مراسيم عيد بيلنده ( كوركا كاى) عند الايزدية
لقمان سليمان
تعتبر الديانة الايزدية من الديانات القديمة في الشرق الاوسط المرتبطة بالظواهر الطبيعة ، وكان المجتمع الايزيدي منذ القدم أي قبل الاف السنين يزاول مهنتي الرعي و الزراعة واحيانا كلاهما سوية ولهذا فان اكثر اعياد هذه الديانة مرتبطة بالظواهر الطبيعية.
ومن هذه الاعياد العريقة عيد ( بيلندا بيرافات) ويصادف هذا العيد في يوم الجمعة الاولى من اربعينية الشتاء وهو عيد خاص يقوم باحيائه (عوائل من طبقة بيرافات ) ففي هذا العيد تقوم هذه العوائل بطبخ اكله خاصة تسمى (كه شكه بيرى ) ويتم توزيعها على مريديه وجيرانه اما الجمعة الثانية من اربعينية الشتاء حيث يحتفل الايزيديون جميعا بعيد (بيلنده – كوركا كاى) ولهذا العيد ايضاً مراسيمه الخاصه ، منها اعداد كل عائلة نوع من الخبز الذي يسمونه ( صه ووك) و يتم توزيع هذا الخبز على الجيران وعلى الاقارب , وفي يوم الاربعاء الذي يسبق (كوركا كاى) بيوم ، يقوم كل بيت باحضار نبات يابس يسمى (ره شك ) وتحضر الحلوى والجوز والتين استعدادا لاحياء مراسيم (كوركا كاى) التي تكون عصر يوم الخميس بعد رجوع الفلاح من الحراثة ، حيث تقوم ربة البيت بوضع نبات (ره شك ) في مدخل الدار ويجتمع النساء والرجال والشباب والاطفال امام الباب وفي حالة وصول الفلاح الى البيت وهذا كان في السابق لان طرق الحراثة كانت بدائية بواسطة الحيوانات اما اليوم فدخلت حراثة الارض مكائن زراعية حديثة وتقوم ربة البيت باشعال نبات (ره شك ) وبعدها تقوم بنثر (الحلوى – الجوز – التين – الزبيب ) على الحاضرين مع اصوات الهلاهل ويقوم الاطفال بالقفز فوق النار للفرحة والابتهاج بالعيد وتحتفظ كل عائلة بكمية من رماد نبات ره شك ، ويقوم الفلاح بنثر هذا الرماد في ارضة الزراعية للخير والبركه ….. كما يتم اعداد رغيف خبز خاص وسميك نوعا ما بحيث تخفى فيه عجوة الزيتون أو زبيبة يسمونه ( خه ولير ) و في مساء العيد يقوم رب الاسرة بقطعها الى قطع متساوية بعدد افراد الاسرة و يوزع عليهم ومن يكون العجوة أو زبيبة في قطعته يكون حظ العائلة للسنة المقبلة مرتبطا بحظه حسب فلسفة الديانة الايزدية ، كل عام والجميع بالف خير ..
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
