مصطلح الإيزيدية في التسمية والتاريخ
قاسم ميرزا الجندي
تعتبر الديانة الإيزيدية من أقدم الأديان في التاريخ البشري حسب الدراسات التاريخية لعلماء الآثار والمستشرقين.
وإن المصطلحات (أزداي) (يزدان) (إيزيدي) تشير الى نفس المعنى وتعني الخالق الذي خلقني, وجميعها كلمات كردية مركبة تعبر عن وحدانية الخالق الذي خلق كل شيء.. وإن مصطلح (أزداي) هي كلمة كردية مركبة تتكون من كلمتين, الأولى (از) (اس) وتعني أنا, والثانية (دا) أو (داي) وتعني الأولى كناية من عند الله والثانية الذي خلقني أي الخالق الذي خلقني في هذه الدنيا, وبمرور الزمن أصبح يلفظ (إيزيدي) وهي مشتقة من كلمة أزداي.
أما المصطلح الآخر (يزدان) وهي أيضا كلمة كردية تدل على نفس المعنى للمصطلح (أزداي) هي كلمة مشتقة من مصطلح (ازدام) وتتكون من كلمتين الأولى هي (از) (أس) وتعني أنا، والثانية هي كلمة (دا) أو (دام) وتعني الأولى كناية من عند الله والثانية الذي خلقني وخلق كل شيء في هذا الكون وبمرور الزمن أصبح يلفظ (ازدان)(يزدان). وهي دلالة واضحة وصادقة ومعبرة عن معناها الحقيقي لمصطلح الإيزيدية (أزادي)والتي تعبر على وحدانية الله. وإن الانسان الايزيدي يتذكر أسم الله من خلال مصطلح الايزيدي لأنها تشير الى الذي خلقني, أنها التفسير الصحيح في معنى اسم الإيزيدية. وفي الفلسفة الإيزيدية نجد ان معنى الإيزيدية هي الاستقامة ونظافة القلب والإيمان لدى الإنسان الايزيدي. والعبارة التي يرددونها (نحن إيزيديون.. وبيضاء ملابسنا) تعني هنا الطهارة في النفس والروح. ويعرف الايزيديون دينهم بخط مستقيم رفيع مثل الشعرة يدل على الاستقامة والنية الصادقة .
والتفسير السومري لمصطلح الإيزيدية نجدها في الكتب السومرية المكتشفة, وقد استدل من خلالها المستشرقين على حياتهم ومعتقداتهم ولغتهم المسمارية ونشروا الكثير من البحوث والدراسات في هذا الاتجاه وحللوا رموزها وأشاروا الى علاقات لغوية متينة وثيقة بين اللغتين السومرية والآرية (الكردية). وانهم عثروا على الكثير من الرقم الطينية المتعلقة بفلسفة ديانتهم ومن أهمها المدونة عليها عبارة (ئىَ ـ زي ـ دىَ ) وعند جمع هذه الكلمات الثلاثة يصبح (ئيزيدى) وهي واضحة في المعنى في اللغة الكردية وتعني (إيزيدي) لدى السومريين (السير على الطريق المستقيم والغير الملوث) وهي صدق النية وصفاء القلب والنفس والأمانة وغيرها من الصفات الذي يجعل من الانسان الاستقامة في حياته، هذا هو التفسير السومري لهذه العبارة والذين كانوا ينظرون ويعرفون الدين الايزيدي في ذلك الوقت بهذا الاسم في المعنى لمصطلح الايزيدي.
وان هذا هو الوصف السومري لديانتهم قبل آلاف السنين في المعنى والتحليل, أنه يشابه الوصف الايزيدي في التفسير والمعنى. وأن (أزيد) الإله المذكور في الأدعية والأعياد والطقوس الدينية التي ترجع تاريخها إلى آلاف السنين من عمر هذه الديانة، كما كان الإله (أيزيدا) نور الشمس أو صاحب الشمس يقدس من قبل سكان بلاد ما بين النهرين (السومريين والبابليين والاكديين والأشوريين…) ولدى الفراعنة والرومانيين.
وليس الخلط من قبل رجال الدين في الكثير من الأمور الدينية بين الشخصيات العسكرية العامة في التاريخ الإسلامي مثل شخصية (يزيد) وغيرها من التسميات والتفسيرات والتحليلات الخاطئة.
أذن فالتفسير في أسم (ايزي) (إيزيدي) في غير إطار المعاني التي جاءت بها الأقوال والأدعية الإيزيدية.. يعتبر خرقا لأساسيات ورموز هذه الديانة العريقة في التاريخ.. ويعتبر اجتهادا لم يذكره إلا في بعض القصص والحكايات الدخيلة في المجتمع والديانة الإيزيدية.. انه يخالف كل الأقوال والأدعية والنصوص الدينية, مثل تفسير اسم ايزي (أسم لمنطقة، أو أسما لشخصية ما… أو اسم لمدينة) وغيرها من التفسيرات والمغالطات التي تحدث هنا وهناك, وأن الذي يفسر أسم (أيزيد) وهو اسم من أسماء الله بغير المعاني التي جاء بها أقوال الديانة الإيزيدية, يعتبر جاهلا بعلم ومفهوم الأقوال والفلسفة الإيزيدية.. وأن كان رجل دين وحافظا لكل تلك الأقوال والأدعية. ويعتبر انحرافا وتشويها للايزيدية في سمعتها ومبادئها بشكل أو بآخر, ويعتبر خرقا في صميم الديانة الإيزيدية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية