أبريل 19, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مجزرة كوجو حلقة/ 1

مجزرة كوجو  حلقة/ 1

الباحث/ داود مراد ختاري

كوجو تلك القرية الجميلة التي تقع جنوب غرب مركز قضاء شنكال (23) كلم، وهي تابعة الى ناحية بليج، قضاء البعاج، وقد تعرضت الى أبشع جريمة في التاريخ، ومن خلال دراسة توثيقية سنسلط الضوء على هذه المجزرة وأنشرها على شكل حلقات يومية.
عدد العوائل وفق البطاقات التموينية (344)،  مجموع الافراد  1603 (الناجين ذكور 303…..اناث 271 ) و المخطوفين والشهداء (ذكور520…..اناث 509).
يقول (إيهاب علي جدعان المندكاني 1990)، من اهل كوجو: طالب كلية الاداب – جامعة دهوك/ المرحلة الرابعة، يوم 3-8  كانت هناك معارك في (سيبا شيخدر وكرزرك)، وفي الساعة السابعة اندلعت المعارك في تل قصب، (كوجو 23 كلم جنوب غرب مركز القضاء) وما يحيط بها كل القرى العربية، عدا الحاتمية تقع شمالها (8-10) كلم ساكنيها أيضاً من ابناء ديانتنا،
بينما يتحدث عن المجزرة (مروان جدعان حولو) قائلاً: خرجنا من كوجو في الساعة السابعة صباحاً، كان بمعيتي (40) شخصاً، القي القبض علينا، لكن العدو الداعشي استهدفنا بالعيارات النارية كالمطر، فانفلتنا منهم (أنا وابني “آلان”، سهيل محل، حمدي مراد، وسهى مراد)، اتجهنا نحو الجبل ووصلنا مبتغانا عند (جل ميران) بمسافة عشر ساعات متواصلة بالسير والخوف، وبقينا سبعة أيام دون أية مساعدة تذكر تحت وطأة الجوع والضمأ، كنا نطبخ الحنطة ونأكلها، رأينا في الطريق أطفال يموتون من العطش، اما البقية الذين القوا القبض عليهم رحلوهم الى تلعفر، وتم تفريق البنات عن العوائل والذكور عن الاناث.
ويقول عزت عباس اسماعيل من اهل كوجو: لقد خرجنا من كوجو الساعة السابعة من يوم 3-8 الى شنكال في بيت علي جدعان، لكن رأينا الاوضاع متوترة، فاتجهنا نحو الجبل وفي منتصف الطريق اخبرني الوالد بالعودة، لكني اقفلت موبايلي واتجهت نحو الجبل وكان بمعيتي (اخواتي الثلاثة ووالوالدة واربعة اطفال)، والقي القبض علي بالقرب من ملعب شنكال، وقال لي أحد الداعشيين باللغة الكردية (بةراز كودةجي- أي أيها الخنزير الى أين متجه؟، أين محميتكم من البيشمركة الذين هربوا من القوات الاسلامية، وخاطب الجميع: بقوة قليلة استطعنا احتلال شنكال بسهولة، ووضعوا الرشاشة في رأسي أقتلك يا خنزير، لكن لبكاء كافة العائلة تركني، وبقينا ليلة شرق الملعب، ورأينا بان (سهيل محل حسو) قد هرب من ايدي الداعشيين ويهرب فناديناه وجاء الينا، وفي يوم 4-8 اتجهنا نحو وادي (كلي زرو)، بقينا في الكهوف ليلتين، ثم اتجهنا نحو (سردشت) بالقرب من (جيل ميرا)، وبقينا هناك خمسة أيام بدون أكل، ثم الى كرسي والى فتحة الحدود مع رؤز ئافا.
(صفوان عباس رشو 1998 )، أحد الناجين من مذبحة الموت الحقيقي: كنا في البيت حينما هرب الحماة، قالوا سنذهب الى القتال وسنعود، كانت المعارك في (سيبا وكرزرك)، بعض الناس خرجوا والتجؤا نحو الجبل أما الاكثرية بقوا في القرية، وقالوا بان الذين خرجوا تم القاء القبض عليهم فالناس خافوا من الخروج، وقالوا بان الامير الداعشي سيأتي الى القرية، وحينما وصل الامير(ابو حمزة الخاتوني)  رفعوا الاهالي الرايات البيضاء، طالب الامير بجمع اسلحة القرية عند المختار (احمد جاسو)، وفي كل يوم هذا الامير كان يزور مضيف المختار، كان يطمئنهم بالسلام، بعد اربعة أيام من تسليم الاسلحة طلبوا منا الاستسلام أو الموت المحقق، حدد الموعد من (الخميس الى الاحد)، واثناء المهلة كان (احمد جاسو) يتواصل مع شيوخ العرب في المنطقة للتوسط من اجل تمديد المهلة المحددة، وفي يوم السبت جاءنا نفس الامير وقال لقد تم تمديد المهلة الى الاربعاء القادم، وفي يوم الثلاثاء الساعة العاشرة ليلاً، جاءنا ليبشرنا لقد أعفينا عنكم وابقوا على دينكم مادمتم مصرين على بقاءه بناءاً على أوامر الخليفة (أبو بكر البغدادي)، بعد انتهاء المهلة توسط (أحمد جاسو) كي يتم التعامل معنا اسوة بالاخوة المسيحية نخرج من القرية بدون أية مصوغات ذهبية وأموال، فقبل الامير ذلك بعد يومين، كنا بانتظاره ليخرجنا، وبعدها بعدة أيام جاءنا رتل من (15) سيارة محملة بالدواعش، طلبوا منا التجمع في ثانوية كوجو للبنين، الجميع حضروا فيها، ووقفنا سياراتنا بالقرب من الثانوية، وفي باب المدرسة كان شخصاً يفتش ويأخذ الموبايلات، ووقفنا في الممرات وكل واحد منا أحضر له قنينة ماء، طلبوا من النساء بالصعود الى الطابق العلوي والرجال يبقون في الطابق السفلي، وعندما جاء الامير(ابو حمزة الخاتوني) الى المدرسة طلب ان يأتي اليه (احمد جاسو) وكان جالساً في ادارة الثانوية، طلب من الجميع أن يجمع الذهب والاموال في حقيبة سوداء، نفذ الجميع طلبه، ثم خاطب الامير الخاتوني قائلاً (قلنا لكم اتركوا الجاهلية واسلموا، لكنكم لم تستجيبوا لاوامرنا، الان من يود منكم ان يتخلى عن عقيدته سيبقى على داره وامواله وقريته، أما البقية سنخرجه الى الجبل، ثم جاء داعشي آخر ترجم كلمة الأمير الى الكردية، ثم قال لهم ألمختار: يا أهالي القرية، أنا سأخرج الى الجبل من يأتي معي فليأتي ومن يود البقاء في القرية لا نمانعه، قال الجميع بصوت واحد سنخرج معك الى الجبل.
وهنا طالب الامير من القرية اصعدوا في السيارات وجبة وجبة، على أساس للخروج الى الجبل، خرجت أول وجبة من (30- 40) شخص محمملين بسيارتين، تم رميهم في واد بالقرب من القرية (500م) جنوب القرية بالقرب من البرج، لكننا لم نحس بصوت العيارات النارية نتيجة الضوضاء في الداخل، وفي الوجبة الثانية، صعدت في سيارة نوع (فاو)، ولكن فوجئنا بانه انحدر من الشارع نحو ناحية قيروان (بليج)، قال أحد الداعشيين: لماذا بقيت على جاهليتكم تستحقون القتل، قال عفدو عمو: يا الاهي بانهم سيقتلوننا او سيودعنا في سجن، وكانت سيارة دير امامنا محملة بالرجال ووصلوا الى خزانات المياه فاصطفوهم شرق القرية من ناحية المتيوتة، وقفت سيارتنا ببعد 100م، ورموا علينا بالعيارات وقالوا الحقوا هؤلاء المصطفين، وحينما وصلنا اليهم قال (صالح موكري) من اهل قريتنا اصطفوا سيقتلوننا جميعاً، وعندها أصبحنا صفين، كنت في الصف الامامي وكنا على جلوسا على الركبتين  وكان معي كل من (رافد سعيد وشقيقه نافع سعيد، ووالدهم سعيد عمو، عفدو عمو، غالب الياس، خدر حسن، ادريس بشار، سعد حجي، أمين بشار، صالح خدر، سالم خدر، صالح موكري وشقيقه رفو موكري، خليل بشار، فراس فيصل، جلال شفان، خدر خلف، طلال نايف جاسو، نوزت صالح وشقيقه شيرزاد صالح، حاونج خلف، وثلاثة أخرين إثنان كانوا من طبقة الشيوخ من دوميز غرب جنوب شنكال ضيوف في بيت حسن كالو، وشخص آخر، ادركت بانهم يقتلون الصف الخلفي، كان على يساري (رافد سعيد) رمى نفسه على الارض وامسكني معه على الارض، أصيبت بثلاث اطلاقات لكن رافد اصيب باربع اطلاقات، وحينما كانوا يرمون الاطلاقات الجميع كانوا يقولون (يا خودي يا طاووس ملك)، وسمعناهم قالوا لنأتي بوجبة أخرى قبل أن تأتينا الطائرات، فانسحبوا، ولمدة ربع ساعة كنت ممتداً، ورأيت بانهم رموا الوجبة الثالثة على ساتر الوادي 500م جنوب شرق القرية القريب من البرج بالقرب من مكان الوجبة الاولى، علماً ان القَتَلة كانوا من عرب المتيوتة  والخاتونية وكيجلا والعكيدات وكنا نعرف بعض منهم، وفي الوجبة الرابعة تم قتلهم في حوض للبئر الارتوازي من الجهة الغربية وكنت أسمع الرمي عليهم، وهنا رأيت بان السيد (كجي عمو) قد نهض من بيننا، وكان خلف شقيقه عبوتين من الماء وبهما أروى جميع المصابين، وبعدها انهزم عبر ساتر بالقرب منا، وحينما لاحظته فهربت ايضا بنفس الاتجاه، ثم جاءنا فارس شهاب. ووصلنا الى غرفة في بستان (عباس قاسم مطو) لاحظنا وجود شخص اسمه (سعد حجي) كان مصاباً لم يستطيع الهرب معنا فبقى هناك، ثم رأينا (ادريس بشار سلو) كان مصاباً باربع اطلاقات ويزحف لا يستطيع السير، اتجهنا نحو رعاة (ال بسكي)، شربنا الماء، واختبئنا في وادي بين كوجو والحاتمية، من منتصف النهار الى المغرب وأصبح عددنا ستة (صفوان عباس رشو، كجي عمو سلو، فارس شهاب أحمد، نافذ هادي حسين، سامح بسي مراد، سعد مراد ملحم)وكنا نشاهد النساء والاطفال محملات بالسيارات متجهين نحو مدينة شنكال ،وحينما أسدل الظلام، اتجهنا نحو الجبل، وفي الطريق رأينا حركاتهم ولكون اهل الحاتمية قد هربوا قبل أيام لذا كانت الحاتمية مقر قواتهم فلم نستطيع التقرب منها، اتجهنا ما بين تل قصب القرية القديمة والحاتمية، وعندما لاحظنا بتخفيف حركاتهم نهضنا واتجهنا نحو قرية (خدر شيخو) بقينا ثلاثة أشخاص أمام الساتر للمراقبة وذهب ثلاثة لجلب الماء، وكانت القرية خاوية من البشر، لكن الكلاب منعتنا من الدخول وهاجمت علينا لانها شمت رائحة الدم من اجسادنا وكانت جائعة، لكننا استطعنا الحصول على الماء، ثم اتجهنا نحو مزرعة (حجي)، وحينما سمعنا أصوات من السطح، والغرفة منورة، لذا اسرعنا بالهروب بين الاشجار، وصلنا  الشارع العام بين القيروان وشنكال، ذهب شخص للتفتيش ولاحظ بعدم وجود اية حركة في الشارع ثم نادانا بالمجيء وكانت الساعة العاشرة ليلاً، ثم اتجهنا نحو مزرعة بالقرب من شنكال وجلبنا منها الماء، كانت المزرعة خاوية وبقى فيها عجوزة وعجوز من تل قصب، طلبنا منهم الاكل فأكدوا لنا لم نستطيع احضار الاكل، ثم اتجهنا نحو سولاخ، وعبرنا الشارع فلاحظنا الجثث في الطريق، وفي الساعة الثانية عشر وصلنا الى مشروع في (قني)، وقبل وصولنا الى أعلى الجبل نفذ ماءنا وعطشنا لم نستطيع الوصول نحو الاعلى، وفي منطقة (بيرى عورا) حملنا الماء منهم وفي اليوم التالي الساعة الواحدة بعد الظهر وصلنا منطقة مزار(شرف الدين) وبقينا أربعة أيام. وبعد ذلك استطاع (علي عباس اسماعيل) المصاب الوصول الى الجبل ونجى من المذبحة، ايضاً، عماد خضر جدعان ت 1993، كوجو، بقى من عائلة وحيداً، ويتكون العائلة من (12) فرداً، حيث كان يعمل في السليمانية اثناء المذبحة، وكانت هناك العديد من العوائل من كوجو في محافظات أقليم كوردستان، واليوم أكثرهم يتواجدون في قضاء زاخو، ونايف جاسو شقيق زعيم القرية أحمد جاسو مع بعض الاشخاص في مدينة دهوك.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi