المديرة العامة لليونسكو خلال لقائها مع الشيخ شامو: سيتم ادراج معبد لالش في قائمة التراث العالمي
شبكة لالش الاعلامية/ خاص
كشفت ئيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو ووفد الأمم المتحدة المرافق لها في العاصمة أربيل عن ان ادراج معبد لالش ضمن قائمة التراث العالمي بات قريبا.
جاء ذلك في اللقاء الذي جرى بينها وبين السيد شيخ شامو عضو برلمان اقليم كوردستان، و وممثلي المكونات الأخرى في العراق وكوردستان (الأخوة المسيحيين والشبك والمندائيين والكاكائيين والبهائيين امس الاثنين في اربيل.
وقالت بوكوفا في معرض حديثها مع الشيخ شامو انها ناقشت مسالة ادراج معبد لالش في قائمة التراث العالمي لليونسكو مع السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة اقليم كوردستان.
من جانبه، تحدث الشيخ شامو عن وضع الايزيديين ومعاناتهم فضى عن امور اخرى، وندرج هنا نص حديث الشيخ شامو:
كنا نأمل في يوم ما أن نسعد بلقاء حضرتكم ولكن في ظروف طبيعية، لنستفسر منكم عن ذلك المشروع الذي أرسلناه نحن كوفد أيزيدي إلى مؤسستكم عام (2000) عن طريق أم الكورد المرحومة (دانيال ميتران) من أجل أدراج معبد لالش للأيزيديين كموقع أثري في قائمة التراث العالمي، ولكن للأسف الشديد نلتقي اليوم في الوقت الذي نعيش في خضم الكارثة الكبيرة التي حلت بنا نحن الأيزيديين.
لذلك فنحن لا نملك إلا أن نضع بين ايديكم كمؤسسة دولية لها ثقلها في المجال الإنساني، صورة عن الكارثة الكبيرة التي لحقت بأهلنا والمعاناة التي يعيشونها نتيجة الهجوم الوحشي لعصابات داعش الإرهابية على مناطق مكونات إقليم كوردستان بصورة عامة والأيزيديين بصورة خاصة، لثقنتا انكم قادرون على تقديم المساعدة والعون لنا.
صحيح نحن ككورد أيزيديين نحمل تاريخا مأسوياً، حيث تعرضنا لأكثر من 70 حملة إبادة (جينوسايد)، وذلك فقط لأننا لم نغيّر معتقداتنا الدينية، ولم نتخلى عن أرضنا ووطننا، لهذا فإن نفوسنا اليوم لا يبلغ أكثر من مليون نسمة في كوردستان والعالم، ومعلوم للجميع انه في ذلك الوقت لم يكن يسمع العالم بالظلم الذي كان يصيبنا ولم يكن هناك مؤسسات إنسانية ولا محاكم دولية ولم يكن هناك من يوثق تلك الجرائم البشعة بحق ابائنا واجدادنا، ولكن للأسف في هذا العصر المتقدم أعادوا التاريخ علينا ثانية.
قبل أن أتحدث، أظهرتم حزنكم على الأيزيديين وقلتم أنكم على علم بما حصل لنا، لذلك أطلب أن أستعرض وباختصار ما يعانيه أهلنا من ظروف صعبة ومأساوية.
غالبا وعلى طول التاريخ، كان مقدرا أن 90 % من مجتمعنا وجغرافيتنا تابعة للموصل وخاصة منطقة شنكال كموقع استراتيجي حدودي محاط بالقرى العربية، لذلك أصبحت هدفا رئيسيا لإرهابيي داعش و العرب المتحالفين معها، واستخدموا كل الأساليب الوحشية واللإنسانية والبعيدة عن أخلاق البشر ضد أهلنا الأبرياء المسالمين، فقتل من قتل وأسر من أسر ومات من مات من الجوع والخوف، والأسوء من هذا كله أسر النساء والبنات الأيزيديات، ومنذ ثلاثة أشهر يتم بيعهم وشرائهم في أسواق ومتاجر الموصل في العراق والرقة في سوريا، وحتى الآن لا نعلم العدد الحقيقي للأسرى والقتلى والموتى وعدد النساء والأطفال والرجال المفقودين.
مناطق سهل نينوى وغربي دجلة وشنكال أفرغت بالكامل، وفر أهلها نحو كوردستان وخاصة محافظة دهوك.
وإذا كان عدد نازحي المكونات الكوردستانية في تلك المنطقة يبلغ المليون نازح فان نصفهم هم من الكورد الأيزيديين. والأيزيديون ضيوف على شعبهم في منطقة بهدينان، وهذا شكل عبئا ثقيلا على المؤسسات والدوائر الحكومية، ولو لم تقم جماهير دهوك المخلصة وأقضيتها بواجبها لما كان من السهل استقبال هذا العدد الكبير من النازحين.
لا يخفى على حضرتكم، أن الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها لم تقم بواجبها بالشكل المطلوب، وتأخر بناء المخيمات، وها قد حل الشتاء والبرد وأهلنا يعيشون في ظروف قاسية وبائسة.
ونحيطكم علما بانه نحو 80 ألف طالب أيزيدي حرم من التعليم لأن نازحينا يقيمون في المدارس. وان عملية التعليم متوقفة في دهوك هذا العام وطلبة المحافظة محرومون من تعليمهم، وهناك نقص في الخدمات والرعاية الطبية ورعاية الأطفال ومن المتوقع ظهور أمراض واوبئة خطيرة.
كان المطلوب من حضرتكم الضغط على المؤسسات المعنية ببناء المخيمات وتقديم الخدمات إلى النازحين حسب المعايير الإنسانية ليعجلوا في أداء واجبهم من اجل تحسين معيشة هؤلاء الناس.
صحيح إن مفتاح الحل لجميع معاناة ومطالب أهلنا تكمن فقط في تحرير وتامين مناطقهم، لذلك نرى ان المطلوب من الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها أن يكونوا أكثر دعما لكوردستان، لان القوة الموجودة على الأرض والموثوق بها من قبلهم هي بيشمركة كوردستان، ويجب دعم البيشمركة من الناحية العسكرية والأسلحة الثقيلة ليتم تحرير مناطقنا من عصابات داعش بأسرع وقت ممكن.
سأنقل لكم مثالا عن أوضاعنا الصعبة التي نعيشها نحن الأيزيديون، سهل شنكال من جهاته الأربع في يد داعش، فقط جبل شنكال باق تحت سيطرة المقاتلين المقاومين من أهلنا والبيشمركة الأبطال الذين يقاتلون حتى الموت ولا يسمحون لداعش باحتلال الجبل. حاليا هناك 1200 عائلة شنكالية عالقة في الجبل يعيشون ظروف صعبة وقاسية وهم محاصرون تماما وليس هناك أي طريق بري مفتوح للوصول إليهم في الجبل سوى طائرتي هليكوبتر ولا تفيان بالغرض المنشود، وإذا لم يتم التدخل بسرعة لإنقاذ هؤلاء الناس العالقين في الجبل فأن كارثة أخرى في الانتظار.
لدينا اتصال مستمر مع القيادة الكوردستانية وهم يقومون بواجبهم بطرق كل الأبواب لإنقاذ هؤلاء الناس، وبالتأكيد لديهم خطة من أجل تحرير تلك المناطق كالمناطق الأخرى.
ولكن للأسف أهلنا في ضيق كبير لهذا أقول لحضرتكم قوموا بواجبكم الإنساني.
واشير الى ان بعض الأصدقاء من المكونات الأخرى تحدثوا لحضرتكم عن الإدارة الذاتية لمناطق المكونات، أنا أيضا مع رأيهم هذا وان يتم التعامل معها على شكل محافظة، بشرط أن ترتبط بحكومة إقليم كوردستان، لأن نحن كورد وأرضنا كوردستان، وتجربة الحرية والتعايش التي عشنها في كوردستان عمليا تكفي ليحدد مواطنينا بالاستفتاء مصيرهم لوطنهم.
شكرا لهذه الفرصة ولاستماعكم..
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
