مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مجزرة كوجو / الحلقة/2

مجزرة كوجو / الحلقة/2

الباحث/داود مراد ختاري
الناجون وآلامهم حتى وصولهم الى بر الأمان

كوجو تلك القرية التي سجلت رقماً قياسياً بالتضحية من أجل العقيدة والتمسك بالأرض، وستبقى مجازرهم وصمة عار في جبين وتاريخ الاعداء.
إصطحب أمير منطقة شنكال (ابو حمزة الخاتوني) يلقبه البعض (ابو حمزة الحميدي) مجموعة كبيرة من الدواعش، بعد أدائهم صلاة الجمعة ليوم 17-8-2014، توجهوا نحو قرية كوجو، وسبقتهم شاحنة (شفل – حفارة ) فدخلوا اعدادية القرية.
أدلى لي أحد الناجين من قرية كوجو المدعو (نافذ هادي حسين 1997)، طالب في الصف العاشر/ الدراسة الكردية، متحدثاً عن المجزرة قائلاً :
جمع داعش الاهالي في المدرسة، فسلبونا الاموال والموبايلات، وطلبوا منا الدخول في دين الإسلام  فرفضنا، قلنا لهم لا نترك عقيدتنا.
كان الدواعش قد أخذوا مجموعة من أهالي القرية بينما طلب مني أحدهم جلب الماء،  فجلبته ورأيت الوجبة الثانية قد صعد قسم منهم  السيارات بأمر الدواعش و صعدت مع والدي .وعلى حافة مجرى وادي جاف يبعد عن القرية بحدود  500 متر  توقفت السيارات وترجلنا منها وأمرنا بالجلوس على الركب وما أن نفذنا أمرهم حتى  بدأوا بالرمي علينا تساقطت الجثث ، وشاءت الأقدار أن أكون تحت الاشلاء، أما والدي فكان من بين الأموات ، تأكدت من ذلك حين حركت جسده ، نظرت حولي وإذا بإثنين من رفاقي قد نجو بأنفسهم راكضين مبتعدين عن مكان الجريمة فتهيأت للفرار بنفسي وركضت الى مسافة، فرمى بإتجاهي أحد الدواعش إطلاقات نار، فأجبرت الى العودة بإتجاه المجزرة وإختبئت تحت الاشلاء.
وصلت طائرات الى أجواء القرية فإنهزم الدواعش، وعددت جثث الشهداء فكانت سبعة شهداء , وبعد برهة هدأت الأجواء فانهزمت مرة اخرى، والتحق معي زميل قد نجا أيضا ، التجئنا الى مزرعة قريبة، وهناك عثرنا على قناني ماء بلاستيكية فروينا عطشنا وحملنا ما استطعنا معنا، ثم بدأنا بالسير، فوصلنا الى  مزرعة فيها دواعش، لم ندخلها، سرنا الى جوارها وإجتزنا المزرعة لمسافة ، فإلتقينا بأربعة آخرين من القرية هم كل من (سامح بسي مراد، كجي عمو، سعد مراد ، فارس شهاب كتي)،ووصلنا الى مزرعة أخرى  كان فيها عجوزان، سألونا هل هذه مزرعتكم ؟ متوقعين اننا أصحابها لأنهم كانوا أيضاً من الشاردين المنهزمين من قبضة داعش ، إجبناهما لا لسنا سوى فارين . و زودونا بالمياه،  وعبرنا وادي قريب من  المزرعة فشاهدنا جثتين لشهداء ايزيدية ، وتوجهنا نحو منطقة (قنى)، فوصلنا مزرعة، صعدنا الجبل بعدها ونفذ الماء لدينا، شاهدنا راعي ايزيدي من الفقراء، فدلنا على نبع ماء قريب  إرتوينا منه، وتناولنا الفطور الذي زودنا به الراعي هناك، ثم توجهنا الى الجبل، وبعد ثلاثة ايام قوات الجبل فتحت  لنا الطريق نحو سوريا ، وفي سوريا صعدنا بسيارة قلاب فيها جثة، رافقناها الى زاخو.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi