أبريل 17, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

طلال شاكر: لاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية…

لاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية…

طلال شاكر

الامور في بلادنا تتعقد والدماء تسيل في كل يوم والاوضاع في المناطق الغربية  وبخاصة الانبار تسير نحو التدهور والتفكك في مختلف المجالات ولم يعد الحديث عن مقدرة القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر مجدياً في تغيير تناسب القوى في تلك الارض الملتهبة لصالحها، بعد الانكسارات والهزائم المؤلمة التي حلت بتلك القوات على يد قوى داعش الارهابية. ان فكرة بناء قوات جديدة كحرس وطني اوقوى عسكرية جديدة في ظل ظروف مضطربة يعاني منها البلد كمساهمة في كسر المعادلة يحتاج الى ىتنظيم وفهم سياسي موحد ووقت وهذا ليس في صالح تحريرالمناطق الغربية والموصل كما هو مؤمل،ضف الى ذلك وهو الاخطر انقسام المجتمع السني الى مؤيد لداعش وداعم له وموقف سلبي من قوى عشائرية اخرى ازاء مايجري وهنالك مناطق مختلفة منخرطة في اعمال حربية ارهابية الى جانب داعش اوهي جزء من قوته المسلحة. وكل هذه الاسباب تعرقل بناء قوى فعالة في مواجهة هذا الوحش المنفلت.

وهنا يمكن القول ان وجود حكومة جديدة تمتلك برنامجاً يختلف عن سابقتها كما هو معلن في ظل تأييد اقليمي وعالمي لها سيمنحها  المزيد من المرونة السياسية في خياراتها المختلفة، وهي تواجه تحديات كثيرة وسيكون الملف الامني  في مقدمة هذه التحديات المصيرية .لقد جربت حكومة المالكي مختلف الاساليب في التعامل مع الاوضاع المضطربة في المحافظات الغربية لكنها فشلت فشلاً ذريعاً ،وطيلة سنوات عديدة كان الارهاب يفتك ببغداد و بقية المحافظات الجنوبية دون تمكن حكومة المالكي من تطويقه او الحد منه وهو مستمر الى حد هذه اللحظة، وهذا الدرس القاسي والبليغ ينبغي وضعه امام رئيس الوزراء الجديد وحكومته.فالعراق الان امام مفترق حاسم ،فاما موت متواصل وتشريد مواطنين وخراب مدن وهدر اموال وتراكم للمشكلات في  حال اصرار الحكومة الجديدة على مواجهة داعش بذات الاساليب السابقة اعتماداً على قوات متخلخلة هشة  ونهج طائفي طافح سيكون بلا شك تواصلاً واستمراراً لسياسة فاشلة كلفتنا الكثير وسيكون الثمن اكثر من باهض . ومايجري الان على الارض يؤكد ذلك بلا لبس، فمرارة تلك الانكسارات ونتائج تلك السياسات الخرقاء  ستخلق تداعيات خطيرة تدوم سنيناً طويلة ومعاناة لاحصر لها..  في ظل هذه الاوضاع الملتهبة وتفاقم المخاطر في كل اتجاه يصبح الاستعانة بقوات برية امريكية ضرورة وطنية ملحة لمساعدة قواتنا في تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش وهذا سيقلص التضحيات ويفتح الطريق امام حلول سياسية منتظرة. ان هذا الموضوع الشائك بالتاكيد سيخضع تناوله لثقافة المؤامرة وسيفلسف بوصفه جزءاً من المكائد الامريكية ومخططاتها لتمزيق وحدة العراق وسيتذرع امراء المليشيات وبخاصة الشيعية بالسيادة والكرامة الوطنية اذامادخلت قوات برية أمريكية الاراضي العراقية لمحاربة داعش. لقد شبعنا الى حد التخمة من تلك الشعارات المضللة التي يرفعها امراء المليشيات الذين هم من اهانوا السيادة الوطنية ومرغوا كرامة الشعب العراقي بالوحل والدم ولم يسلم منهم السني والشيعي ولاالمسيحي ولاالايزيدي قتلاً وابتزازاً ونهباً ويتحمل زعماء تلك الميلشيات الارهابية  وزر ومسؤولية الكثير من دماء الضحايا العراقيين التي سفكوها، وهاهم يهددون ويتوعدون دون حس اوشعور بالمسؤولية الانسانية على الاقل في هذا الظرف العصيب والمصيري من دخول قوات برية اجنبية بوصفه مساً وتجاوزًاً على سيادة العراق كما يزعمون ،وهم يراهنون كعادتهم على بقاء الخطر الامني المتفاقم  لتنفيذ اجنداتهم من خلال ابتزاز الحكومة والمواطنين كما عودونا . من المفيد الاشارة هنا الى  فكرة السيادة كما يفهمها  هولاء الدواعش من اللون الشيعي وقولهم بأن وجود قوات اجنبية على ارض العراق يعد اختراقاً للسيادة الوطنية متجاهلين اومتغابين بأن الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف في اجواء العراق في المعيار الذي قدموه تحسب خرقاً للسيادة لان المجال الجوي والارضي والبحري هو ضمن مفهوم السيادة الوطنية وفقاً للقانون الدولي والوطني وبديهياً يترافق مع العمليات الجوية الجارية ضد داعش دعماً لوجستياً ارضياً يقوم به مئات الجنود والضباط والمستشارون الامريكان يستخدمون معدات عسكرية وارضاً يتحركون عليها ضمن قواعد للطائرات المقاتلة والهليكوبترات بالتنسيق مع ضباط عراقيين، وهنا اتساءل لماذا لايحتجون على وجود قوات اجنبية وقواعد عسكرية في كردستان اليس قانونياً هي جزء من العراق ورئيس جمهورية العراق هو كردي عراقي ومعلوم  ان هذه القوات طلبتها  قيادة اقليم كردستان بعد ان واجهت خطر داعش على مدنها دون شعارات جوفاء كما يتشدق بها امراء الميليشيات..؟ لماذا لم يجر الاعتراض على مشاركة قوات ايرانية ساهمت في فك الحصار عن امرلي والكثير منها يرابط في سامراء واماكن اخرى انه جدل مشروع ازاء رؤى متهافتة تلوذ بالسيادة والوطنية زوراً وبهتاناً والعراق يحترق بابنائه ومدنه. ولااعرف من سيخلص الموصل من براثن داعش على سبيل المثال لا الحصروانا اشك هنا في قدرة اية قوة عراقية  قادرة على انجازمثل هذه المهمة الشاقة بمفردها دون مساعدة قوات برية امريكية وطيرانها وكمثال اخر هو مانراه حالياً من عجز تلك القوات العسكرية والحشد الشعبي من تخليص جرف الصخر من ارهابيي داعش وهي قرب الحلة رغم كل المحاولات الكثيرة والتضحيات الكبيرة لتحريرها…ختاماً اقول ونحن نواجه خطاب الابتزاز والتخوين الذي يلوح به من يحسب نفسه على اليسار ومن ثوار القنوات الفضائية بوجه من يطرح رؤية عقلانية تتجاوز سقم الايدلوجيات واجندات امراء الحرب والظلام بحس وضمير حي على اهله ووطنه وهي تجد بمشاركة قوات اجنبية على ارض العراق نستعين بها لمواجهة التحدي الارهابي المتوحش هي ضمانة لبقائه حياً وامناً ، هذا اذا ما حالف شعبنا الحظ ووافقت امريكا على هذا الطلب المشروع والضروري بالنسبة لبلادنا وهي تواجه مصيراً مظلماً….ً

 

طلال شاكر كاتب عراقي

 

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi