بيان عراقي – اممي للتعاون بقضايا العنف الجنسيِّ في الصراعات المسلحة
[أين – بغداد] وقـَّع وزير الخارجيَّة العراقيَّة إبراهيم الجعفريّ مع ممثلة الأمين العامِّ للأمم المتحدة زينب بنكورة بياناً مُشترَكاً بشأن التعاون، والتنسيق في قضايا العنف الجنسيِّ في الصراعات المُسلـَّحة.
وذكر بيان لمكتبه الاعلامي تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه ان “الاتفاق يتضمَّن البدء بعمليَّات توثيق البيانات، وجمع الأدلة الخاصَّة بضحايا العنف الجنسيِّ، والجرائم التي ارتكبها الإرهاب في العراق ضدَّ مُكوِّنات الشعب العراقيِّ كافة”.
وقال الجعفريّ: إنَّ توقيع اتفاق التعاون المُشترَك ببن العراق والأمم المتحدة المعنيّ بضحايا العنف الجنسيِّ في الصراعات المُسلـَّحة سيتبلور على شكل آليَّات عمل على أرض الواقع؛ لأنه أخذ صفة منظمة دوليَّة، وقبل المنظمة الدوليَّة تـُوجَد إرادة جادَّة في العراق، وسنعمل سويَّة على إيجاد مناخات مُناسِبة، ونرفع الحيف الذي وقع على المرأة طيلة هذه الفترة، مُبيِّناً: يجب أن تأخذ المرأة حجماً من التصدِّي في كلِّ مُؤسَّسةٍ: التعليم، والصحة، والمعامل، والزراعة، والتجارة، والفنون، وكلِّ شيء كما هو حجمها في المُجتمَع، ومادامت هي نصف المُجتمَع فلابُدَّ أن تكون نصف المُؤسَّسة هذا شيء طبيعيّ جدّاً.
وفي كلمة ألقاها بمُناسَبة توقيع بيان مُشترَك بين العراق والأمم المتحدة بشأن التعاون، والتنسيق في قضايا العنف الجنسيِّ في الصراعات المسلحة، وتصريحات صحفيَّة أدلى بها عقب التوقيع طالبَ الجعفريّ المُجتمَع الدوليَّ، والجهات المانحة بتعزيز الخبرات الوطنيَّة، وبناء القدرات، والتوعية، والتثقيف في مجال تمكين، وتحسين حقوق المرأة، مُشيراً إلى أنَّ الذي حصل في العراق هو تعبير مُركـَّب عن الانتهاكات المُختلِفة. فعصابات داعش الإرهابيَّة انتهكت حُرمة المرأة؛ لأنهم يُريدون أن يقتلوا القِيَم بقتلها؛ لأنَّ المرأة كما أعتقد صانعة الطفل، وصانعة الشابّ، وصانعة المستقبل؛ لذلك يستهدفونها بالقتل.
وأفصح بالقول، بحسب البيان، إنَّ الأجواء أفضل من السابق، وأمامنا أشواطا قادمة فيها قدر من الصعوبة، لكنَّ الثقافة هي مُشكِلة المرأة في الثقافة مقابل الثقافة الذكوريَّة هناك ثقافة إنسانيَّة الآن تتعزَّز في العراق، وانعكست على بُنية البرلمان، مضيفاً: في البرلمان الآن 82 سيِّدة موجودة في البرلمان العراقيِّ، وبالحكومة الانتقاليَّة كانت 6 سيدات وزيرات، ويتخطى العراق أشواطاً لصالح المرأة بل لصالح المُجتمَع.
وفيما يخصُّ اختيار نادية مُراد سفيرة لضحايا الإتجار بالبشر قال الجعفري: إنَّ كلَّ امرأة عراقيَّة كما هو كلُّ رجل عراقيٍّ يُعبِّر بمظلوميَّـته عن كلِّ المظالم، وفي عبقريّته، وكفاءته يُعبِّر عن كلِّ الكفاءات، مُبيِّناً ان “نادية مراد وقع عليها حيف مُؤسِف، ومحزن لكنها استطاعت بقوتها أن تتجاوز هذه الحالة، مُشيراً إلى أنَّ هناك نساءً عراقيات من مختلف المناطق، ومختلف الأديان، ومختلف القوميَّات، ومختلف المذاهب أصابهُنَّ الحيف، وأعداد كثيرة من النساء الشيعيَّات في تلعفر تعرَّضن لانتهاك جنسيٍّ، وحرق وهُنَّ أحياء، ونـُؤكـِّد أنَّ كلَّ واحدة من هذه النساء تعبِّر عن البقيَّة؛ فنحن لا نريد أن نـُحيِّز، ونختزل العراق في أيِّ شخصيَّة، لكننا نعتزُّ بكلِّ شخصيَّة ترقى إلى مُستوى العراق، وتمتدُّ لحجم العراق.
وبالنسبة لتحرير الموصل أكد الجعفري بسحب البيان: نحن الآن على مشارف الموصل جغرافيّاً، ومشارف التحرير حربيّاً في المعركة القادمة، وأنَّ الشرقاط تمَّ تحريرها وهي في قبضة القوات المُسلـَّحة العراقيَّة والقيارة كذلك، ولا نغادر عام 2016 إلا وتكون الموصل قد عادت إلى العراق الأمّ عراقـيَّة في مُجتمَعها، وفي انتمائها السياسيّ.
من جانبها أشادت ممثلة الأمين العامّ للأمم المتحدة زينب بنكورة بجهود الحكومة العراقيَّة في مجال مكافحة العنف الجنسيِّ، مُشيرة إلى أنَّ توقيع البيان جاء بعد سلسلة من المباحثات، والاجتماعات مع الجانب العراقيِّ الذي أبدى رغبة كبيرة في التعاون في هذا الإطار، مُشدِّدة على أنَّ هذا الاتفاق سيتضمَّن البدء بعمليَّات توثيق البيانات، وجمع الأدلة الخاصَّة بضحايا العنف الجنسيِّ، والجرائم التي ارتكبها الإرهاب في العراق ضدَّ مُكوِّنات الشعب العراقيِّ كافة، مُبيِّنة أهمِّية الدور الذي تـُؤدِّيه المُؤسَّسات الحكوميَّة لتسهيل، وإنجاح مضامين هذا البيان.
من جانبه رحَّب ممثل الأمين العامِّ للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش بحسب البيان بتوقيع البيان المُشترَك بين العراق والأمم المتحدة، مُشدِّداً على أهمِّية العمل تحت مظلة بعثة اليونامي في العراق لتنفيذ بنود هذا الاتفاق، مُؤكـِّداً استمرار دعم البعثة الأمميَّة للحكومة العراقيَّة في المجالات كافة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية