مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال شيخ علي: أربيل و أولى القبلتين…!!

أربيل و أولى القبلتين…!!

جلال شيخ علي

مع اقتراب موسم الانتخابات في بلاد وادي الرافدين بلاد الحضارة السومرية والآشورية بلاد الخلافة العباسية بلاد ديمقراطية مابعد البعث ، يرتفع من هنا وهناك في شرقه وغربه وجنوبه اصوات نشاز تدعوا الى التناحر الطائفي والعرقي في المجتمع العراقي لا لشيء سوى تحقيق هدف سياسي شخصي او حزبي ،

للاسف هناك البعض من السياسيين الذين لايهمهم سوى مصالحهم الشخصية دون التفكير بالعواقب الوخيمة لتصريحاتهم التحريضية التي طالما اعتدنا سماعها من قبل بعض السياسيين العراقيين خلال حملاتهم الاعلامية الممهدة لاجراء الانتخابات العامة

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة التصريحات النارية ضد اقليم كوردستان التي يدعون من خلالها الناس الی معادات الكورد لا لشيء سوى كسب اصوات اكبر عدد ممكن من الناخبين من امثالهم من حيث الفكر والنظرة الشوفينية…  

ربما استسيغ وعلى مضض في نفسي ان يقوم احد السياسيين القومجيين بالتهجم على الكورد وان يدعوا الى هضم حقوقهم المشروعة كونه يدافع عن قوميته حسب وجهة نظره الشخصية الخاطئة دون شك لانني سأبرر له ذلك بقلة الوعي والمستوى الثقافي و التعليمي…  

ولكن ان يأتي الهجوم الاعلامي على اقليم كوردستان وعلى طموحات شعبه المشروعة في حق تقرير المصير من قبل رجل دين شيعي كالسيد الحكيم وهو معروف بأنه ينحدر من سلالة عائلة عريقة النسب لها مواقف انسانية مع الشعب الكوردي فهذا يمثل قمة الانحدار نحو الهاوية في تأريخ العلاقات الكوردية العربية…

في الوقت ذاته استغرب هذا الموقف من الساسة العرب الذين ينادون خلال حملاتهم الانتخابية بأنهم يقفون بالضد من تطلعات الشعب الكوردي ويعدون ناخبيهم بأبقاء كوردستان في قبضتهم وتحت احتلالهم وكنهم يتناسون (( القضية الفلسطينية )) في حملاتهم الانتخابية ، القضية التي طالما كانوا  يسمونها ويصفونها بأنها قضيتهم المصيرية والمحورية والجوهرية و ، و ….الخ

 يبدو أنه  بين ليلة وضحاها تغير اسم مدينة اربيل الى القدس ونحن لانعلم بذلك واضحت اولى القبلتين لهؤلاء الساسة

 الم يكون من الأولى على الحكيم وهو رجل دين قبل ان يكون سياسيا ان يتحدث الى ناخبيه عن برنامجه الاصلاحي وخططه في محاربتة الفساد أو ان يتحدث عن تحرير اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بدلا من ان يرسم خطوطا حمراء وسوداء وقوس قزح على الخارطة السياسية وحول قلعة اربيل  للحد من الطموحات السياسية المشروعة للشعب الكوردي  بحسب كافة الشرائع السماوية والوضعية…

منذ عام 2003 والى يومنا هذا لم يكون في جعبة السياسيين العراقيين سوى ملف التأجيج الطائفي وخلق الفتن والازمات السياسية لبقائهم على سدة الحكم دون الحديث عن برنامجهم الخدمي والتفاخر بما قدموه من خدمات للعراقيين…..

في دول العالم يفتخر المرشح السياسي بأنجازاته الخدمية وما قدمه او ما سيقدم من خدمات للناخبين ولكن في العراق لايكون الحديث سوى عن ابادة هذه الطائفة أو تلك او أفتى المرجع الفلاني الى ان ينتخب العراقيون هذا الحزب دون ذاك أو هذه الجهة السياسية دون الاخرى

من الواضح  ان السيد عمار الحكيم وهو يرسم خطوطه الحمراء يبحث عن الأصوات الانتخابية  و يخطط لضمان مشاركة حزبه في السلطات الاتحادية والمحلية…

  ولكنه لايعلم بأن غلبة المزايدات الانتخابية على سلوكه وخطابه وانضمامه الى ركب الفتلاوي والدوري سيؤدي الى تشويه الصورة الجميلة لعائلة الحكيم في الرأي العام الكوردستاني التي مازالت محفوظة لحد الان.

 انه الفهم الخاطيء حول إمكانية جمع أصوات الشارع الشيعي من خلال معاداة الكورد، وهذا يعتبر سوء تقدير وعدم دقة في قراءة الرأي العام وان عملية كسب الأصوات من خلال رفع شعار معاداة الشعب الكوردي لا يخدم احد ولا يترك اي نقطة اعتزاز في الذاكرة الكوردستانية لسيرة السيد الحكيم .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi