جروح شنكال لا تندمل
غزوان الخالتي
قبل بزوغ الفجر
حمامة نائمة
في عشها المتواضع
تحمي صغارها مِنَ الجوارح
التي عانت مِنَ الرحيل
مِنْ شجرٍ إلى شجر
مِنْ حجرِ إلى حجر
و مِنْ بيتٍ طيني إلى آخر
و أخيراً عشعشت على سطحٍ طيني
أهلكه الزمَنْ
و بعدَ ساعاتٍ
هاجمتْ عليها
أسرابٌ مِنَ الجوارح
التي خُلِقَتْ لتقتل
صوتها يرعب الحمامة
و بكل قِواها تدافع عنْ صغارها
فجُرِحَ كل جسمها
و بدأتْ تنزف دماً
و خُطِفَتْ صِغارها
تحولَ هديلها
إلى عويلٌ شق السماء
تستنجد الإله
فلا أستغاثة
و لَمْ يهرعْ لها طيرٌ آخر
فطارت ببطىءٍ شديد
مثقلةً بخطاها اليائسة
و تنزفُ مِنْ حيثُ لا تدري
تستغيثُ الصخرْ و الشجر
تستغيثُ اللاشيء
تركتْ صِغارها مذهولة خلفها
و هي تطير إلى الأمام
إلى أنْ وصلت اللامكان
تناجي الرب …. لماذا خُلِقَتْ ؟
لتكونَ فريسة الطيور الجارحة
فبقيتْ في جسمها جروحاً عميقة
لا تندمل أبداً
و لكنها ستبقى تطير إلى الأبد
إنها شنكال الجريحة
التي دنستها الدواعش
تحتَ راية تسمى ( الله أكبر )
و لكنها ستبقى شنكال شامخة
كشموخ جبلها الباسل
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية