قصص من جينوسايد شنكال ….(133) 
الباحث / داود مراد ختاري
ستة أيام من المجاعة الحقيقية عند مزار بيرى اورا
كانت أيام سوداء، نستقبل العوائل بكثرة بحيث لا نستطع ايصال الطعام الى الجميع لانهم كانوا بالالاف، خلال ساعات النهار نقوم بطهي الطعام للنازحين في المزار .
تحدث مجيور مزار بيرى اورا السيد (مراد خديدة شيخ رشو من شيوخ شيخوبكر) قائلاً :
من فضل الله وخيرات الخيرين كانت لدينا كميات من (القمح ، البرغل، الرز، الحمص، العدس، الدقيق) يتم الطبخ في (5) اواني كبيرة الحجم باستمرار دون توقف وخلال ستة أيام طبخنا (10) طن من القمح بالاضافة الى المواد الاخرى كالحمص والعدس والرز ، باشراف (كوجر اسماعيل وزينة) لانهما يملكان خبرة في طهي كميات كبيرة من الطعام ، كانت هناك بئرين للماء (بئر ليل ومجنون و بئر داود) ومياهما تكفي للنازحين.
في يوم 8-8-2014 هاجت الناس وقالوا بان الدواعش وصلوا الى قرية زيروا والقمم القريبة من المزار، هب الرجال لنجدة اخوتهم المقاتلين الذين يدافعون عن الجبل فاندحر العدو بمدرعاته .
وفي يوم 9 – 8 – 2014 خرج الناس من المزار وتوجهوا نحو مزار شرفدين قائلين بانه تم فتح الطريق، ففرغ المزار ، بقى الشهيد شيخ خدر خديدة، شيخ حسن خديدة واطفالي مع عيدان ودرويش ، ابراهيم خدر قاسو ، ثم عاد شمو خلف .
انا ايضا رحلت مع الناس لانقاذ العوائل ، وطلبت من اخوتي بنحر الذبائح عندما تجوعون وتنفد المواد في المزار لاننا كنا نمتلك أكثر من (20) نعجة .
زودنا اسماعيل عمر قطعتي سلاح (bkc) و قطعتي (bgc) و (15) قطعة سلاح كلاشنكوف.
أما حول طبخ الطعام وتوزيعه تحدثت المشرفة على توزيع الأكل وطبخه السيدة (كوجر اسماعيل) قائلةً:
كنا نوزع الطعام خلال اسبوع كامل من الفجر الى المساء دون توقف، نضع الجداري الكبيرة على نار الحطب ونطبخ (القمح ، البرغل والاخرى للحمص والثالثة للعدس والرابعة للرز والخامسة للمرق وحينما يستوي الطعام يتم توزيعه ثم نضع الجداري على النار مرة أخرى ويعاوننا مجموعة من الشباب المتواجدين هنا..
أما بالنسبة للخبز يتم وضع الصفيحة المعدنية للخبز (سيلك) على النار وتخبز النساء من عائلتنا (زوجة شقيق زوجي وثلاثة من كناتي – زوجات ابنائي) من الفجر الى المساء / منهن يعجنن والاخريات يجهزن العجين على النار والباقيات يجلبن الحطب الى النار (ولكن يا الهي حينما يحدث المجاعة لا يشبع الانسان أبداً) حينما تستوي الخبزة أو ستستوي يتم رفعها من قبل أشخاص هلكتهم الجوع وفي أكثر الاحيان تقسم بين عدة أشخاص والآخرين ينتظرون ساعات للحصول على قرصة خبز.
ومن الحالات الصعبة التي رأيتها جلب امرأة طفلها يكاد يموت جوعاً وممدة على الأرض وهو في انفاسه الاخيرة، كانت ابنتي قد جهزت فطور الراعي فجلبت اللبن وبواسطة المعلقة وضعت اللبن في فمه قليلا قليلاً حتى أنقذته من الموت .
وقال نواف شيخ مراد: انا وعمي حسن كل واحد منا كان يحرس على قمة تلة واثناء الاصطدامات كان رعاتنا يتركون الرعي ويلتحقون بنا … ابراهيم خديدة الاعلامي كان بمعيتنا أيضاً والتحق الينا شمو درويش عدلانة فاصبحنا حوالي ست مقاتلين للدفاع عن المنطقة .
شاركت في معركة باخليف واستخدم العدو المدرعات وكذلك في معركة زيروا، كان المقاتل الشهم (بازيد ال قشوف الهسكاني) عداد (بي كي سي ) بلى العدو بلاءاً ، لم يكن يخاف على روحه ، يحارب، يزحف ويتقدم ، كان هدافاً محترفاً يصيب عدوه في أول رصاصة .
كنت في مقدمة المقاتلين في معركة خرابى تيرا، كانت معركة طاحنة قتلنا العديد من الدواعش.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
