ناشدتكم بالله
الشاعر سليمان العَدوي
إلى مدينتي الأسيرة بعشيقة وبحزاني في ذكرى احتلالها ولكم :
نـاشــدتكم بالله مــا أخبــارهــا
مـاذا بهـا ما ليلــها ونهـارهــا
أحوالــها همسـاتها ضحكاتـها
أنفاسـها نظــراتـها أطــوارهـا
للامس كانـت بالعيــون مناهلا
تهدي إلى عطر الندى أزهارها
للامـس كانت بالفــؤاد قصيـدة
يا مهجتي أين اختفت أشعارها
هـل يا ترى للحين ترفل بالهنـا
أم انّه المـوت المؤكــد زارَهــا
هل يا ترى نامت بملءعيونها
أم أنّها الأوجـاع تطفـأ نارهــا
روحي على مقل المحبة أقبلتْ
وتشعّبت فوق الرُبــا أغوارها
ناشــدتكم أن تسهرون بقربها
كي تعرفون هديـرها وأوارها
وعيونها وخــدودها وقوامـها
وجمالـها ودلالــها وإزارهــــا
وسهولها وتلالــها وجبـالــها
ودروبها وشـعابها وديارهـــا
هي زينـة بيـن المدائــن كلـها
قيثـارة قـد عاهـدت أوتــارها
هي واحــة للمغرمـيـن وقبـــلة
رغم اللظى نادت على أحرارها
حتى اذا ما الصبح اضمر ظـله
شـعّت على اغفائـتي أنـوارها
وإذا وصلتُ إلى المشارف مرّة
لا تختفي في ليلتـي أقمـــارها
يا حسرتي تلك الازقـة أجهشتْ
قبـل الأوان تساقطتْ أشـجارها
يا ليتني امضي لدفء عيونهـا
وأعيش معترك الحياة جوارها
هي نسمتي وقـلادتي وحبيبتي
ووسادتي حنّـت إلى أحجـارها
هـل تذكـرون مدينـة أضـلاعنا
كانت لها طول المدى أسوارها
نامي جــوار القلـب انه مغرم
وتوسّمي فالمقلتيــن مدارهـــا
إني على وجع الطفـولة هائـم
ووصيتي تهـدي لكم أعــذارها
مازلتُ ابحث عن بريق تطلـّعي
ومداركي. عيناكِ طيف مزارها
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية