مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

صعوبات “لمّ الشمل” تزيد من معاناة الأسر الكوردية في أوروبا

صعوبات “لمّ الشمل” تزيد من معاناة الأسر الكوردية في أوروبا

قوانين اللجوء الجديدة في ألمانيا فرضت واقعاً مريراً…

فرضت قوانين اللجوء الجديدة في ألمانيا واقعاً مريراً على الأسر السورية عامة، حيث تعاني الكثير من هذه الأسر تشتتاً كبيراً بين عدد من الدول، خاصة اللاجئون الحاصلون على الإقامة الفرعية لمدة سنة واحدة فقط . وفي الوقت الذي ينتظر البعض قوانين جديدة تمكنهم من لم شمل أسرهم فإن البعض اختار طرقاً أخرى لوضع حد لمأساة تشتت عائلته، لا تقل عن صعوبة عن الانتظار.

الاتفاقيات والقرارات يعرقلان لم الشمل

شهدت ألمانيا موجة لجوء غير مسبوقة، مع دخول ما يزيد عن 1.2 مليون لاجئ إلى أراضيها منذ عام 2015، معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق، بعدما انتهجت الحكومة الألمانية ما بات يعرف بسياسة “الباب المفتوح”. لكن هذه السياسة انتهت بانتقادات تعرضت لها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وساهمت في صعود اليمين المتطرف في ألمانيا، الأمر الذي دفع بحكومة ميركل إلى التشديد في مسألة اللجوء ، والذي بدأ بإغلاق عدد من دول العبور في البلقان حدودها وإبرام الاتحاد الأوروبي في مارس/ اذار 2016 اتفاقا مع تركيا لمنع انتقال المهاجرين منها إلى جزر اليونان، وانتهت بحزمة قرارات من الشهر نفسه، جمدت الحكومة بموجبها إجراءات لم شمل اللاجئين الحاصلين على حماية جزئية (سنة واحدة فقط) لمدة سنتين ، وهم الذين لم يحصلوا على حماية كاملة من مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين التي صنفتهم فارين من مناطق الحروب والأزمات، وليسوا من الملاحقين في بلدانهم أو المهددين بالأخطار.

جدل في ألمانيا حول السماح بـ”لم الشمل” من جديد

عارف محمد( 38 عاما) كوردي من مدينة كوباني في كوردستان الغربية، وصل إلى ألمانيا مطلع العام 2016 عبر قارب مطاطي من تركيا إلى اليونان وبعدها سلك طريقا برياً عبر عدة دول وصولاً إلى ألمانيا، يقول لـ (باسنيوز)، إنه ترك زوجته وأبناءه الثلاثة عند والده في مدينة أورفا بشمال كوردستان(كوردستان تركيا) ، على أمل أن يلتقي بهم قريبا، لكنه بعد 5 أشهر من وصوله إلى ألمانيا حصل على إقامة فرعية لمدة سنة فقط ، وهي إقامة لا يحق له من خلالها لم الشمل.

يضيف عارف أنه طعن في القرار أمام المحكمة لكنها رفضت قبول الطعن ، وهو حاليا ينتظر شهر مارس/ آذار القادم للبدء بإجراءات لم الشمل.

ومع اقتراب الموعد المقرر لإلغاء قرار التجميد ارتفعت أصوات في ألمانيا مطالبة بالإسراع في لم الشمل بعد مضي المدة حيث طالب فرانك يورغن فايسه، مفوض شؤون اللاجئين في الحكومة الألمانية ، في تصريحات له في سبتمبر/ أيلول الماضي بإتاحة المجال للاجئين بجلب أفراد عائلاتهم إلى ألمانيا . فيما يطالب سياسيون ألمان بتمديد هذا الحظر أو منعه بشكل دائم.

وكان السكرتير العام للحزب المسيحي الاجتماعي CSU اندرياس شوير قد رفض الاقتراح الصادر عن المفوض الاتحادي لللاجئين. وقال إن حظر لم الشمل لأصحاب الحماية الثانوية من اللاجئين يجب أن يبقى . مضيفا “يجب الاستمرار في هذا الحظر، ومن يريد من اللاجئين أن يبقى في ألمانيا لفترة، لا ينبغي السماح لهم بجلب عائلاتهم أيضا”.

عارف محمد يقوم حاليا باقتطاع جزء من الإعانة المقدمة له من قبل الدولة الألمانية ليرسلها إلى أولاده انتظارا للم شملهم من جديد بعد أكثر من عامين على الانتظار.

نساء كورديات يخاطرن بحياتهن للقاء أزواجهن في ألمانيا

أمام هذه الصعوبات في “لم الشمل” تقوم بعض النساء في كوردستان الغربية بالمخاطرة بحياتهن وحياة أولادهن للوصول إلى ألمانيا ، خاصة المقيمات في تركيا.

ميساء علي( 27 عاماً) من عفرين ، تمكنت من الوصول إلى ألمانيا بعد رحلة شاقة ، حيث خرجت من إسطنبول بسيارة (فان) مع أولادها الاثنين باتجاه الحدود اليونانية وبقيت في العراء لمدة يومين حتى تمكنت من دخول اليونان ، ثم بعدها وصلت إلى العاصمة أثينا، لتنتظر لمدة شهر قبل أن تتمكن من الوصول إلى ألمانيا ، وتقول لـ (باسنيوز) أنها رأت الموت أمام عينيها وهي في طريقها عبر الغابات إلى اليونان مع ابنيها ، لكنها الآن سعيدة لتمكنها من الوصول إلى زوجها بعدما غامرت بحياتها وحياة طفليها، لتحقيق مستقبل أفضل لهما.

لكن الحظ لا يحالف الجميع في الوصول ألمانيا.

جميلة صالح (24 عاماً) من كوباني وتعيش حالياً في مدينة ميرسين التركية، حاولت عدة مرات عبور البحر للوصول إلى إحدى الجزر اليونانية، لكن الحظ لم يحالفها، وفي إحدى المرات كاد القارب المطاطي أن ينقلب بها وبطفلتها ذات الأربعة أعوام قبل أن يصل خفر السواحل التركي لإنقاذ المركب ، تقول لـ (باسنيوز) : “إنها من أصعب اللحظات التي مرت عليّ في حياتي ، فقد كان الموت يحاصرنا من كل مكان”.

تضيف جميلة أن زوجها المقيم في ألمانيا قرر العودة إلى تركيا ، لكنه ينتظر شهر مارس/ آذار من العام الحالي بانتظار إلغاء حظر لم الشمل للأشخاص الحاصلين على الإقامة المحددة.

سأعود…

أمام تعقيدات الإجراءات الروتينية في أوربا يقرر بعض اللاجئين الكورد العودة إلى تركيا أو إلى كوردستان سوريا. بعدما ما يئسوا من طول مدة الانتظار، محمد جمعان (42 عاما) من قامشلو قرر العودة إلى تركيا، يتحدث عن معاناته قائلاً : “لقد سئمت الانتظار، وتسويفات الحكومة الألمانية، معبراً عن ندمه على اللجوء إلى أوروبا . وأضاف أنه ينتظر منذ سنتين ونصف زوجته وأطفاله، لكن دون جدوى رغم أنه ألتجأ إلى منظمات تعنى بشؤون اللاجئين إلا أن الجهود كانت تذهب سدى..

واختتم كلامه بالقول: “إذا كانت الأبواب الأمامية مغلقة فما عليك إلا العودة للوراء .. لذا سأعود”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi