أبريل 18, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حوار مع ناجية حول تعذيب المختطفات

حوار مع ناجية حول تعذيب المختطفات نبراس بابير

الباحث / داود مراد ختاري

– ما اسمكِ؟

– نبراس بابير, من قرية كوجو

– مواليدكِ؟

– أنا مواليد 1991

– هل كنت متزوجة؟

– كلا

– اخبريني عما عانيتيه عندما اخذوك الى سوريا.

– بعد ما حل بنا يوم 15-8-2014 من مجزرة في القرية, في اليوم الاول اخذونا الى قرية صولاغ وفي مساء ذلك اليوم اخذونا الى سوريا كان عددنا (54) فتاة ، نحن مجموعة من الفتيات أصبحن من حصة سوريا, يرافقنا ثلاث حراس أحدهم عراقي والآخران سعودي ومصري.

وبعد أيام تم توزيع الفتيات والنسوة حسب العمر والجمال ،

 وفي سوريا احتجزونا في احدى مقراتهم وكان عبارة عن بيت ذو طابقين في مزرعة كبيرة كان المقر متموضع في منطقة جبلية ومحاط بالغابات والمياه، واحدى مقابرهم مجاورة لنا .

بعد وصولنا هناك كانت هناك مجموعة اخرى من الفتيات كنّ هناك منذ 03/08 قبل وصولنا.

  • لم يكونوا من كوجو, اليس كذلك؟
  • نعم كانوا من اهالي قرى تل عزير وتل قصب والقرى الاخرى.

    بتنا تلك الليلة هناك وفي الصباح لليوم التالي جاءوا الينا (65) فردا من التنظيم وقام كل واحد منهم بانتقاء واحدة منا.

  • من اين كانوا اولئك الرجال؟
  • سعوديين, فلسطينين, مصريين، ايطاليين , امريكيين وغيرها من الجنسيات الاجنبية.
  • كانوا من جنسيات مختلطة ؟.
  • نعم… كل واحد منهم قام بانتقاء احدى الفتيات… بقيت (18) يوماً عند شقيقاتي, احداهن كانت اصغر مني سنا والاخرى خرساء.

وبعد 18 يوما من بقائي هناك جاء اميرهم (أمير ولاية الشام) سعودي الجنسية واشتراني مع ثلاث فتيات اخريات وهن من أهل كوجو أيضاً فأصبحنا (4) فتيات معه .

كانت عائلته كبيرة فصرنا خدماً لهم , وقبل اخذنا من المقر عرض علينا الذهاب معه

لكننا رفضنا ذلك فقام بضربنا مبرحا والاعتداء علينا. فقد صعقنا بالكهرباء واخذنا جبرا في نهاية المطاف.

  • اخبريني كيف كان يصعقكم بالكهرباء؟
  • كان يشغل احدى مولدات الكهرباء ويربط الاسلاك به وفي نهاية الاسلاك كان ما يشبه الخطاف فيربط ايادينا به … الاسلاك تشبه كهربائيات السيارات “جطل” فيربط معاصمنا بها ويعذبنا. يفعله بنا مدة ساعة تقريبا حتى ينهك بدننا فيضعنا في السيارة بعد ذلك.
  • هل فعل هذا معك شخصيا؟
  • نعم, هذه اثار التعذيب لازالت ظاهرة على جسدي. اثار الصعقة لازالت على معصمي.
  • هل تم تعذيبك مرة أخرى بهذه الوحشية ؟
  • في احدى المرات اسقطوني من على (25) درجاً فكسر قدمي.
  • اين كانت هذه الدرج ؟
  • في ذلك البيت ذو الطابقين
  • كيف كان يفعل ذلك؟
  • كان يشدني من شعري ويسقطني من الدرج. حتى ارتطم بالارض.
  • هل كسر قدمك نتيجة هذه المرة ام ماذا؟
  • نعم كانت تلك المرة, اذ كسر قدمي وتورم كثيرا. فلم اكن قادرة على المشي فجرجرني وراءه مع ثلات فتيات أخريات….. وبعد كل هذا التعذيب والضرب نهكت قوتنا واركبونا في السيارة … بعد ان قام بدفع مبلغا من المال لهم كمقابل لشرائنا.
  • بكم من المال اشتراكم؟
  • لا اعلم بالضبط لكنه أعطاهم الكثير من المال “اوراق الدولار”
  • لمن اعطى هذا المال ؟ هل اعطاه لمدير السجن ؟
  • اعطاه للحرس الذي كان يحتجزنا, كان على الباب فاعطاه “السعودي”ذلك المبلغ…. بعد ذلك اخذنا نحن الاربعة الى بيته, فاصبحنا خدما في بيته مدة اربع اشهر ونصف الشهر…. كنا نطبخ لهم ونغسل ملابسهم…. هربنا بعد هذه الفترة.
  • ماهي معاناتكن خلال تلك الاشهر الاربعة ؟.
  • كان يربط ايادينا بالشبابيك ويعلقنا في السقوف.
  • اخبرني اكثر عن هذا. كم مرة فعل هذا معكن؟
  • اربع او خمس مرات فعل ذلك معي.
  • صفي لي كيف كان يفعل ذلك ؟.
  • كان يربط يدي ويعلقني في السقف.
  • كم يستغرق من الوقت هذا  التعذيب؟
  • ساعة او أكثر .
  • كنتِ معلقة ساعة كاملة في السقف!! يا للوحش الذين وسخوا هذه الارض الطاهرة.!!!

وما هي أدوات التعذيب ؟

  • يضربوننا بخراطيم المياه (صوندة) والاسلاك الكهربائية (الكيبلات).
  • هل كان هذا شخصاً واحداً فقط؟
  • كلا
  • كم كان عددهم اذا؟
  • كان عددهم أربعة او خمس افراد، يتبادلون هذه العملية فيما بينهم.
  • هل كانوا يفعلون هذا بك وحدك ؟ ام معكن جميعاً؟
  • كلا, يفعلون هذا معنا كلنا.
  • لماذا؟ ما سبب فعلهم ؟
  • لانهم كانوا يعرضون علينا الزواج منا وكنا نرفض ذلك.
  • الم تستسلموا بعد كل هذا التعذيب؟ كنتم في قبضتهم الم تعتقدون ان الامر قد انتهى؟
  • كلا, ليس هناك احد يرضى ان يضيع شرفه…. كنا نواجه هذا العذاب كله من اجل الشرف.
  • ماهي الوسائل الاخرى الذي كان يستعمل هذا المعتوه كي يحصل على مبتغاه ؟
  • الحبوب المنومة، حينها كنت أفقد الوعي .
  • لماذا كنت تستعملين هذه الحبوب، الم تعلمي انها حبوب منومة ؟
  • لم أكن استعملها كحبوب …. بل يضعها لي في الشاي والاكل دون علمي .
  • خلال ثلاثة أشهر لم ترضخي لطلباته ؟
  • خلال ثلاثة أشهر كنت في صراع مرير معه … يومياً …. هذا كان حالنا .
  • اخبريني عن حادثة كسر قدمك. كيف جبروه وكيف تعافيت؟
  • لم يجبروه, حيث اخذنا الى بيته ومن ثم اخذنا الى احدى مقراتهم وبقينا هناك ليلة واحدة, فهربنا تلك الليلة….وكل واحدة منا ركضت بصوب مختلف.
  • كيف تمكنت من الهرب وقدمك مكسور؟
  • فضلت الموت على البقاء, فهربت على امل ان اموت والا ابقى في قبضتهم، فخرجوا ورائي فاختبأت بجدار مدرسة هناك… من ثم طرقت باب احدى الدور فخرجت امرأة وطفلة صغيرة….التجأت اليهم وتوسلت بهم بتقديم المعونة لي, سمحوا لي بالدخول لكنها اشترطت علي أن لا اخبر احداً.

اخبرت ابنها بان ياخذني ليعالج قدمي …. أخذوني وجبروا قدمي المكسور. بقيت شهرا و15 يوما في ذلك البيت عند تلك السيدة, بعد ذلك بلغوا عني.

  • من بلغ عنك؟
  • لا اعلم, احدهم بلغ عني, كانوا جيرانها على ما اظن. وبعد التبليغ  قدم الينا ذلك الامير واخذني مرة أخرى وأخدمته من جديد.
  • بعد معرفته بان اهل ذلك البيت قد قاموا بايوائك مدة شهر ومساعدتك. هل قام باذية ذلك البيت وتقديم شكوى عنهم ؟
  • كلا لم يقوم باذاءهم لقد اخبرته بان لا ذنب لهم في هذا، كوني كنت شديدة الألم عندما كان قدمي مكسورا فاجبروا على ايوائي, فاشترط علي ان اذهب معه اذا أتركهم وشأنهم….فعدت اليه من جديد.
  • هل قام بأذيتك بعد ذلك؟
  • كلا… لانه رأني اخبره الحقيقة فتركني وشأني.
  • وماذا عن رفيقاتك الاخريات؟
  • كان قد عثر عليهن في وقت سابق واخذهن اليه.
  • هل تعرضن للاذى؟
  • لست متأكدة , لكني ارجح انهم قد قاموا بتعذيب وضرب رفيقاتي ايضا. عندما عثروا عليهن قبلي.
  • بعد تعليقك في السقف مدة ساعة , ماذا كان يحدث لك بعد ذلك؟
  • أحس بان  الدماع يتصبب على اعيني وفوهة فمي من شدة التعذيب، ويحمر عيوني من الدم .. نعم هذا ما كان يحدث معنا.
  • هل كان يعرضكن للطبيب عندما كنتن بتلك الحال؟
  • كلا.. مطلقا… كنا نبقى احيانا ثلاثة ايام متواصلة لا نقدر الحراك من الضرب والتعذيب ولكن رغما عن ذلك كانوا يجبروننا على النهوض والقيام بالمهام المنزلية وخدمتهم .
  • وماذا بعد؟ هل تم تعذيبك بطرق اخرى؟ هل قام بصعقك بالكهرباء مرة اخرى؟
  • نعم , مرتين اخرتين قام بصعقي بالكهرباء.
  • متى حصل ذلك؟
  • في احدى المرات صعقنا الحارس الذي كان واقفا على الباب ومرة أخرى الامير نفسه قام بذلك.
  • قلتِ بانه قام بعملية الصعق للمرة الاولى عندما قام بشرائك, اما المرات الاخرى متى حصلت؟
  • احدى المرات بعد ان علقنا في السقف قام بصعقنا لكي لا نقدر على الهرب لان الصعق كان ينهك قوانا.
  • نعم… وبعد ان كان يصعقكم, كم من الوقت كنت فاقدة الوعي؟
  • ساعة اوا كثر كنا فاقدي الوعي لا نشعر بشيء، بعد ذلك كنا نستيقظ من جديد فكانت ابداننا بعد ذلك خاملة ولا نستطيع الحراك.
  • اين حصل كل هذا؟
  • في الرقة , كل ذلك كان في الرقة. في داخل المدينة نفسها. كانت عبارة عن بيت ذي ثلاث طوابق بالقرب من جامع “تل علو”
  • ما هي جنسية ذلك الامير؟ هل كان سعوديا؟
  • نعم انه كان سعودي الجنسية, اسمه محمد فلاح/ أمير في ولاية الشام،  يبلغ من العمر 27 سنة .
  • هل كان متزوجاً؟
  • نعم .. كان متزوجا من امرأة سورية ولازالت عنده… يشتري الفتيات الغير المتزوجات ثم يبيعهن الى آخرين … يستفاد منهن باغتصابهن في البداية ثم بيعهن بالارباح الطائلة .
  • ماذا بعد شاهدت؟ ماذا عن رفيقاتك هناك؟
  • كنا نحن الاربعة سوية ونتعرض لنفس التعذيب والضرب, لم ار شيئا اخر . اما الاخريات فلست اعلم ما حصل لهن بعد.
  • ماذا رأيت أو سمعت عن انتحار الفتيات المختطفات؟
  • العديد من المختطفات الاخريات يلجأن الى الانتحار. اذ كانوا يقفزون من بيوت ذو ثلاث طوابق لإنقاذ انفسهن من ذلك العذاب.
  • هل شاهدت انت بنفسك على احداهن اسقطت نفسها بغية الانتحار؟
  • نعم … بالتأكيد…. عندما كنا لا نزال في ذلك المقر كانت هناك امرأة من منطقة “سيبا شيخ خدرئ” واسمها (اديبة) من عائلة خلف شروان.
  • هل تعلمين اين هي اديبة الان؟
  • نعم, انها في زاخو الان.
  • هل كان اسمها الكامل “اديبة خلف”؟
  • نعم انه كذلك.
  • فقامت اديبة بالقفز من بيت ذي طابقين فادى ذلك الى كسر انفها ويدها.
  • أخبرني عن حالات أخرى؟
  • اختي الخرساء وابنة عمي كذلك حاولتا الانتحار من خلال القفز من احدى المباني فادى

ذلك الى كسر اقدامهن.

  • اين هن الان؟
  • انهن لازلن في قبضة التنظيم.
  • وهن ايضا حاولن الانتحار عن طريق القفز من المبنى؟
  • نعم, فعلن ذلك
  • وماذا عن اختك الخرساء؟ هل كانت عندها ؟
  • كلا, كل واحدة منهن في منطقة مختلفة.
  • متى قررتِ الهرب من الجحيم ؟
  • قرار الانفلات من الجحيم … هو قرار جميع المخطوفين والمختطفات .
  • لا بد من ايجاد وسيلة؟
  • أدركت ان المعتوه يستعمل حبوب منومة لي في الشاي، لذا بحثت عن تلك الحبوب عند غيابه، وحينما عثرت على الحبوب أخذت كمية منها.
  • هل تجرأت بوضع الحبوب له في الشاي ؟
  • ذات يوم جاء متعباً فحضرت له الشاي ووضعت حبتين فيه، نام نوماً عميقاً، سرقت منه جهاز الهاتف النقال (الموبايل) وناديت على الفتيات الثلاثة… فاحداها تمتلك رقم اهلها واتصلنا بهم وزودنا بارقام اهالينا جميعاً …. وتحدثنا مع المهربين وزودناهم بعنواننا.
  • بعدها لم يدرك بانك تحدثت بموبايله ؟
  • انه معتوه … لا يمتلك معلومات كثيرة عن الموبايل …. فقط يجيد عملية الاتصال.
  • هل كررت العملية ؟
  • بالتأكيد .. في كل مرة كنت أضع الحبوب في الشاي …. ونبدأ بالاتصال مع الأهل ومع المهربين، ذات يوم قال لأحد الحراس : يجب ان نفتش هذه الفتيات الأربعة لعلا قد حصلا على هاتف نقال بطريقة أو بأخرى.
  • ماذا قال له الحارس ؟ هل تم تفتيشكم ؟
  • بالتأكيد تم تفتيشنا تفتيشاً دقيقاً، ولم يعثر على هاتف نقال… لاننا لم نكن نمتلك … وانما عملية الاتصال تجرى عن طريق هاتفه .
  • فعلاً عن طريق هاتفه هربتم؟
  • نعم …. تم التنسيق مع المهربين زماناً ومكاناً … وانقذنا الله.
  • شكرا لك يا أختاه…. ما نتمناه .. تحرير جميع المختطفات ….

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi