أبريل 16, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قاسم ميرزا الجندي: محمود إيزدي(جيفارا كوردستان) قائد ثورة كولان التحررية والتقدمية

محمود إيزدي(جيفارا كوردستان) قائد ثورة كولان التحررية والتقدمية

قاسم ميرزا الجنديقاسم-ميرزا-الجندي

القائد المناضل محمود ايزدي, صاحب المعجزة في العمليات العسكرية البطولية في حرب العصابات في كوردستان, كان مناضلا شجاعا بكل معنى الكلمة بقدراته البسيطة وأسلحته الخفيفة وإيمانه وإرادته الراسختين القويتين نحو بلوغ الثرى والمجد, بروح ايزيدية(كوردية) تحررية عالية الأصالة, حمل الشعار الوطني القومي(كوردستان يان نه مان). بعد اتفاقية الجزائر في (1975) بين(شاه إيران ودكتاتور العراق)ونكسة ثورة أيلول, وانهيار جميع امال وطموحات وتطلعات الشعب الكردي, ووصل نضال الكورد الى مراحله الصعبة والتوقف التام. رغم كل التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكوردي في تلك  الثورة. وبعد خبية الامال وانكسار ثورة ايلول وضياع الحقوق الكوردية فيها, بموجبها تخلت الادراة الاميركية وحكومة شاه ايران, وبعث البارزاني برسالة الى كيسنجر حسب تقرير بايك في(10/3/1975) مذكرا إياه بالوعود التي قطعوها للشعب الكردي. وانعدام موقفه الأخلاقي إزاء الكورد وقضيته. وان المخابرات الأمريكية هي التي مهد الطريق لهذه الاتفاقية. وأوقفوا كل انواع الدعم للثورة الكوردية بقيادة الخالد مصطفى البارزاني.

وكان الشهيد البطل محمود ايزيدي هو الذي أطلق الرصاصة الاولى وأشعل شرارة ثورة كولان التقدمية التحررية في (26 /5 /1976)متحديا ومتجاوزاً كل الظروف ومشاعر الخيبة والانكسار التي خلفتها اتفاقية الجزائر. ومنذ ذلك التاريخ تحولت كردستان الى مرحلة آخرى من النضال والثورة الحقيقية ضد الطغاة والجبابرة في بغداد, حتى بات قيادات جيش الطاغية ترجف عند سماعهم لاسم محمود ايزدي وعملياته العسكرية والثورية في ذلك الوقت، تميزت هذه الفترة من النضال تعجز الكلمات والمعاني في وصف الثورة البطولية الكوردستانية التي ابداها وقادها هذا البطل المغوار خلال العمليات العسكرية النوعية ضد النظام العفلقي, حتى لقب البطل محمود ايزدي بـ (جيفارا كردستان) لحنكته في التكتيك والتخطيط العسكري والتنظيم والبراعة في مناورة قطعات العدو، وإعلان ثورة كولان المجيدة هي الانطلاقة الاولى ودور القيادي لـلشهيد(محمود الايزيدي)السياسي والعسكري فيها, وإعادة النشاط السياسي والدور الحيوي والنضالي للحزب الديمقراطي الكردستاني في كوردستان.

وحين فشل العدو عن مواجهة جيفارا كوردستان بكل اشكالها لجأ الى اساليب الغدر والخيانة, وحاولت الحكومة الفاشية في بغداد بشكل او بآخر اغتيال القائد الكوردي بشتى الوسائل وفي محاولات عديدة, وأبرزها هي(5) محولات فاشلة خطط لاغتياله بكل الوسائل الدنيئة والاغراءات, وكان البطل ينجوا منها،بكل حنكة وأعجوبة, وفي المحاولة السادسة في ليلة(18 ــ 19 / 8 / 1979) وفي الظلام الدامس,اغالته الفاشيون بيد خائن الامة الكوردية في قرية ردينا التابعة لقضاء العمادية, فقد استشهد قائد ثورة كولان المجيدة والبيشمركة المناضل(محمود الايزدي). حيث تألم وتأسف عليه الشعب الكوردي كثيرا, وفي انفاسه الاخيرة ودع زملاءه البيشمركة واهل منطقة كارة ارضاً وتراباَ وجبالاَ وكل شجرة في ارض كردستان قد حمتهم من العدو طوال السنوات الماضية، وقال عندما سلكنا هذا الطريق والنهج كنا في كل لحظة معرضين للاستشهاد او الاعتقال. ان الحياة يجب ان تستمر والمسيرة النضالية لن تتوقف والشعب الكردي صاحب حق لابد في يوم ان يصل الى اهدافه المشروعة وقال لهم ايضا كلكم (محمود ايزدي). فقاموا في الصباح الباكر بدفن الرفات في مكان سري حسب المراسيم الايزدية الى ان تيسر نقله الى قرية كاني مازي في1985. واحدثت هذه العملية الجبانة هزة كبيرة في نفوس جماهير كوردستان برمتها. أحبه شعبه كثيرا, واعتبروه رمزا من الرموز الوطنية في كوردستان ومثالا للتضحية والشجاعة وقدم روحه فداء لوطنه, من أجل ان يعيش شعبه بكل حرية ورفاهية وكرامة.

ولد الشهيد القائد(هاشم الياس سلو) المعروف ب(محمود ايزدي)سنة1944 في ناحية باعدري, ومن عائلة فلاحية كادحة ومن عشيرة الهكاري ، ذهب الى المدرسة في سنة 1951. وكان الشهيد طالباَ نشيطاً حصل على درجات عالية في الصف الاول والثاني الابتدائي، ونظراً للظروف المعيشية القاسية لعائلته  ترك محمود ايزيدي المدرسة ليساعد والده في الفلاحة وكسب العيش، وكان له اربعة إخوة  واربعة اخوات. وفي سن(18) وتنفيذاً للدستور العرقي يلبس  الثائر محمود ايزدي ملابس الخدمة العسكرية الالزامية، و نظراً لالتزمه بالواجبات المكلف بها وتدريبه الجيد بالصنوف العسكرية و لتفوقه في التدريب على كافة الاسلحة و ادائه العسكري الجيد يترقى برتبة(نائب ضابط)في مدينة النجف, إنتمى(البطل الايزيدي) الى للحزب الديمقراطي الكردستاني وتوجيه ضربات قوية في مفاصل العدو وتحقيق انتصارات عديدة في عدة مواقع وشل حركة العدو بالتقدم وتحقيق مأربه الدنيئة  بتعريب المنطقة برمتها , لقد قاد الشهيد محمود ايزدي في العشرات المعارك البطولية والانتصارت التي حققها في جبهات القتال بالإضافة الى دوره العسكري والسياسي والتنظيمي في عموم كوردستان.

وبعد تحرير كردستان نقلت رفاته بتاريخ(18/8/2003)الى تراب لالش المقدس وبمراسيم رسمية عسكرية ومشاركة جماهيرية شعبية واسعة تليق بالمقام. وليس غريباً ان ينجب عائلة كادحة في باعدري واحداً كالبطل محمود ايزدي. المساواة وتطبيق كل معاني الانسانية وحفظ مقدارات وثروات شعبنا وحفظ المؤسسات الدستورية , هو تقدير ووفاء لدماء شهداء الكورد وكوردستان الابرار. الخزي والعار للجبناء وخائني الشعب .. وبائعي الذمة والضمير, والمجد والخلود لشهداء الحركة التحررية الكردية. 

قاسم ميرزا الجندي

19/8/2016 الجمعة

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi