طفل ايزيدي ناجٍ من داعش: حصتنا كانت تمرتين في اليوم ونشرب من بولنا
الباحث/ داود مراد ختاري
عندما اجتاحت الدولة الاسلامية الداعشية شنكال يوم 3-8-2014، التجأت عائلة (عبدالله حمو) الى الجبل مع بقية أهالي شنكال، وفي يوم 4-8-2014 حاولت العائلة العبور الى المناطق الآمنة في أقليم كوردستان عبر دوكري ثم سوريا ، لكن داهمتها قوة داعشية، وتم تحويلها الى خانصور ثم الى دائرة النفوس وقرية صولاغ ، وبعد مرور (25) يوم تمكن ابنهم (ساري عبد الله حمو / تولد 1994) من الانفلات ووصل الى الجبل، وأصبح مقاتلاً ضمن صفوف مقاتلي الايزيدية الذين قاتلوا العدو في حينه .
وقال الناجي (توماس عبدالله حمو/ تولد 2006) بقيت في تلعفر سنة كاملة، بعد عزلي عن العائلة، نعيش حياة لا يمكن وصفها من الجوع والإهانة والمذلة، ينظر الينا اننا مخلوقين من أمهات خارج العالم الأرضي، لكون الله خلقنا من أمهات غير مسلمات، بالرغم من دخولنا الإجباري الى ديانة الإسلام تم تحويلنا الى معسكر التدريب للاشبال في الموصل، نتدرب على كافة أنواع الاسلحة ودراسة الكتب الدينية للإسلام .
بعد انتهاء الدورة اجبرونا على حمل الحزام الناسف خلال (24) ساعة، وتوزعنا الى الحراسات في المناطق الساخنة، لم يتوفر فيه الاكل والشرب، وفي فترة اسبوعين انقطعنا عن جماعتنا دون طعام وشراب كل واحد منا حصته (2) تمرتين ونشرب من بولنا، حينها حاولت الانتحار بواسطة الحزام الناسف بحيث ان لا ألامس بشراً ، فقط انهاء روحي من هذا العذاب الأليم المهين .
وكنت أفكر كيف جرى لنا كل هذا ؟ أنا من أنا الآن ؟! لمن أقاتل ؟ ومِن أجل مَن ولماذا ؟
حاولوا ترسيخ فكرة دخول الجنة وما فيها من الحواري وخلود الروح في عقولنا، لكن كنت أرفض عقليتهم العفنة وأفكارهم المتسخة، لكن لا استطيع البوح به، لانهم لا يمتلكون الرحمة تجاه البشر .
تم تدريبنا على العديد من أنواع الاسلحة وقيادة السيارات مع نصب العبوات الناسفة .
ذات يوم كلفنا مع مجموعة من المقاتلين بمهمة نصب كمين، وبعد كشف أمرنا دارت بيننا معركة مع الجهة الثانية وحينها أصبت بعدة أطلاقات نارية .
وبعدها بفترة، في يوم 20 تموز 2017 كنا في دار بالموصل ، وكانت الطائرات تحوم حولنا، حينها أدركنا باننا مستهدفين نتيجة معلومات استخباراتية ، نزعت الحزام الناسف ورميته خارجاً، وفعلاً تم قصفنا، وهدم الدار علينا، قتل مجموعة منا وأصبت باصابات عديدة (كسر القدمين، جرح عميق في الرأس واحتراق الجسم) ولو بقى معي الحزام لنسف جسمي، وانهي حياتي.
وأضاف توماس : مازلت أعاني من آلامي وجروحي، وحالتي النفسية متعبة جداً ، لا استوعب ماجرى ويجري من واقع مرير! .
أنقذني الله من تلك المآسي إلا أن حالتي النفسية سيئة للغاية وأئن من جراحاتي، وأشعر بالضيق عند الحديث، لا أرغب في الاجابة على أسئلة الناس .
نتمنى له الشفاء العاجل والعودة الى ممارسة حياته الطبيعية ونسيان ما ألم به هذا الطفل الذي يعيش الان في مخيم (كبرتو) جنوب مدينة دهوك، وشكراً للذين أنقذوا حياة هذا الطفل من الموت المحتم.
……………
عنوانه :كبرتو/قاطع i1/خيمة 180
رقم موبايل عبدالله والد توماس 07501675770 وشقيقه ساري 07508549001
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية