أبريل 16, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الباحث/ داود مراد ختاري:مجزرة كوجو الحلقة/9

مجزرة كوجو الحلقة/9

الباحث/ داود مراد ختاري

الناجي من المجزرة / نواف مراد بسي 1990، من أهل (كوجو)، تكلم عن حكاية نجاته قائلاً: كنا في الوجبة الثانية (13) شخصاً، تم تصويرنا بالموبايل قبل قتلنا، وبدءوا بالرمي علينا، كنا مصابين أنا وزميلي بجانبي (خلف خديدة) ، ومصاب آخر وهو (سلام سيدو عبيد) كان يدعوا من ربه بإنقاذه من هذا العذاب ويموت لكونه في حالة خطيرة، هربنا نحو القرية اثنان من الدواعش رمونا من احد الدور لكنهم لم يصيبنا باطلاقاتهم، هربنا نحن إلى (الخربة)، ثم إلى وادي قريب من القرية، كان الناس يرمون فيه عفشهم المستهلك، واختبأت بين المستهلكات، في هذه الاثناء هرب زميلي إلى جهة أخرى فانقطع الاتصال بيننا، وبقيت هناك لمدة سبعة أيام، في اليوم الثاني كان الجو حاراً، عطشت كثيراً، وأنا مصاب بثلاث إطلاقات نارية، ذهبت إلى دار قريب في الليل ، شربت الماء وأكلت رغيفاً من الخبز، صعدت إلى سطح الدار، كانت القرية هادئة تماما، فقط يصدح صوت القرآن الكريم من تلفزيون في أحد الدور، أعلمت بان الدواعش متواجدون هناك، حملت قناني ماء، ثم عدت إلى مأواي بين المستهلكات.

بعدها أدركت ان بقائي هنا اما أموت نتيجة النزيف، أو يتم القاء القبض علي من قبل الدواعش، توجهت نحو الشمال في اليوم السابع وفي الساعة الثامنة ليلاً ، ودخلت مزرعة في قرية (س) في الساعة العاشرة مساءاً، ورقدت على سطح دارٍ، وفي الصباح تم معالجتي من قبل صاحب الدار، مكثت أربعة أيام، ثم جاء ايزيدي آخر من أهل قرية (النسيرية) كان عجوزاً ومريضاً، طلب مني أن نخرج سوية، فقلت له : انك لا تستطيع السير والجو حار.

خرجت من القرية  نحو سوريا  وصلت  قرية (ك. ع) فيها بساتين كثيرة للزيتون ، اتجهت نحو الجسر في الطريق الممتد نحو الجبل، عبرت الشارع بين البعاج وشنكال، رأينا أن الجسر مقطوع لا أستطيع عبوره إلى الجهة المقابلة، وحارس من  الدواعش لاحني بضوء مصباحه من بعيد، كان هناك ثلاث دور، اختبأت هناك في بساتينهم، ووضعت القش على جسمي، في الصباح، سمعت صوت صاحب البستان، ينادي هل من بشر هنا !؟ لم أرد عليه، وتبين ان ارجلي غير مغطاة بالقش لذا رآني، ثم كرر كلامه، أعلمت بأنه أحس بي، لذا نظفت القش وخرجت وقلت له: أنا دخيلك، وقصصت له قصة أهل كوجو، بقيت عنده عشرون يوماً، فشكرته، ثم عدت ادراجي مرة أخرى إلى قرية (س).

وفي الطريق إلى القرية، كان الجو ممطراً، والأرض موحلة، لم أستطيع السير، رأيت بيدرين (كومين) من التبن في العراء، لذا اختبأت في إحدى البيادر، و سرت ثلاث ساعات متواصلة في الليل إلى أن وصلت القرية، كان هناك العديد من المواطنين يساعدون الناجين من المذبحة، لكن خوفاً من أزلام الدواعش ومحاسبتهم،  يتم الحفاظ عليهم بالكتمان والسرية.

وبقيت هناك ثلاثة أشهر، اتصلنا بعائلة شيخ عشيرتنا (حسين برجس)، وتم الاتصال ببعض الأشخاص كي يتم عبوري بمبلغ (3000) ثلاثة ألاف دولار، وبهوية مزورة ومكبوسة بصورتي  تحت أسم (نواف عمر محمد، سكن “البعاج”)، كان معي شخصان إلى شنكال، وفي المدينة تشاوروا فيما بينهم، وقالوا: سيطرة (شنكال – تلعفر)، تدقق في الهويات، فصعدت مع أحدهم في سيارة كبيرة للحمل (لوري)، ، هناك حارسان في السيطرة (نقطة التفتيش) ، لم نتوقف، عبرنا إلى الموصل، رفضت طلبه أن نتناول الطعام في المطعم، وقلت له، بالله عليك دعنا نتواصل ونعبر إلى كركوك، فكان يطمئنني بان لا خوف عليك داخل المدينة ولديك هوية بصورتك وأنت كالعرب (ترتدي دشداشة)، ثم ذهبنا إلى سوق الموصل واشترى لي بعض الملابس، وذهبت إلى الحلاق، وأحس الحلاق اني من عناصر الدواعش لان خلال ثلاثة أشهر لم استطيع الحلاقة، لذا كان يقول هل من التخفيف بعد.

صعدت في خلفية سيارة صديق لمرافقي نوع (بيك اب)، اتجهنا من الموصل إلى كركوك، عبرنا في أول سيطرة للتفتيش بعد تدقيق الهوية، والخوف يملكني، بعدها بمسافة سيطرة أخرى، طلب من السائق بصعود اثنين من حراسهم وإيصالهم إلى نقطة تفتيش قرب كركوك، وصعدوا معي الداعشين، وبدئوا يسألوني الأسئلة، من أين أنت ؟ وأين ذاهب؟ هل منتمي إلى المسلحين للدولة الإسلامية؟ حاولت أن لا اتداخل معهم في الحديث، لكن المسافة طويلة، وبدئوا يحرجوني بالأسئلة.

وفي ساحة كبيرة قرب كركوك ترجلت من السيارة وشكرت من رافقني، وصعدت بسيارة إلى كركوك، وهناك كان شقيقي في استقبالي قد أجر سيارة بمبلغ (400000) أربعمائةا الف دينار عراقي، واليوم نعيش في هياكل الابنية في خانكي.

والناجي من المذبحة (خالد مراد بسي 1983)، عن قصته التراجيدية قال: حينما تجمعنا في مدرسة كوجو، حضر والي الموصل وأمير شنكال وأمير قاطع القيروان (أبو حمزة الخاتوني)، وعند خروج كل وجبة يخرج معهم الخاتوني بسيارته نوع (جيب ابيض اللون) ليشرف على القتل، وفي الوجبة الثانية كان معنا (شهاب أحمد) نجل الكبير لرئيس العشيرة في القرية، امروا بالبروك على الأقدام والاصطفاف لغرض الرمي علينا، هنا خاطب شهاب أميرهم الخاتوني، (كانت الاتفاقية بيننا ان توصلنا إلى الجبل لماذا قمت بهذه الخيانة)؟

الخاتوني كان حاملاً سلاح (بي كي سي) رمى عليه بعشرة إطلاقات أمام أعيننا ، فارداه قتيلاً، ثم بقية ازلامه رموا علينا.

كنا من الجهة الشرقية للقرية، اصبت بطلقتين، انهزمنا اربعة أشخاص من المذبحة، بعد ربع ساعة، كان معي (نذير ابراهيم اسماعيل، عزيز بشار حولو، جمال خدر كتر)، اتجهنا صوب القرى العربية وكنا مصابين جميعاً، بعد مسافة (300)م، رأينا سيارة للدواعش تتجه صوبنا، فقلت لهم اهربوا واختبئوا في الوادي لكنهم لم يستطيعوا لكونهم مصابين، وأنا هربت وببعد مسافة اختبأت تحت قش للأرض الزراعية، حينما وصلت اليهم السيارة ، قتلوهم، ولم يشاهدوني، وفي الليل خرجت نحو الحاتمية، عند بستان للزيتون بقيت هناك لوفرة المياه والخضار، وصلت إلى قرية (صولاغ) ثم الجبل، بعد ستة ايام من السير ليلاً والاختباء نهاراً.

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi