مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

عادل مراد: مؤتمر مناهضة الارهاب ام مؤتمر مبايعة الارهاب والتطرف

مؤتمر مناهضة الارهاب ام مؤتمر مبايعة الارهاب والتطرف

عادل مراد

يثير المؤتمر الذي سمي بالمؤتمر العربي السني لمناهضة الارهاب والتطرف الذي انعقد بمحافظة اربيل على مدار يومي 17-18 من الشهر الحالي بتأييد اميركي ودعم بعض الدول الاقليمية الكثير من التساؤلات والتناقضات في مقدمتها استضافته للكثير من المطلوبين للقضاء وفقا للمادة اربعة، وامتناع الكثير من الشخصيات الوطنية السنية عن الحضور الى جانب تبينه خطابا ومنهجا طائفيا ليخرج علينا ببيان ختامي لايمت للحقيقة بصلة.

 

ومن هذا المنطلق ارتأيت بصفتي الشخصية كمتابع عن كثب لتطورات الاحداث والمتغيرات ان اضع النقاط فوق الحروف لكثير من المتناقضات وعلامات الاستفهام التي خلفها انعقاد المؤتمر في وقت كهذا

.

1- لايحتاج المتابع لمنهاج المؤتمر والمشاركين فيه وطريقة توزيع الادوار والكلمات التي القيت الى فطنة او ذكاء ليدرك من الوهلة الاولى بانه افتقر الى الروح الوطنية، وحمل طابعا طائفيا مقيتاَ، يتجسد في انه ضم فقط من يدعون بانهم يمثلون السنة في العراق، مع تقديرنا لكثير منهم، الا ان وجود مطلوبين للعدالة مدانين بالارهاب في الصف الاول من الحاضرين في المؤتمر ينسف كل الاسس والمقاصد والمتبنيات لدى المؤتمرين، وهو ما حدى بكثير من الشخصيات والعشائر الوطنية السنية الى مقاطعته.

2- ان الاشارات المتكررة في البيان الختامي الى محافظات عربية ستة يهددها الارهاب، مؤشر خطير اخر على الغاء الاخرين ودليل على الرؤية الطائفية الضيقة للمشاركين في المؤتمر، فالمحافظات المعنية سوى الانبار، فان الموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك هي عبارة عن خليط من مختلف المكونات وليست حكرا على من يدعون بانهم يمثلون اهل السنة، وعلى الرغم من التغييرات الديموغرافية التي اجراها النظام المباد منذ العام 1975 اي بعد توليه السلطة في العراق، فان الغالبية العظمى من كركوك وفقا لنتائج الانتخابات الاخيرة هم من الكرد على الرغم من استقطاع اجزاء كبيرة منها والحاقها بمحافظة صلاح الدين مثل مدينة الدوز التي تقع في غربي نهر دجلة واستقطاع قضائي كلار وجمجمال الكرديتين الكبيرتين والحاقهما بمحافظة السليمانية بقرار من الطاغية صدام حسين في آذار 1974……

 

واستقطاع اجزاء كبيرة من محافظة اربيل والصاقها بمحافظة الموصل مثل سنجار وزمار ومخموروسهل اربيل  التي حررت مؤخرا على ايادي قوات بيشمركة كردستان الابطال، وفي ديالى استقطع النظام مدينة كفري وخانقين والاقضية والنواحي التابعة لها مثل جلولاء والسعدية وغيرها من المناطق ذات الغالبية الكردية والحقها بالجزء العربي من محافظة ديالى وصلاح الدين، ونحن هنا لسنا في موضع التمييز بين الكرد والعرب في تلك المحافظات الى ان التصنيف الذي ورد في البيان الختامي للمؤتمر يملي علينا توضيع هذه التفاصل للمتلقين، لان البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد في اربيل تجاهل كليا حقوق الكرد واخوتنا التركمان والآشوريين , في تلك المحافظات وحاول اضفاء سمة كونها عربية سنية، فاذا لم تكن هذه المناطق كردية مستقطعة من كردستان فاين الحكمة في ان يقدم الكرد كل هؤلاء الشهداء الابرار لتحرير جلولاء والسعدية وسنجار وزمار من احتلال داعش الارهابي الدموي.فتحية للبيشمركة الابطال وقوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي والقوات الجوية العراقية والحليفة الاوربية الذين سجلوا ملاحم في البطولات والاقدام….تحية لمحرري جبل سنجاريوم امس

3-  يفضح البيان الختامي للمؤتمر غايات ونوايا المؤتمرين، فبينما ينعت البيان الختامي قوات الحشد الشعبي باشد العبارات ويصفها بالطائفية، وتناسى كذلك او لم تسعفهم الذاكرة بالاشارة ولو بكلمة الى الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة على الارهاب، فانه يدعو ابناء العشائر للانخراط في صفوف قوات الحرس الوطني، التي تحمل طابعا طائفيا وقد تكون نواتاَ لاستحداث تشكيلات عسكرية الهدف منها تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة تتقاتل فيما بينها على مدى أجيال.

4- ان انعقاد مثل هكذا مؤتمر يحمل طابعا طائفيا وغايات مبطنة يوسع الهوة بين ابناء العراق، فضلا عن انه يضع العلاقة المتوترة اصلا بين المركز والاقليم التي تحسنت مؤخرا على كف عفريت ويوسع الهوة الموجودة اصلا بين الجانبين.

5- ان تسمية المؤتمر (بالمؤتمر العربي السني لمناهضة الارهاب والتطرف) يلغي اي دور لابناء السنة في محاربة الارهاب وكانهم لم يكونوا سابقا في خانة محاربة الارهاب، ويطرح تساؤلين : الاول اذا كان اهل السنة ضد الارهاب والتطرف فما حاجتهم بمثل هكذا مؤتمرات، والثاني هو ان الجماعة يبدوا بانهم غيروا من ستراتيجتهم التي كانت تصف تمدد داعش في العراق بانها ثورة شعبية من قبل ابناء العشائر ضد الحكم في العراق، بعد ان ايقنوا قرب هزيمة داعش وفشل اهدافها ومخططاتها لاحتلال مدن العراق.

6- وضع البيان الختامي للمؤتمرين في اربيل قوات الحشد الشعبي وتنظيم داعش الارهابي في خانة واحدة وهو امر مستغرب ومستهجن في ان واحد، وانا لست هنا في موقع الدفاع عن قوات الحشد الشعبي او غيرها من التشكيلات التي اخذت على عاتقها محاربة داعش وايقاف تقدمه عندما فتح له ابناء المحافظات الاخرى ذراعهم واحتظنوه وانضموا في صفوفه لمحاربة ابناء بلدهم، الا انه كان الاجدر بالمؤتمرين ان يشكروا القوات الشعبية التي منعت سقوط بغداد وديالى وبابل وسامراء وتطوعت للدفاع عن الانبار وغيرها من المدن وقدمت الاف الشهداء ولو بسطر واحد، ام ان بصيرتهم لاترى سوى الجانب الفارغ من الكأس.

7- مطالبة اغلب الشخصيات المشاركة في المؤتمر خلال كلماتها باقامة اقليم سني او ان الوقت قد حان لاقامة الاقليم على اساس مذهبي، ما هو الا مخطط جديد مدفوع الثمن من قبل اعداد العراق وهو جزء من خطة بايدن لتقسيم العراق على اساس مذهبي، فاين ذهب المتباكون على وحدة العراق.

8- مطالبة البيان الختامي للمؤتمر الحكومة الالتزام بتعهداتها وببرنامجها الحكومي المعلن وإنهاء جميع مظاهر التسلح، فيما يطالب في فقرة اخرى بتسليح العشائر ويدعوها الى الانخراط في الحرس الوطني ويطالب الحكومة باصدار قانون العفو العام والغاء المساءلة والعدالة، ليطلقوا يد المتورطين بالارهاب او داعميه من جديد.

 

ختاما يبدو ان الاناء ينضح بما فيه، فكيف بمؤتمر يتزعمه ويديره مطلوبين للعدالة تلطخت اياديهم بدماء الشعب العراقي الصابر بان يخرج بغير ما خرج به هؤلاء، اولم يكن الاجدر بمنظمي المؤتمر التفكير مليا بابناء الشعب العراقي والامهات الثكالا وذوي شهداء الارهاب قبل دعوة رموز الارهاب وداعميه، وان يكون عنوان المؤتمر المصالحة ودرء خطر الارهاب وتمتين الوحدة الوطنية، عوضا عن تسميته بالمؤتمر السني العربي لمناهضة الارهاب، والم يجدر بهم عقده في بغداد او الانبار او الانتظار لحين تحرير الموصل وصلاح الدين، ام انهم ادركوا مؤخرا بانه لامكان لهم في العراق الجديد لمن ساوم وتاجر في قضية شعبه ووضع شرف وعرض ابناء بلده عرضة لاهواء الانجاس من مرتزقة داعش الاجانب.

 

عادل مراد

عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi