مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

 شكري رشيد خيرافايي: العائلة الايزيدية بين بساطة الامس وتعقيد اليوم

العائلة الايزيدية بين بساطة الامس وتعقيد اليوم

 شكري رشيد خيرافايي

 لقد كانت العائلة الكوردستانية عامة والايزيدية خاصة الى الامس القريب كبيرة ومتجانسة ومتالفة فيما بينها الى حد كبيرفالصغير فيها  يرحم والكبير يحترم وكانت العلاقات الاجتماعية قوية ومتينة الى درجة عالية بين افراد العائلة الواحدة وحتى القرية الواحدة  وكانت مبنية على الحب والاحترام ورابطة الدم وكانت القرية كالعائلة واحدة وحتى اذ توفي شخصا ما في القرية خيم الحزن عليها اكثر من (40)  حدادا له واحتراما للعائلته . اما اذا وجد في القرية محتاجا او فقيرا سارع الاها لي الى تقديم يد العون والمساعدة  له. اما العائلة فكانت كلها تسكن في منزلا واحد ويجتمعون على وجبات الاكل سوية ويتجاذبون اطراف الحديث معا . وفي المساء بعد عودة كل واحد  منهم من عمله الشاق يجتمع الجميع في غرفة وامام تلفزيون واحد وببرامج معينة ويتابعون الاخبار بكل الشغف . ففي تلك العائلة الكبيرة والقاسية نوعا ما افرادهاولكن مع هذا لم نجد ولم نسمع باي حالات من الانتحار بين الشباب من كلا الجنسين او حالات الطلاق والتي كانت محدودة ايضا.اما اليوم وفي زمن تكنلوجيا الحالية وسوشيال ميديا والتي احتلت عقر دارنا فالعوائل الكوردستانية سواء كانت تعيش في القرية او المدينة فانها تعيش في قصورا فخمة وبافراد مستقلين في غرفة الخاصة مجهزة بكل تجهيزات العصر كما ان رغم قلة عدد افرادها اليوم فانها منقسمة الى قسمين قسم يعيش في الشرق والاخر في الغرب.والعلاقات لم تكن كما كانت في السابق من الحيث الحب والاحترام اما الاقرباء فعلاقاتهم اقتصرت على الموبايل او على المصلحة الخاصة .اما العلاقات الاجتماعية عامة فقد اقتصرت على المظاهر المادية بين الافراد . اما السهرات وسمرات العائلة فقد اختصت على الفيسبوك ومشتقاته وقد تستغرق الى الساعات الاخير من الليل دون ان يكلم احدهم الاخر . اما العلم  والمدرسة والقراء اليومية فقد اصبح في محل خبر كان اما الوالدين فقد احتاروا حول كيفة التعامل مع ابنائهم  الان اغلبهم مصابون بالامراض عصيبة ونفسية  ولهذا كثيرا ما نسمع اليوم بالاحالات الانتحار بين الشباب ومن كلا الجنسين  والتي تكاد ان تكون  حالات يومية. ولذلك فان التربية والتعليم والملبس وحتى الماكل قد تغيرت في زمن التكنلوجيا وقد اصبحنا مستهلكين من النوع الاول . ونحن بدورنا نسأل ماهو دور المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية والثقافية في معالجة هكذا ظواهر التى تهدد احيانا كيان المجتمعات ؟ كما ونحن نكتب هذه الاسطرة لسنا ضد التطور المجتمع الايزيدي بعينه ولكن ندعو الى تنظيم الحياة الاسرية من كا فة نواحي الحياة وذلك من اجل مواكبة العصر من جهة ومن جهة اخرى المحافظة على تراثنا وقيمنا الاجتماعية والدينية  والتي قدم من اجله الاجداد الغالي والنفيس حتى وصل الينا سالما واليوم المحافظة علية وحمايته يقع على عاتقنا جميعا كمؤسسات والافراد.

 

FB_IMG_1517515939429

.jpg

9.5kB

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi