الخارجية الامريكية: كل الخيارات متاحة امام واشنطن لإخراج PKK من شنكال
سيتم بالتعاون والتنسيق مع اربيل وبغداد
يعتقد مراقبون بأن احد اهداف زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط،هو العمل مع دول المنطقة على انهاء نشاط القوى والجماعات التي باتت عاملاً رئيسياً للمشاكل القائمة في هذه المنطقة ولتوتير الاوضاع فيها .
ويحسب بعض المصادر، فإن الاتفاقات التي ابرمها ترامب مع زعماء المنطقة تشمل محاربة كل الجماعات والاحزاب والقوى غير القانونية،وحتى الدول التي إن لم يتم لجمها والقضاء على خطرها ستؤدي بالاوضاع في المنطقة الى الانهيار . وفي هذا الاطار يدخل حزب العمال الكوردستاني PKK في منطقة شنكال،ومليشيات الحشد الشعبي في العراق وحزب الله اللبناني وجماعات واطراف عديدة اخرى، ضمن هذه القوى التي يشملها الاتفاق الامريكي العربي الاسلامي الجديد لمكافحة الارهاب والطائفية والتطرف .
وبحسب معلومات حصلت عليها(باسنيوز) تبحث الولايات المتحدة حالياً كيفية اخراج وطرد PKK من منطقة شنكال ، في مرحلة مابعد دحر داعش في الموصل وطرده منها .
وكان مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون أوروبا وآسيا جوناثان كوهين ،قد اعلن في وقت سابق ضرورة اخراج PKK من شنكال ، بالتزامن مع اخراج وطرد داعش من الموصل . مشيراً الى ان هذا الامر سيتم بالتعاون والتنسيق مع حكومتي اقليم كوردستان والاتحادية،وفي هذا الاطار ستكون كل الخيارات متاحة امام واشنطن للتعامل مع الوضع. لافتاً بالقول سيكون على PKK اما الخروج من شنكال طوعاً أو أن واشنطن ستنتهج سبلاً أخرى لتحقيق ذلك ، في اشارة على مايبدو الى استخدام القوة .
وأضاف كوهين بالقول : “ لدينا علاقة مع YPG (الجناح العسكري السوري لـ PKK) بسبب ظروف الحرب، وتلعب الآن (قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل YPG نواتها ) دورا هاما في استعادة الرقة من داعش. علاقتنا مع YPG مؤقتة وتكتيكية”.
وردا على سؤال حول دور YPG في عملية الرقة، قال كوهين: “نحن لم نقدم أي وعود إلى YPG إنهم يشاركون في هذه الحرب لأنهم يريدون ذلك، لديهم بالطبع دوافعهم الخاصة بذلك”.
وفيما يتعلق بمليشيات الحشد الشعبي التي تدعمها ايران،فإن الخطط الامريكية تقضي بحلها وانهاء نفوذها سواءً داخل الحكومة العراقية أو في المناطق التي يتواجدون فيها في العراق او سوريا.
مصادر ومعلومات كشفت لـ(باسنيوز) ايضاً ، بأن الولايات المتحدة تعمل على أن تُنفذ الاتفاقيات الموقعة بين المجلس الوطني الكوردي السوري المعارض و حزب الاتحاد الديمقراطي PYD (الجناح السياسي السوري لـ PKK ) وإعادة قوات بيشمركة روج (بيشمركة غرب كوردستان) التي دربتها القوات الامريكية ووزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان الى مناطقها بكوردستان سوريا وإعادة فتح مقرات الوطني الكوردي في مدن كوردستان سوريا وأن تتعهد سلطات PYD بعدم التعرض لها أو إغلاقها أو حرقها مرة اخرى ، كما حصل خلال الاشهر القليلة الماضية. وكذلك فصل وإبعاد PYD عن PKK ،وبدء محادثات بينه وبين تركيا.
وكان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض، الأحد الماضي، أعلن تشكيل قوة من 34 ألف جندي لمحاربة الإرهاب كقوة احتياط لدعم العمليات ضد الإرهاب في العراق وسوريا، وقيام تحالف “الشرق الأوسط الاستراتيجي” رسميا العام المقبل. كما أكد القادة المشاركين بالقمة التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله.
كما تضمن البيان الختامي ، اتفاق الدول المشاركة بالقمة على التصدي للجذور الفكرية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، والإشادة بتبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الإرهابية.
ورحب القادة، بحسب البيان الختامي بتأسيس مركز عالمي مقره الرياض لمواجهة الفكر المتطرف، مشيدين بالأهداف الاستراتيجية للمركز المتمثلة في محاربة التطرف فكرياً وإعلامياً ورقمياً، وتعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب.
كما أدان المشاركون في القمة المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
هذا فيما كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ،قال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارة الاخير الى واشنطن،منتصف مايو/أيار الجاري “نقف مع تركيا ضد التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش وحزب العمال الكوردستاني”، مضيفاً، نتطلع للتعاون مع أردوغان لتحقيق السلام والأمن في المنطقة. ” مضيفاً بالقول ان ” الولايات المتحدة الامريكية ستدعم كافة الجهود لتقليل العنف الذي تشهده سورية” .
المراقب السياسي واستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين د.عبدالكريم خسرو،قال لـ(باسنيوز) ان PKK ومليشيات الحشد الشعبي ليستا خارجين عن القوى والجماعات المستهدفة باتفاق الرياض ، مشيراً الى أن ” الهدف الرئيسي لهذا الاتفاق هو محاربة الارهاب والقضاء على عوامل عدم الاستقرار والحرب الطائفية”.
واضاف خسرو ان كل الدول المشاركة في الاتفاقية والولايات المتحدة توصلوا الى قناعة حول ضرورة ابعاد القوى والجماعات المتسببة بعدم استقرار المنطقة.
اما المراقب العسكري اللواء محي الدين يونس،فقال لـ(باسنيوز) بأن PKK و مليشيات الحشد مرتبطان باجندة اقليمية واحدة ، واي اتفاقية لتثبيت الاستقرار في المنطقة لابد وانها ستشمل ابعاد هذين الجماعتين. مؤكداً ” ليس بالضرورة ان يتم ذلك عسكرياً . للولايات المتحدة خطط خاصة بكل من القوتين”.
اما جدعان علي عضو المجلس الوطني الكوردي السوري المعارض ، فقال لـ(باسنيوز)،ان قوات بيشمركة روج(بيشمركة غرب كوردستان) تلقت التدريب على يد مدربين من الجيش الامريكي ودول التحالف وهي مكونة من شباب كورد سوريون،ووفق الخطط الامريكية سيتم اعادتهم الى مناطقهم بغرب كوردستان . موضحاً ان ” الولايات المتحدة تعامل بيشمركة روج كما تعامل قوات بيشمركة اقليم كوردستان وقد حارب مقاتلوه ويحاربون الارهاب في المناطق الكوردستانية الى جانب بيشمركة اقليم كوردستان وقوات التحالف الدولي ” .
وقد أكد هذا التوجه الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا ، بالقول أن الولايات المتحدة ومن الناحية الاستراتيجية تعمل مع رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني، موضحاً ” قوات بيشمركة غرب كوردستان ستعود الى مناطقها وسيكون لهم دور كبير”. مضيفاً بالقول أن ” الرئيس الامريكي دونالد ترامب ولتقوية الدور الامريكي في الوضع السوري يعمل مع الرئيس بارزاني وتركيا”.
بدوره،أكد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ــ ايران ، محمد نظيف قادري،أن اتفاق الرياض تشمل جوانب امنية وسياسية وعسكرية وهو يؤسس لتحالف جديد لضرب التنظيمات والجماعات الارهابية،وكذلك القوى التي تشكل عامل عدم استقرار في المنطقة،وكل المليشيات المدعومة من ايران.
اما السياسي الكوردي والنائب السابق في البرلمان العراقي،د.محمود عثمان،فقال لـ(باسنيوز) أن من المهم ان يحصل الكورد على ضمانات امريكية خاصة ومن دول التحالف لدعم استقلاله سياسياً واقتصادياً، وأن لايتخذ اية خطوات من دون ضمان مصالحه والدعم الدولي له .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
