مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حسن الخفاجي: أغنياء يستجدون من الفقراء

أغنياء يستجدون من الفقراء

حسن الخفاجي

الطبيعي ان يطرق الفقراء أبواب الأغنياء طلبا للمساعدة، لا أن يقف الأغنياء على أبواب الفقراء ورزم الأموال بأيديهم يطلبون المساعدة !

عرض ثري عربي مليون دولار  ثمنا لسيارة رئيس الاورغواي خوسي موخيكا ، علما ان سيارة الرئيس الفقير الزاهد موخيكا من نوع فولكس واكن موديل ٨٧ ، لا يساوي سعرها في الاورغواي أكثر من ١٨٠٠ دولار.

قرر موخيكا ان يمنح جمعيات تهتم في الفقراء ثمن سيارته اذا باعها ، لكنه  احتفظ بسيارته التي ستصبح أغلى مقتنيات شعب الاورغواي بعد حين.

لماذا حاول الثري العربي شراء سيارة موخيكا.؟

لانه لم يجد من زعماء امته من هو زاهد وفقير لم تلوثه السلطة ويلوثها، حينها يمم وجهه صوب رئيس الدولة “الكافر”  ، الذي اصبح مثالا للزهد والنزاهة !.

تعودنا مشاهدة أغنياء ساسة العراق يطرقون أبواب الفقراء قبل كل انتخابات يستجدون أصواتهم مقابل وعود وأموال وهدايا.

في مقالي الموسوم “دول نفطية ودول  عفطية ” قسمت الدول إلى ثلاث أصناف دول نفطية ودول غير نفطية ودول عفطية: تلك الدول التي تملك النفط وشعوبها جائعة ومتخلفة.

عندما يتحول النفط على الشعوب من نعمة إلى نقمة ، حين يجلب الطامعين ويسلط الدكتاتوريين والسراق ، وعندما يتحول عند بعض الشعوب إلى أداة للخدر والتباهي الفارغ  ، حينها يصبح الاعتماد الدائم والوحيد على النفط  كمصدر أساسي وحيد للثروة وهذا هو حال اغلب البلدان العفطية العربية. لانها تترك المصادر الأخرى الضرورية  دون استثمار.

من خلال إقامتي في تايلاند لفترة  شاهدت مئات الخليجيين في مستشفيات تايلاند . جاءوا من أغنى الدول للعلاج في أفقر الدول!!!.

لم تملك تايلاند و الأردن وتونس ولبنان والهند النفط ، لكنها امتلكت ناصية العلم ، واستغلت فقرها وقلة مواردها للاستثمار في التعليم ، فلا غرابة ان نجد مرضى وطلاب البلدان العفطية يقفون على أبواب  مستشفيات وجامعات وحتى مدن السياحة في البلدان الفقيرة ، ما ميز تلك البلدان عن غيرها إنها استثمرت محنتها وفقرها وعرفت الطريق الأسلم والأكثر صوابا للرقي.

لم تملك سنغافورة وماليزيا النفط ، لكنهما قفزتا وأصبحتا في مقدمة البلدان المتطورة والغنية. كان احد أهم أسباب قفزتهما هو الاستثمار الأمثل في التعليم وبناء قاعدة تعليمية علمية متينة لتصبح منطلقا لرقيهما وتقدمهما التكنولوجي والصناعي والبشري.

أجد ان قصورا وتقصيرا كبيرا أصاب ويصيب قطاع التعليم في مراحله كافة ، ابتدأ من مدارس الطين والقصب والخيم الابتدائية والمتوسطة ، انتهاء بجامعات أهلية هدفها الأول والأخير الربح فقط دون الالتفات للعلم ، وجامعات حكومية أسست دون توفير كادر متخصص.

ليس عيبا الاستعانة بتجارب الغير أو الاستعانة بخبرات أساتذة عراقيين مختصين انتشروا في أرجاء المعمورة ، لكن الفاشلين الممسكين بالمراكز المهمة والدرجات الوظيفية العليا في وزارتي التربية والتعليم العالي يختلقون الأعذار والحجج  كي لا يعود الأساتذة العراقيين المغتربين الى العراق ، لأنهم يخافون على مواقعهم ، كي لا يكشف فشلهم وتخلفهم وعجزهم.

على وزارتي التربية والتعليم العالي دعوة الأساتذة العراقيين المغتربين ولو للاستشارة فقط ، علما ان اغلبهم مستعد للإسهام بخدمة العراق عبر طرح خطط للارتقاء بالتعليم والدعوة لمؤتمرات علمية تطرح ورقة إنقاذ التعليم ورفعه من مستواه المتدني ، الذي يعيشه إلى مستوى تعليم دول الفقراء في الهند وتايلاند وتونس والأردن  .

تابعت كتابات المختصين في مجال التعليم ووجدت كتابات الأستاذ الدكتور محمد الربيعي، تطرح خططا علمية وعملية لإنقاذ  وتطوير التعليم العالي.

كي نضمن مستقبل شعبنا وأجيالنا ، ولكي لا نبقى ضمن قوائم الدول العفطية ويظل مرضانا وطلابنا، الذين يدرسون في الخارج على حسابهم الشخصي لقمة سائغة لمافيات نشطت واستثمرت شيطنتها في سلب هؤلاء اموالهم، كي نرفع من مستوى الدخل والوعي علينا الاستثمار في التعليم.

الآمال معقودة على الدكتور حسين الشهرستاني للاستعانة بخبراته العلمية والاستعانة بالأساتذة العراقيين المغتربين .

“إذا  ما الجهل خيم في بلاد           رأيت أسودها مسخت قرودا”

 

Hassan.a.alkhafaji@gmail.com

الأحد 23 – 11 – 2014

 

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi