مارس 28, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص حقيقية من فرمان (مجزرة شنكال آب 2014) قصة (27)

قصص حقيقية من فرمان (مجزرة شنكال آب 2014) قصة (27)

الباحث/ داود مراد ختاري
جلب الوالدة العجوزة بواسطة نقالة (دار بَست)، حملوها أربعة أشخاص على الأمتان ولمسافات طويلة.
منذ سنوات وأنا أكتب عن تاريخ شنكال والفرمانات والحملات على الايزيدية، كنت أدرك بان وضع شنكال في خطر تام، كما كانت سابقاً أكثر السلاطين والولاة يقودون حملاتهم على هذا الجبل الأشم وأهله، وحينما كنت أضع خارطتها أمامي ،  وأزورها أيضاً، أراها بعيدة عن مناطقنا ويفصل بيننا أراضي شاسعة، لذا الخوف ينتابني وأقول: لابد من إيجاد حل لشنكال، ولكن حينما تلاحظ همة وشيمة وبطولات أهلها، يطمئن القلب، بان هؤلاء سيدافعون عن الارض، مهما كلفهم من تضحيات.
بدل خدر الياس زينديني 1993 ، من كر عزير، عن مأساة عائلته في هذا الفرمان حدثني قائلاً: هربنا من (كر عزير) الى (الوردية) الساعة السابعة من يوم 3-8 ، في اليوم الثاني قال والدي سوف أعود الى الوردية لاسقاء الغنم والمواشي، وحينما وصل الى كر عزير، تم القاء القبض عليه، وقالوا بعض من (كرفاننا العرب) بانهم أطلقوا سراحه، ثم القي القبض عليه مرة أخرى، وفي مساء يوم 4- 8 رحلنا الى الجبل، دون مأكل ومشرب، لكن بقت الوالدة في الوردية لكونها عجوزة،
قال شقيقي (بركات) يجب إنقاذها، وارتجل من الجبل، لجلب الوالدة، حينما وصل الى الوردية القي القبض عليه من قبل الدواعش، كان يقود سيارة موديل حديث، انهم توقعوا بانه من المسوؤلين أو رئيس عشيرة، هاجموا عليه، في الوهلة الاولى استطاع الانفلات من أيديهم، ولكن نتيجة استهدافهم المستمر والحاقهم به، لم يستطيع قيادتها وهرب، وكانت فيها والدتنا، وتم عطب السيارة  من قبل الدواعش، وأختفى شقيقي في أحد الدور، واتصل بنا، وقال: ارجو عدم الاتصال بي، وقص لنا ما حدث له، وبعد نصف ساعة، عاد الى السيارة مرة اخرى كي ينقذ الوالدة، لكنه رأى انهم قد عطبوها، حاول تصليحها، وحينها هاجموا عليه واستهدفوه بالعيارات النارية، واصيب اطرافه، استطاع أن ينجوا بنفسه، ولجأ الى أحد الدور، لكنهم اعقبوه، حتى القي القبض عليه في أحد الدور، لان الدم كان يسيل من جروحه، لذا كان سهلاً على معرفة كيفية اتجاهه في الطريق، وتبين بان مجموعة أخرى من الاشخاص قد أختبئوا في هذا الدار، لذا القي القبض عليهم جميعاً.
أما الوالدة ، فتصور كيف تكون حالتها، هجوم مكثف بالعيارات النارية على ابنها البكر، وأمام عينيها أصابوه وينزف دماً، ثم هرب، والدواعش هطلوه بالعيارات من عدة مناطق وهو يحاول أن ينجو بنفسه، هل تنفع صراخات الوالدة العجوزة، ونتف شعرها؟! وهي تسير في الطرقات ، تبكي وتصرخ… بركات…. بركات….، لكن دون جدوى .
وأكمل السيد بدل زينديني الحديث: بعد ذلك، بعض الناس أخبروها بأن القي القبض على ابنك (بركات)، وعندما أسدل الظلام خرجت الوالدة مع بعض الاهالي من الوردية الى الجبل، واخبرونا بقدومها الى أطراف الجبل، لذا حضرنا بعض الاعمدة واللحاف، وصنعنا نقالة (داربست- تشبه حمالة الموتى)، وتم جلبها الى الجبل بحملها على الامتان بواسطة (نقالة)، كنا أربعة أشخاص حملناها على الأمتان ولمسافات طويلة، نتعب لاننا كنا في الصعود باستمرار، لذا عند كل مسافة، كنا نستريح لبضعة دقائق، ثم نحملها مرة أخرى على الأمتان، الا أن وصلنا الى مبتغانا .
وبقينا تسعة أيام في الجبل عند (عين بير خاي- مزار شيب القاسم)، تحت معاناة الجوع والعطش ولكن بعدها، ذهبنا الى حدود (روزئافا – سورية)، لكن الوالدة بقت هناك لكونها عجوزة، لا تستطيع السير على الأقدام لمسافات، وحينما مكثنا في دهوك، تمكنا بعد ذلك من جلبها من الجبل، وهي الان معنا في (سيميل)، ولكنها تتألم ليل نهار وتقول: أنا كنت السبب من ما حدث لابني، وهو الان مصاب بالعيارات النارية، ومجهول المصير لدى الدواعش.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi