إلى العم تحسين سعيد علي بك (أمير أبناء الديانة الإيزيدي)
داسن فاروق بك
تحية خالصة…
في الحقيقة يصعب عليّ أن أواجهكم بهذه الرسالة التحريرية كنت أتمنى أن أذوق الموت دون ذلك لكن يبدو أن الظروف أصعب منا جميعاً وفرضت بثقلها علينا جميعاً.. ولكن الحق يُقال وللمصلحة العامة لأننا ومنذ مايقارب 900 سنة نأكل ونشرب من خيرات بني جلدتنا.. ولبني جلدتنا حق علينا أن نقف ونعيش بين معاناتهم بوسطهم.. ولكي لا أطول عليكم الحديث ودخولا في صلب الموضوع.. إذا راجعنا تاريخنا المآساوي سنجد إن القليل من أجدادنا الأمراء قد ماتو موتاً طبيعياً وأن أغلبيتهم قد ذبحوا ونُكل بهم بعد التعذيب والمنفى إبان الفرمانات التي تجاوزت 72 (أنفالاً) حملة وكلها في سبيل الحفاظ على الإيزدياتي ومنذ زمن جدنا الأكبر مهمد الباطني وإلى شخص جدنا علي بك السيوازي وجنابكم أيضا لا يستثنى منهم لأنكم قد تعرضتم لاغتيالات عدة كان خودى وطاووس ملك في عونكم ولأني من المقربين جداً منك أعرف تماماً مدى إخلاصكم ووفاءكم لبني جلدتك طوال سنوات حكمك.
عمي وتاج رأسي منذ دخول داعش والإيزيدية في أصعب الظروف الإنسانية والمعيشية وسموكم في دار الغربة حيثُ بتنا اليوم نسمى بشعب الخيم حيث بات الأكثرية الساحقة من أبناءك في العراء ليس لهم سوى بعض الخيم يسترون أنفسهم بها يرافقهم الجوع والعطش والبرد والحر.. أصبحوا يفضلون الغرق في المحيطات والبحار على أن يستمروا في هذه الظروف أصبح الكثير منهم مشتتين في كافة أرجاء المعمورة…
عمي العزيز الجميع يشهدون لك ولمواقفكم المشرفة والبطولية في الاخلاص والتضحية لخدمة بني جلدتكم ولم تقصروا في ذلك أبداً بل أن العدو يشهد بحكمتكم قبل الصديق… ولأن مناطقنا أصبحت من أخطر المناطق حساسية في الشرق الأوسط حيثُ أصبحت مهددة بالإنقسام والتشرذم بمخططات خبيثة إقليمية ودولية نتوجه إليك ونترجى منك أن تلبي نداءنا وقراءة مطالبنا من جنابكم:
ننتظر بشغف عودتكم ورجوعكم إلى كوردستان والعيش بالقرب من لالش باعدر حيث مكان ومقر إمارتنا فهي ضرورة تاريخية وملحة لكي تكونوا أقرب من الواقع وبعدها لك أن تتخذ القرارات والتصريحات المناسبة للأحداث والتطورات المستقبلية طبعاً بعد التشاور مع مستشاريكم والأبطال الأشاوس القادة الميدانيين في جبل شنكال وأضيف أن وجودكم في الوطن سيجعل ثقة بني جلدتنا أكبر وسيتمسكون بحقوقهم المشروعة أكثر..
والأمر الأخر هو نتمنى ونرجو منكم عدم السماح نهائياً للجهات الإعلامية التقرب منكم أو أخذ أي تصريح منكم إلا بعد مشاورات ومداولات مع مستشاريكم المختصين لأن أغلبية الاعلاميين هم سياسيين ولهم خبرات في التلاعب بالألفاظ والتساؤلات التي تؤثر على أبناء جلدتكم واني على يقين تام حسن نواياكم الصافية ولكن يبدو أن هذه الحرب القذرة هي إعلامية أكثر من أن تكون مواجهات ميدانية بحيث إنكم ترون كيف يقلبون الضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية بمجرد تصريح أو حادث بسيط.. والأمر الثالث الذي نود طرحه هو ضبط العائلة الأميرية جميعاً ضمن حدود معينة لتفادي الوقوع في الأخطاء المتكررة والتصرفات الغير المسؤولة التي تستغل اسم الأمير والايزيدية في أمور وأشياء غير مناسبة تسيء لمجتمعنا وقضيتنا.
وأيضا لا ننسى إنكم مطالبون بتحمل المسؤولية للمطالبة بإسراع تحرير مناطقنا المحتلة وإختيار الصواب من الخطأ والوقوف مع البيشمركةهـ والقيادة الكوردستانية وكل القوى الأخرى التي تناضل لأجل الحق مع رفض إستغلال مأساتنا أو تحويلنا لساحة تصفية حساب بين الأحزاب السياسية والقوى الأقليمية فالجسد الإيزيدي لا يتحمل المزيد..
والشيء الأهم هو إشرافكم على حملة لتوجيه الشكر والعرفان للدور الكبير الذي قام به أبناء كوردستان للعوائل والعشائر ورجال الدين من خدمة لأهالينا ومشاركتهم إيانا الوجع والألم.
وفي نهاية رسالتي أريد أن أشير الى حقيقة دامغة وهي يجب علينا جميعاً رفض أي تقسيم لمناطقنا أو ضم بعضها أو جزء منها مع مكون أخر فإيزيدخان يجب أن تكون موحدة تابعة لمكان معبد لالش النوراني فنحن كوردستانيون أرضاً وشعباً وديانةً ولا نريد أي مساومات او مناورات ونرفض كيانات ووحدات إدارية ممزقة ومقسمة بين هذا الطرف وذاك، لذا فوجودكم أصبح حتمي في الوطن لكي تشرف بنفسك على ما يجري طبعاً ونؤكد على الأمر بإستعانتكم بمستشارين وقادة ميدانيين وسياسيين محنكين يدركون ما يجري وراء الكواليس.
وفي نهاية مكتوبنا أقول دمت لنا عماً واميراً
خودى وطاووس ملك من وراء القصد
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
