شيئاً سوى ثقافة الغزو الذي حلل وشرع الذبح والسرقة والسبي تحت مسميات جهاد وأنفال وغنائم الذي لازال مستمراً كلما سنحت لهم الفرصة.. ولأننا لسنا بمؤرخين نترك تاريخ هذا الجبل القديم للمؤرخين وبما اننا من شهود هذا العصر نستطيع ان نسجل عدة ملاحظات بعد ان سلطنا الضوء بعدستنا و مجهرنا وتبين لنا ما يلي:
منذ التحاق ولاية الموصل بالدولة العراقية بعد أن تم انتزاعها من الدولة العثمانية عنوةً من قبل الانكليز حينها كانت شنكال سنجقاً حسب الوثائق العثمانية.. ولموقع شنكال الاستراتيجي حيثُ تقع بين ولايتي حلب والموصل فبعد التحاقها بدولة العراق (الكيان المصطنع حسب مراسلات حسين مكماهون السرية) اصبحت شنكال قضاءاً عراقياً تابعاً للموصل.. ولكن هنا بالجدير أن نذكر انها كانت قضاءاً بالواجبات فقط وليس بالحقوق والخدمات لذا التجأ بيت شرو وزرو وداود الداود وخدر حسون وخديدة بسي وبيت جاسو وششو وبيت سمير وبيت دربو وبيت شيخدري وبيت شيخ خلف .. الخ اسماء سيخلدهم التاريخ في سجل ملاحم البطولة..
وهنا أسئلة مشروعة متداولة أولها لماذا أستهدف شنكال واستبيح دماء أهلها؟ علماً إن شنكال لحد الأن خالية من أبار النفط بعكس كركوك التي تعتبر من اغنى مدن العلم بالذهب الأسود وكانت أسهل وأقرب للإحتلال.. وحقيقة ان جند الخليفة الكارتوني كانوا على مشارف عاصمة الرشيد بغداد التي كانت هي الهدف المفترض حيث بسقوطها كانت ستسقط العراق بأكمله.. ولماذا اتجهت بوصلتهم فجأة نحو شنكال التي كانت دوما بعيدة عن هذا الصراع بين السنة الذين يعتبرون الشيعة روافض يوجب تصفيتهم والشيعة الذين يعتبرون أنفسهم من أهل البيت لهم حق الإمامة والولاية.
والسؤال الأخر لماذا شنكال دون غيرها تم تحريرها في مرحلتين الأولى وهي :
فك الحصار عن جبل شنكال والثانية تحرير المدينة وتحرير عشرة كيلوا مترات من جنوبها فقط وتأجيل تحرير المجمعات الخمسة والقرى الثمانية المتبقية إلى الأن؟ !! وأسفاه ان مجهرنا لازال يجهل الأسباب التي تقف حائلاً دون ذلك.
لو أمعنا النظر إلى مجهرنا لوجدنا إن هذا الجبل اليتيم هو سلطان البرية حيثُ يمكن للواقف على سفوحه بالاجهزة الحديثة رؤية تركيا وسوريا والاردن والسعودية والى مشارف اسرائيل, حيث ثبت ذلك عند سقوط الطاغية عندما قام صدام بأطلاق 39 صاروخ نحو اسرائيل المظلومة تاريخياً من موقع ( جل ميرا ) فوق الجبل.. ونتذكر حينها ما قاله صدام اننا اطلقنا من قمة الجبل 39 صاروخاً والرقم أربعون متروك لكل العرب ودولها. لذلك لا نستغرب اليوم ان تصبح شنكال ضحية للمؤامرات التي تحيك في دهاليز الأجندات الدولية والاقليمية لكل من طهران وبغداد وانقرة والشام وتل أبيب واخيراً وليس اخرً واشنطن وموسكو اللتان دخلتا الخط مباشرة عن طريق pkk والحشد الشعبي والحشد الوطني وداعش بأسم الخليفة وقوات وفصائل أخرى بأسم حماية التركمان وأخرين لتكملة مشروع الهلال الشيعي.. في حين القاسم المشترك والهدف الخفي لأطراف الصراع هو السيطرة على الجبل لسحق وضرب إسرائيل البريئة المسكينة ومنعهم من العيش المشروع.
وهنا نريد ان نوضح للجميع بان لكل دورة انتخابية برلمانية وانتخابات مجلس محافظة نينوى نرى بأن حصة الاسد للمنتخبين من تلك المنطقة حيثُ استطاعوا الفوز ب 8 مقاعد برلمانية في بغداد و 12 عضوا في مجلس المحافظة وهذا كله تحقق بالرغم من تشتت الاصوات بألف وسيلة ووسيلة.
واخيراً علينا القول كواقع حال بأن القطار لا يزال يسير وأمامنا فرص ومحطات اخرى لملاحقتها وهذا الالتحاق يأتي برصف وتوحيد الصفوف واعلاء الصرخات الحقيقية والكشف عن دموع التماسيح المزيفة ولتكن كل الاقلام والمنابر من اجل اعلاء شأن شنكال.. فمجهرها يقول لا استقرار وخلاص لشنكال الا ان نجعلها محافظة كوردستانية وأن نطالب بعودتها لحضن أمها كوردستان.
وان استراتيجية البارزاني الوالد والإبن تجاه المناطق المستقطعة في أخطر وأحرج الظروف كانت إما كوردستان كلها تتحرر وتعيش بسلام وأمان وإما أن نضحي بكلها رافضين إستقطاع أي جزء منها.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
