أبريل 19, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

زهير كاظم عبود: كيف يمكن ان يرفع الأيزيديين هاماتهم ؟

كيف يمكن ان يرفع الأيزيديين هاماتهم ؟

زهير كاظم عبود

ربما ستترك الفاجعة التي حلت بين الايزيديين أثرها الإيجابي في المجتمع الأيزيدي ، وتدفع بهم للتفكير مليا في وضعهم الإنساني والديني ، كما أنها يجب ان تكون عاملا من عوامل التوحد والتآخي ونبذ الفرقة والانشطارات والاختلافات التي تتفشى في داخلهم ، ربما سيكون هذا الضرر دافعا لصحوة أيزيدية تجعل التضامن الأيزيدي أكثر قوة ، وتزيد من توحدهم والتفكير مليا بمستقبلهم ومستقبل أولادهم .

الفرمان الوحشي الذي حل بالمجتمع الأيزيدي لم ينهش اللحم كما في كل الفرمانات السابقة ، هذا الفرمان وصل الى العظم ، ومن يتحمل مثل هذه الجراح البليغة والعميقة لابد له من التفكير بعلاج شافي وواقي ، ولابد له أيضا من تجنب وقوع مثل تلك الفاجعة الغادرة ، والتي ما كان لها أن تقع لو كانت هناك صحوة وتيقظ ، وما كان لها أن تقع وبهذا الشكل لو كانت هناك ضمائر وعيون منفتحة وحارسة وأمينة .

الاختلاف في الرؤى السياسية يشكل وجهات نظر لا يمكن أن تتحول الى ضغائن وافتراق وضعف ، وهاهو الموت يحل بين ظهرانكم لا يفرق بين زيد او زياد ولا بين شيخ أو بير ، وها هي الجرائم ترتكب بحقكم دون أي اعتبار لوجهات نظركم السياسية ، وها هي الجرائم تذبح اطفالكم وتسبي حرائركم دون ان يتعرف الداعشيون على مكاناتكم ودرجاتكم الدينية .

ربما ستحرك هذه الفاجعة الضمائر ، وتحرك السكون ، وتدفع للتأمل والتفكر بما حل وبما سيحل غدا عليكم ، وهي واقعة وقعت عليكم أن تزيلوا غبارها وتمسحوا الدماء المتيبسة ، وعليكم أن تطردوا كل بهائم الزمان من أرضكم ، ثم تغسلوا آثار التدنيس التي تركوها خلفهم ، وبعد كل هذا عليكم أن تفكروا بقلب واحد وبضمير عادل ومنصف عن مكامن الخلل ، وأن تفكروا كثيرا في أسباب التباعد والتباغض والفرقة التي جعلت الأيزيديين أضعف المكونات ، مع انها من أقواها وأكثرها عددا .

أزيلوا الغشاوة عن اعينكم فما عاد لكم عذرا فأنتم تواجهون التاريخ والمستقبل .

اقلبوا صفحة جديدة على ما مضى من غفوتكم الطويلة وأرفعوا قاماتكم عالية فلستم أقل طولا وباعا من غيركم .

لن يكون لكم عذرا غير وحدتكم ومحبتكم لبعض ، ففي هذا التوحد تكمن اسرار القوة ، وفي هذا التراصف ستحققون المكانة التي تليق بكم .

انتقدوا ولكن بأنصاف ، واختلفوا أيضا بأنصاف للتوصل الى حقيقة ما يخدم الناس ،  فالأنسان أثمن الأشياء  ، وأكتبوا فأنتم تحملون القلم مثلما تحملون البندقية فحذارا أن تهدروا رصاصاتكم بغير صدور العدو ، وحذار من رصاص الكلمات .

اليوم أنتم في الساحة مشردين وجثث لم تزل مرمية في العراء ، واطفال بلا مأوى ، ونساء أسيرات منكسرات بانتظار بارقة أمل لتخليصهن من أنياب الكلاب المسعورة ، واليوم خلاصكم بوقفتكم وبصحوتكم ، واليوم ليس لكم سوى المحبة واليقظة والتوحد وافتداء الأهل والأرض والعرض بالروح وبالمال .

كونوا اهلا لها وأجعلوا من يوم  بدء الفرمان الداعشي صفحة جديدة تحل بينكم تحبون بعضكم وتزيلون خلافاتكم وتتوحدون ،  وتقاتلون بشرف وببسالة ، وبذلك ترفعون هاماتكم عاليا للغد .

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi