أبريل 20, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خضر دوملي: عار المجتمع الدولي وعظمة الايزيدية

عار المجتمع الدولي وعظمة الايزيدية

خضر دوملي

يبدو ان العار الذي يلحق بالمجتمع الدولي من جراء استمرار خطف داعش للايزيديات بات امرا واقعيا، وباتت الادعاءات التي يطلقها البعض هنا وهناك، بأنهم دعاة للسلم، وبأنهم حاملي للرسالة الانسانية في الحفاظ على البشرية ليست سوى جزء من الخطط الكبيرة لهم لاقرار مستقبل المنطقة ومستقبل الاخرين بعيدا عن معاناتهم وتوجهاتهم، في وقت لا احد يذكر التحدي الكبير والعظمة الايزيدية في تحمل اثار هذه الصدمة غير الانسانية ألا باشارات قليلة .

ان الاثار النفسية الكبيرة التي خلفتها عمليات داعش بخطف اكثر من اربعة الاف أمرأة وطفل وممارستها لابشع المظاهر والسلوكيات غير البشرية ضدهم، الحجز والتعذيب، فصل الابناء عن الامهات، تزويج فتيات صغيرات السن لم يتجاوزوا الـ 13 عاما عنوة، أجبار النساء والرجال كبار السن على اعتناق الاسلام، حجز العوائل في قرى كسجون مفتوحة وفي ظروف انسانية صعبة لايمكن ان توصف، الاوضاع التي يعيش فيها النساء في المنازل وهن في وضع (عبيد) تمارس ضدهم تدريجيا اكبر الانتهاكات، طفل في السابعة نجى من براثن داعش قال ” كنت أجوع كثيرا، ولم يكن هناك طعام كافي، ولم استطع ان امضي الوقت الكثير مع امي لأنها كانت تخفي وجهها بين النساء كبيرات السن كي لايأخذوها منًنا”. كيف سيكون مستقبل هذا الطفل الذي الى الان نجى اكثر من 130 منهم من براثن داعش ولم تتحرك مؤسسة دولية بالعمل عليهم بسرعة قبل ان تصبح ممارسات داعش راسخة في اذهانهم.

كل هذه الممارسات، والعالم انهى التقليد السنوي للـ 16 يوما بوقف العنف ضد المرأة، والنساء الايزيديات يتعرضن لأبشع صنوف العنف، والاطفال يذهبن في مصير مجهول، الدول تتشدق بدفاعها عن حقوق الانسان، والعمل من اجل وضع الاستراتيجيات الوطنية لتطوير واقع المرأة والنساء الايزيديات يتم تبادلهن كغنائم حرب وجوارى وعبيد… أي عار للمجتمع الدولي هذا في القرن الواحد والعشرين وعصر التكنولوجيا وحقوق الانسان وتعزيز المواطنة والتعايش واطفال الايزيدية وفتيات بعمر الزهور لايعرفون ماذا حلت بأمهاتهم واسرهم ،،، ولا احد يتحرك جديا لأنقاذ النساء الايزيديات ولا جهة دولية او مؤسسة وطنية عراقية وضعت اسس و اليات لمواجهة هذا الملف الخطير والكبير .

داعش في وسط العراق تسبي النساء وتبيعهم وتهدي الفتيات كجواري ولم نسمع أدانة صريحة من قبل الكثير من المؤسسات المؤثرة على مستوى العراق، انه اقل ما يمكن ان تفعلوه لتقليل بعضا من آلام ومعاناة الامهات والاباء الذين ينتظرون كل يوم عودة عزيز لهم او عزيزة لاتزال في سجون داعش ومنازلهم وجوامعهم و اقبيتهم الخطيرة  في تصدورا بيان ادانة او تطالبوا باطلاق سراح هؤلاء الابرياء.

هذا الملف الذي لم يأخذ بعد البعد والاهتمام الدولي الكافي يقابله في الطرف الاخر اصرار كبير من قبل المجتمع الايزيدي، يظهر فيه للعالم تسامحه وعظمته في احتضان الناجيات اولا و الصبر على تحمل هذه الماساة الكبيرة . عظمة و قوة المجتمع الايزيدي الكبيرة التي تتمثل بأنه يعمل بهدوء و يحاول ان يخبر العالم بحجم هذه المأساة وتأثيراتها المستقبلية، ويفتح ذراعيه للناجيات ويقدم لهن كل السبل الممكنة لكي يعيشوا ويندمجوا مع المجتمع بسرعة وسهولة، المرجع الديني الذي كان عظيما وشدد على ان كل الناجيات والناجيان هم ابرياء مما تعرضوا له في سجون داعش.

ترى كيف سيكون موقع و وضع عائلة فقدت عشرة او عشرين من افراداها الكثير منهم مصيرهم مجهول لو استمر الوضع لما هو عليه  والمجتمع الدولي بعد مضي اكثر من اربعة اشهر لايزال يدقق ويتفرج ويتابع ويريد ان يتأكد  من العدد، قد يكون رقم او عدد المخطوفات قليلا بنظر بعض المؤسسات والجهات الدولية لكنه كبير قياسا الى نسبة الايزيدية الذين يبلغ عددهم حوالي (600000 ) ستمائة الف نسمة في العراق – طبعا منهم اكثر من (4000) مخطوف لدى داعش ؟.

لابد للعالم ان يخجل من نفسه ومن مبادئه تجاه محنة الايزيدية هذه، لابد للمؤسسات الدولية المؤثرة والفاعلة في تغير مسار وجود داعش ان تتحرك مسرعة لانهاء هذه المأساة والا لن ترحمها الاجيال الايزيدية القادمة وستصبح عفوا اصبحت وصمة عار في جبين الانسانية .

 

khidher domle

Media trainer & freelance journalist
Dohuk –  iraq kurdistan region
Mobel: 009647504455213

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi