مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

بيان من مركز لالش في الذكرى الـ 22 لتأسيسه

بيان من مركز لالش في الذكرى الـ 22 لتأسيسه

منذ الازل تمرّ المجتمعات الانسانية بمراحل متنوعة ومختلفة، تكتنفها الصعاب احيانا وتكون سلسة وبسيطة في باقي الاحيان.

والمجتمع الايزيدي على مرّ تاريخه القريب والبعيد، عانى ما عاناه من ظلم واضطهاد وجور بسبب الهوية الدينية اولا، وبسبب الانتماء القومي الكوردي ثانيا، ودفع فواتير باهظة من الدماء والضحايا على ايدي اعداء الانسانية واعداء الشعب الكوردستاني.

ومع توهج شرارة انتفاضة اذار الباسلة في عام 1991 انطلق الشعب الكوردستاني بمسيرته الخالدة نحو الحرية وتحقيق طموحاته المشروعة، وكان الكورد الايزيديين من ضمن تلك المسيرة، حين انبرت كوكبة منهم لتاسيس مركز لالش الثقافي والاجتماعي في 12/5/1993 في مدينة دهوك، وحظي تاسيس المركز بدعم كبير من القيادة الكوردستانية انذاك، علما ان تاسيس اي تجمع او جمعية ثقافية ايزيدية كان محظورا ابان فترة حكم النظام العراقي السابق المقبور.

لقد اظهرت التجارب الماضية، ان تاسيس مركزنا كان ضرورة تاريخية حتمية للكورد الايزيديين خاصة، حيث انبرى المركز للتصدي لكل المحاولات التي سبقت تاسيسه او تلته، والتي سعى القائمون عليها الى تشويه المعتقد والفلسفة الدينية الايزيدية مثلما سعوا الى تشويه الانتماء القومي الكوردي للايزيدية بوسائل اقل ما يقال عنها بانها انتهازية وتجافي التاريخ والجغرافية والمنطق.

منذ 22 عاما كان وما زال مركزنا محطة هامة للمئات من الباحثين والشخصيات الاكاديمية الاجنبية التي زارت وتزور اقليم كوردستان، ونحن نرى ان القائمين على مركز لالش منذ تاسيسه ولحد الان لم يدخروا جهدا في تقديم العون لاولئك الباحثين من خلال وضع ارشيف المركز الغني ومؤلفاته تحت اياديهم.

وناهيكم عن الخدمات الاجتماعية التي اضطلع بها مركزنا باعتباره مركزا ثقافيا اجتماعيا، ولاجل الدفاع عن حقوق الكورد الايزيديين فقد اضطر مركزنا الى لعب ادوار خارج منظومته الثقافية والاجتماعية، وخاصة عقب كارثة شنكال الماساوية التي نكلت باهلنا الايزيديين منذ مطلع شهر آب/ اغسطس 2014  والتي ما زالت تداعياتها المؤلمة مستمرة لحد يومنا هذا.

ومنذ وقوع تلك النكبة اثر اجتياح عصابات تنظيم داعش الاجرامي والارهابي لشنكال، اصبح الشغل الشاغل لمركزنا هو كيفية مساعدة اهلنا على تخفيف وقع الجريمة التي اصابتهم من خلال تواصلنا مع القيادات السياسية الكوردستانية ومنظمات انسانية وخيرية محلية واقليمية ودولية، وما زلنا نبذل ما بوسعنا لانقاذ ما يمكن انقاذه ومساعدة اهلنا المنكوبين على تجاوز هذه المحنة.

ورغم قساوة وبشاعة كارثة شنكال الاخيرة، فاننا لا نبالغ عندما نقول اننا ننظر بتفاؤل الى مستقبل الكورد الايزيديين في كوردستان، في ظل الدعم اللا محدود من قبل القيادة الكوردستانية الموقرة وفي ومقدمتهم رئيس الاقليم الاخ مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة الاخ نيجيرفان بارزاني.

واننا على ثقة مطلقة ان ما تبقى من المناطق الايزيدية المحتلة من قبل عصابات داعش الارهابية ستتحرر بسواعد قوات البيشمركة الابطال وتحت قيادة الرئيس بارزاني، كما اننا ندعو جميع اهلنا القاطنين في مخيمات النزوح المؤقتة ان يتحلوا بالصبر وان يكونوا عونا لبعضهم البعض، لان ما نمر به ليس بالجديد على الايزيدية الذين عانوا من 72 حملة ابادة (فرمان) وتجاوزوها لوحدهم، لكننا اليوم لنا من يدعمنا ويساعدنا ويدفع الدماء الزكية والطاهرة لتطهير ارضنا والقصاص من الارهابيين المجرمين، حيث لدينا قوات البيشمركة وقيادتها الحكيمة ولدينا الشعب الكوردي الذي قدم اجمل الدروس في التعاون والتاخي من خلال مساعدة نحو 400 الف نازح ايزيدي لجأ الى مدن وبلدات اقليم كوردستان منذ اكثر من 9 اشهر مضت.

وننتهز هذه الفرصة لندعو الى الالتزام بالقانون عند تحرير مناطقنا والابتعاد عن نوازع الانتقام وما سيعقبه من ردات فعل لن تكون في مصلحة احد، بل نطالب ان يكون القانون هو الفيصل في كل ما حدث من خلال معاقبة كل من تورط في التخطيط والاجتياح لمناطقنا، ومعاقبة كل من تلطخت يداه بالدم الايزيدي ومن تاجر ببناتنا ونسائنا ومن تستر على ذلك.

ولابد من تقديم الشكر والامتنان الى القيادة الكوردستانية على دعمها الكبير لمركزنا منذ تاسيسه الى حد يومنا هذا، كما نوجه التحية لجميع من خدم هذا المركز من شخصيات نكن لها كل الاحترام، ونؤكد ان مركز لالش سيبقى نبعا صافيا يصب في مجرى الثقافة الكوردية.

الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي

دهوك 12/5/2015

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi