أبريل 20, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الباحث/ داود مراد ختاري: قصص من كارثة شنكال ……(68)

قصص من كارثة شنكال ……(68)
الباحث/ داود مراد ختاري
نجوت بإعجوبة من مجزرة سبايكر.
تحدث الينا الناجي من مجزرة سبايكر (الملازم الأول  حجي شيخ جاسو محمود السموقي) من قضاء شنكال، مجمع دوكري. خريج كلية القانون والكلية العسكرية والدورة الخاصة في الأردن قائلاً:
قبل احداث الموصل كان مقر لواءنا في منطقة (عين الجحش) جنوب الموصل. بعد هزيمة إحدى افواجنا في المعارك مع الارهابيين الدواعش في قرية (خزييل) وعلى خلفية هذه الخسائر تم اقالة قائد الفرقة (18) اللواء الركن كمال سعدي حامد المولى. حيث تم تكليف العميد الركن اكرم صدام قائدا للفرقة 18 خلفا له. وبعدها بايام سقط الموصل.حيث انسحبنا الى مقر الفرقة في قاعدة (سبايكر الجوية) نفدت المؤنة لدينا .علما كنا نمتلك السلاح يكفي لمدة طويلة .بعد خسارة الموصل وانهيار في القطعات العسكرية.
أجتمع قائد الفرقة بالأمراء الالوية والافواج في يوم 12-6-2014، الساعة السادسة صباحاً وبعدها صدروا أوامرهم الى المنتسبين في الفرقة وطلاب القوة الجوية بإخلاء المعسكر والتوجه الى أهاليهم والبالغ عددهم   (1700) طالب ومقاتل لحماية النفط، ولكن كل ما صدر في الإجتماع كان الدواعش على علم به، ويبدو ان قائد الفرقة كان خائناً لان كان باستطاعته أن يقود معركة من أجل انقاذ المنتسبين الى بر الأمان وعدم تسليم الأسلحة والعتاد بكميات هائلة الى الدواعش بل ايصالهم الى المعسكرات الخلفية .كما قال قائد الفرقة ان انسحابكم وعدم قتالكم لن يؤدي الى محابستكم ومسالتكم قانونيا.وستلتحقون بوحداتكم في معسكر التاجي شمال بغداد لاحقا.
دب الهلع بين المنتسبين والجميع أدركوا بان القادة قد خانوا وسيسلمون المعسكر الى الأعداء ، فبدلوا الزي العسكرية بالملابس المدنية وتوجهوا نحو مناطق سكناهم ولكن الدواعش كانوا ينتظرون الجميع على الشارع العام وقاموا بجمعهم وسيرهم بمسيرات .هنا اود ان اشير الى ان عصابات سرقة قد نهبوا حقائبنا وامتعتنا  قبل جمعنا وكنت أنا من ضمنهم والدواعس صوروا الأرتال الزاحفة نحو تكريت ، وبثوا شريط فيديو الى العالم وقد أراني بعض زملائي عبر الشاشات، وبعد ذلك قام داعش بجمعنا وتسويقنا نحو قصور صدام في تكريت. وأنا شخصياً لم أكن أتصور بأنهم سيقتلون كل هؤلاء الشباب، بل أنهم سيصورونهم بالفيديو ليتباهوا بإنتصاراتهم والجميع سيذهبون الى ذويهم ، وحينها كنت مع زملائي الضباط في الفوج ومنتسبينا وأكثرهم من المحافظات الجنوبية وقررت مع نفسي أن أذهب الى محافظة البصرة ضمن مجموعة المقاتلين من اهالي تلك المحافظة. لاني أعلم لا أستطع العبور الى شنكال أو دهوك عبر الموصل، في هذه اللحظات رأيت اربعة من جنودنا إثنان من تلعفر وإثنان من عرب شنكال طلبوا مني الذهاب معهم والتوجه نحو بيجي ثم الى الموصل لكني رفضت وقلت لهم لا أستطيع العبور الى شنكال، وبعد نصف ساعة إزدادت أعداد الدواعش وحاصروا المنتسبين فلم يستطع أحد الانفلات والتوجه نحو بغداد وقطعوا كل الطرق المؤدية اليها، فقط حوالي (100) منتسب كانوا من المذهب السني من سكنة المحافظات الغربية السنية هؤلاء جميعاً توجهوا نحو بيجي.
أتصل بي أحد زملائي وقال : أنا متوجه نحو الموصل وهؤلاء الدواعش جلبوا الكومبيوترات لمعرفة مذهب كل شخص ويبدو أنهم سيقتلون من هم على المذهب الشيعي، لذا غيرت سيري وتكهنت بانهم سيعلمون بأني ايزيدي وسيقتلوني أيضاً وسرت نحو بيجي، بعد مسافة رأيت المنتسبين الآربعة وبعدها جاءت الطائرات وصوروا المشهد ، انهزم الدواعش والجميع تفرقوا وهنا ابتعدت عن الرجال الأربعة ، وبعد مسافة جاء  مدير إدارة  الفرقة (العميد الركن سالم من اهل الموصل / حي المنصور) بسيارته متوجهاً نحو الموصل اشرت اليه فعرفني وصعدت معه، عبرنا سيطرة بيجي نحو الموصل دون تفتيش، وأتصل بأحد زملائه وهو برتبة عقيد من قرية (….) العربية. وتوجهنا اليه خوفا من العبور الى الموصل، بعد ساعتين من الاستراحة وتناولنا الغداء وبتنا ليلة ، أعلمونا بان الدواعش قتلوا جميع المنتسبين من المذهب الشيعي والبالغ عددهم حوالي (1600) شاب الذين تترواح اعمارهم  (19 سنة الى 24 سنة)، بينما أطلقوا سراح من هم على المذهب السني وعددهم حوالي (100) شخص، وأنا كنت الوحيد من الديانة الايزيدية  في تلك القاعدة، لو كنت مع الشيعة لنلت نفس مصيرهم.
توجهنا بعدها الى قضاء الشرقاط حيث هناك مئات الدواعش في نقاط التفتيش على بوابة القضاء. لنتوجه من خلالها الى القيارة ومن ثم الى أربيل، وعند جسر القيارة لم نشاهد اعداد كبيرة من الدواعش مما سهل عبورنا.،ومن ثم وصلنا الى سيطرة مخمور.وبعد التدقيق عبرنا الى مداخل اربيل. وفي السيطرة رأينا أعداد هائلة جداً من الناس لا يستطيعون العبور الى مركز المدينة ، بقينا لفترة وجيزة ، طلب مني العميد بان نتوجه الى الموصل بعد أن أتصل بذويه ومعارفه عن الوضع في الموصل مدعياً هناك سيدخلون على الوالي من أجل التوبه، ويصبح طليقاً.
طلبت منه بعدم الاستعجال في أخذ قرار العودة الى الموصل : وفي الاثناء طلبت من العميد الركن سالم. ان نكون معا سوية في الأقليم ، لكنه أصر على العودة الى الموصل، وهنا وللتاريخ الموقف الذي سجله الشهيد عميد ركن سالم سيبقى خالدا في ذاكرتي. وللأسف بعد مرور فترة وجيزة على بقاءه في الموصل قتلوه الدواعش المجرمين، خوفاً من كشف حقائق مجزرة سبايكر ومن هم الذين تعاونوا معهم.
في سيطرة أربيل بقيت لفترة قصيرة كما اسلفت  حيث سمحوا لي بالدخول الى كوردستان بعدما تاكدوا من هويتي .
التقطت الصورة الاولى في الشارع العام المقابل لقاعدة سبايكر بعد أن غيرت ملابسي العسكرية.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi