قصص حقيقية من الفرمان (73) رقم (11)
الباحث/ داود مراد ختاري
بدأ فرمان (73) بمجزرة (قنى).
هذا هو زمن الغدر والخيانة عصر التاريخ الجهنمي عندما يفقد الانسان أعز ما يملك في معركة مفروضة عليه لا ناقة فيه ولا جمل، سوى يكون الإنسان ضحية عملية سياسية مفبركة ويبدو أنها معركة ومن النوع الخاص لإبادة الأبرياء، وتحمل في طياتها كل هذه المعاني، الخزي والعار لسليلي وقاتلي ألأبرياء والعجزة والى مزبلة التاريخ.
(قنىَ) قرية في القراج بالقرب من الجبل جنوباً، وتبعد (4) كلم شمال مركز قضاء شنكال، تقطنها عشيرة المهركانية.
محسن الياس معجو المهركاني 1990 ، تل قصب، طالب كلية التربية جامعة الموصل/ المرحلة الثالثة/ اللغة الانكليزية ، أحد الناجين من المذبحة، حول تفاصيل ما جرى في مذبحة (قنى) قالً:
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل من يوم 3-8 بدأت المعركة ما بين المدافعين عن مجمع تل بنات والقرى العربية في (عين الغزالة وعين فتحي وخيلو)، وكنت مشاركاً في المعركة الدائرة، وفي الساعة السابعة بقينا نحن مقاتلي المجمع لوحدنا، وهجرت العوائل ، وتقدموا الدواعش بإتجاهنا في الساعة السابعة، حينما وصلت الى البيت أهلي قد هجروا، فمشيت مع بعض الاصدقاء سيراً لمدة ساعة على الاقدام لعدم تملكنا سيارة، وصلنا الى (قنى) بالقرب من الجبل وتقع ( 4) كلم شمال مركز القضاء، تبين أن مجاميع كبيرة من الناس قد توافدوا هناك، وكان دار خالي في القرية، وفي الساعة الثانية بعد الظهر اقدمت سيارة نوع (همر) ، محملة بالدواعش واسير من اهل المجمع اسمه (بدل خلف قرة)، أكدوا لنا ليس في نيتنا إذاء أحد، وسألوا عن الاسلحة أكدنا لهم بعدم امتلاكنا، ثم رجعت، هرب الكثير من المواطنين نحو الجبل، وفي الساعة الثالثة أقدمت (30) سيارة عسكرية نوع (همر)، محملة بالدواعش، هرب اثنين من جماعتنا نحو الجبل ، فاستهدفوهم الدواعش قتل أحدهم وهرب الاخر واختبأ في الجبل، وكان عددنا الباقي ما يقارب (200) شخص، خاطبنا أميرهم (كان فاقداً عينه اليسرى): عليكم أن تغيروا من دينكم وتتأسلمون، لكننا رفضنا، طالبونا بجمع الاموال والذهب، بعدها حملوا الاطفال لحين (12) سنة من العمر فما دون، بسياراتنا، ثم طلبوا من الرجال بالوقوف صفاً واحداً أمام شق جبلي وتحتنا الوادي بعمق ( 3) م، ثم جلسنا على الركبة، جاءني الامير وقال لي: انت حاولت أن تنهزم اليس كذلك ؟، فقلت له : لا ، هي الموت موت.، وضعوا في خاصرتي سلاح (bkc) لكن لحظي حصل أكذوبة رمي للسلاح، حاول مرة اخرى بنفس الحالة، وفي هذا الاثناء بدأ الرمي على الرجال المساكين وقتلهم وتدحرجوا نحو الوادي، والتفت الى صاحب السلاح لاخذ السلاح منه، لكنه ضربني بالأخمس (مؤخرة السلاح) فوقعت في الوادي، ، ثم تم رمينا من الفوق، وقتلوا الجرحى، وبعدها نزل داعشي الى أسفل الوادي فرمى على الجرحى وكان يتابع كل من يتحرك يضربه ثم بدأ بمخزنه الثاني يضرب الجرحى وكانوا يتحدثون مع بعضهم بالتركمانية، وكنت أحس اني مصاب بحالة خطرة، لكني تحملت ، كنا (90) شخص ، بقى (7) منهم جرحى ونجوا من المذبحة وهم ( محسن الياس، فواز سفيل، خلف ميرزا وإثنان من أولاده، زياد، ازدين أمين) ، واستشهد (83) شخصاً، وكان من بين الشهداء والدي وخمسة من إخواني، كنا اول الضحايا في شنكال، كنت فاقد الوعي، انهزم (6) مصابين وكانت اصابة خلف بالغة الخطورة، بعد عشرين دقيقة أحسست بنفسي لكن التراب قد اغلق عيوني وفمي وأذاني ، فنهضت واحسست بان مجموعة اخرى قد خرجوا من المذبحة قبلي نتيجة سيلان الدم منهم في الطريق، وتبين اني مصاب بطلقتين ولكن الجروح خفيفة، رأيت جثث والدي واخوتي الخمسة، صرخت وبكيت، لكني ادركت اني فقدتهم الى الأبد، وأصبحت يتيماً في دنياي، بعد ان كنت من عائله لها جذورها وتاريخها ويعدون ويمتلكون من المال والبنون والجاه، انتهت بين لحظات ولحظات، واصبحت لا أملك شىء في دنياي، وودعت أهلي واقربائي فاقدين الروح وجثث متراكمة بعضها على البعض، دعوت من ربي أن أكون في حلم واستيقظ بسرعة، لاني لم أتحمل ما شاهدت، ما ذنبنا من هذه الابادة الجماعية، لماذا لم نكن نعلم بأن هناك أناس معادين لنا ويحاولون إبادتنا، ولا يودون أن نعيش في هذا الأرض الواسع ونحن أهل له.
بعد مسافة رأيت خلف وابنيه وهم جرحى، بعد نصف ساعة من المشي لم استطيع السير لان فمي كان مملوءاً بالتراب ، لم استطيع سحب انفاسي من العطش، وقلت لم اموت في المذبحة لكني سأموت هنا من العطش، وبعد دقائق معدودة رأيت في الطريق قنينة ماء وقطعة من الخيار داخل كيس نايلون اسود، قد وقع من الناس الذين هربوا، وصلت مهركا في اسفل الجبل، وغسلت وجهي على ماء العين، ذهبت عند أقربائي. بقيت ليلة ثم اتجهت نحو منطقة (بير اورا)، بعد ليلتين من القصف علينا استشهدت (زهرة عبدي ناصر ) من زورافا، ثم اتجهت الى مزار شرف الدين.
ويقول جيجو بير مشكو بير درمان 1967وزوجته بهار بير سينو 1972: اتصلنا بعائلتنا في تل قصب يوم الكارثة، اكدوا لنا بمغادرتهم الى قرية قنىَ ، وحينما وصلوا اليها في الساعة الحادية عشرة صباحاً، أكدت لنا (اسمهان ابراهيم ) باننا في وضعية جيدة، لكن الرجال ارادوا جلب الماء لنا فتأخروا عن الصعود الى الجبل، وحينها وصلت قوات الدواعش، ويقول سيروان بير جيجو 1991: اتصلت باسمهان بعد اصبحوا تحت رحمة داعش أكدت لنا : لا تخافوا نحن المحتجزين ما يقارب الف شخص، لا يستطيعون ايذاء الجميع ، لكن المشكلة انهم عزلوا الرجال عن النساء.
ويتابع سيروان حديثه: لم نستطيع الاتصال بالعائلة الا بعد أيام وكانوا في مدرسة القدس في تلعفر، تبين ان النساء والاطفال محتجزات هناك، ولكنهم لا يعلمون بمصير رجالهم.
أسماء شهداء مجزرة (قنى) –
1- الشهيد الياس معجو علو 1955
2- الشهيد فيصل الياس معجو 1983
3- الشهيد معمو الياس معجو 1991
4- الشهيد نصرت الياس معجو 2000
5- الشهيد سفيان خدر الياس 1998
6- الشهيد سعيد الياس معجو 1990
7- الشهيد سعيد خدر باجو 1990
8- الشهيد بابير خدر باجو 1989
9- الشهيد خدر باجو سلو 1940 ( كان مصلبا بالشلل، لكنهم لم يشفقوا بحاله، ولم يبقى من عائلته وعائلة اخوته سوى “حازم خدر باجو”)
10- الشهيد حجي باجو سلو 1978
11- الشهيد عمر باجو سلو 1960
12- الشهيد عطو مشكو آدي 1930(لم يبقى من العائلة سوى أحمد عطو مشكو 1985) وحينما التقيت به قال: ماذا أفعل، جميع الاخوة مدفونين تحت التراب بمقبرة جماعية، وعوائلهم مخطوفين لدى الدواعش، وليس بمقدرتي أن أفعل شيئاً، عيوني لا تغمض ولا تقبل النوم، وروحي لا تهدأ بالها، وصور العوائل لا ترحل عن بصري، ما يعطيني الصبر هو التدخين المستمر وهو أيضاً يؤذيني، اللهما أنت صاحب الصبر والفرج، ان يتم اطلاق سراح مخطوفينا….ثم بكى وبكى وبكى) الى أن قبلت وجهه وبالرجاء وهدأ شيئاً فشيئاً…وودعته دون ان أخذ منه صور الشهداء ، لاني أدركت حينما يراهم مرة أخرى، قد اتسبب له صدمة أخرى.
13- الشهيد دحام عطو مشكو 1980
14- الشهيد عجيل عطو مشكو 1990
15- الشهيد تحسين عطو مشكو 1988
16- الشهيد رضوان عطو مشكو 1978
17- الشهيد خلف خدر مشكو 1975
18- الشهيد عذيب حاجم كاشان 1978
19- الشهيد حمو حاجم كاشان 1985
20- الشهيد خيري حاجم كاشان 1995
21- الشهيد عمر خلف بابير (ابو شعلان) 1955
22- الشهيد سفيل عمو خالتو 1958
23- الشهيد علاء سفيل عمو 1999
24- الشهيد سعيد ايزدوخديدة 1970
25- الشهيد حسين سعيد ايزدو 1997
26- الشهيد زياد رشو خدر 1983
27- الشهيد رشو خدر حسن 1959
28- الشهيد ريبار من مركز قضاء شنكال 1985 ، كان منزوجاً وله طفل.
29- رفو بير مشكو بير درمان (الشهداء الخمسة، اربعة إخوة وابن أحدهم، من بيرانية هاجيال، ولم يبقى من العائلة الا النقيب رشو بير مشكو- ضابط عسكري في السليمانية وجيجو بير مشكو، يسكن في قرية ختارة منذ سنوات).
30- الشهيد حسين بير مشكو بير درمان 1980
31- الشهيد عيدو بير مشكو بير درمان 1974
32- الشهيد ابراهيم بير مشكو بير درمان 1965
33- الشهيد زيدان ابراهيم بير مشكو 1982
34- الشهيد سعد الياس 1990
35- الشهيد ناصر الياس خلف 1988
36- الشهيد سامي سعيد خلف 1995
37- الشهيد جلال بوكو سلو 1988
38- الشهيد خليل قاسم علي(خليل قاسم عيشكا) 1983
39- الشهيد سليمان قاسم علي (سليمان قاسم عيشكا) 1968
40- الشهيد سيدو خلف علو 1939
41- الشهيد بدل خلف 1936 (لكونه كان مصاباً بالشلل ، اثنين من الدواعش رفعوه من الارض وداعشي آخر رمى عليه) يا لهم من أفعال شنيعة، وابتكار جرائم لم تكن معروفة في التاريخ، ولكن الغريب، لحد الان بعض الدول ومنظمات لحقوق الانسان، لم تصدق ما يفعلون هؤلاء الاوغاد، ويقولون: انها من نسج الخيال لأصحاب الضحايا، وا عالماه….. ماذا حدث ؟ كيف برز هؤلاء أشباه الحيوانات المفترسة، لماذا عرب السنة بنسبة كبيرة في العراق مساندين لهؤلاء الاوغاد ويشاركونهم في الجرائم، هل اعمت بصيرتهم ؟.
42- الشهيد خديدة خلف رفو 1970
43- الشهيد خديدة خلف علي 1965
44- الشهيد جهاد خيرو خالتو 1993
45- الشهيد عمر ادي 1965
46- الشهيد كسو قولو 1940
47- الشهيد حميد كسو قولو 1991
48- الشهيد أكرم محما هبو 1995
49- الشهيد فيصل محما هبو 1986
50- الشهيد غازي محما هبو 1991
51- الشهيد ساهر شفان عمو 1991
52- الشهيد ثامر شفان عمو المندكاني/ من كوجو 1995
53- الشهيد بركات عمو سلو المندكاني/ من كوجو 1963
54- الشهيد ريان بركات عمو المندكاني/ من كوجو 1999
55- الشهيد خدر عمو سلو المندكاني/ من كوجو 1964
56- الشهيد ساهر شفان عمو المندكاني/ من كوجو 1991
57- عائلتين من عشيرة بشكان (كورد مسلمين شيعة)، لم نتعرف على اسمائهم.
ويقول جمال شفان عمو: حينما أدركت بان خمسة من عائلتي استشهدوا، ذهبت مع سعيد خلف كنعان…. وحملت المصباح الى موقع المذبحة ليلاً، وفتشت عن الجثث وناديتهم لعل ان أحدهم مصاباً ويتنفس، لكنهم كانوا موتى جميعاً ، وتعرفت على جثث أهلي، صورة مرعبة، لا يمكن تصورها حتى بالخيال، ومن هناك نادَ علي زميلي سعيد خلف، بان هناك سيارة قادمة، وتبين انهم رأوا إنارة المصباح هناك، لذا غادرنا المذبحة، وتأكدت من استشهاد عائلتي وبقية الضحايا.
ويقال بعد يومين جلبوا شفل وتم دفنهم بالتراب بشكل جماعي.
اسماء المخطوفين من النساء والاطفال في مجزرة ( قرية قني ) سنجار .
1- شيرين خلف حسو 1962
2- شكرية الياس معجو 1994
3- نسرين الياس معجو 1996
4- منال الياس معجو 2000
5- اسعد الياس معجو 2002
6- نوروز الياس حجي 1996
7- اميرة ايزدين معجو 1987
8- شجاع احمد الياس 2011
9- ساري خضر حسن 1963
10- عمشة الياس معجو 1993
11- سميرة الياس معجو 1996
12- يسرى الياس معجو 2000
13- سامي الياس معجو 1999
14- امجد الياس معجو 2002
15- زريفة الياس معجو 2005
16- شيرين حاجم كاشان 1970
17- كوري الياس معجو 1992
18- كولى الياس معجو 1993
19- شاهة الياس معجو 1994
20- ميرم الياس معجو 1996
21- سوزان علي سليمان 1991
22- سام سعيد الياس 2013
23- ايران خلف داود 1982
24- ساهيرة خضر الياس 2000
25- مارتين خضر الياس 2006
26- منى خلف رشو 1987
27- الينا فيصل الياس 2012
28- المى فيصل الياس 2013
29- هدية الياس معجو 1982
30- نشوان خلف بيناف 2001
31- شيروان خلف بيناف2003
32- ايفان خلف بيناف 2005
33- روزاليندا خلف بيناف2007
34- ليلى الياس معجو 1990
35- سيراج باسم الياس 2013
36- بهار عذيب عسو 1948
37- بشرى برهيم قاسم 1996
38- عيشان (مع اطفالها الثلاثة(
39- هيام رشو
40- مها عمر خلف
41- كزي خلف داود 1975
42- عمشة باجو سلو 1984
43- ليلى حاجم كاشان 1968
44- سوزان سفيل عمو 1996
45- نوروز خلف حسن 1995
46- خالدة مراد قاسم 1988
47- وجدان حسن خضر 2000
48- عائشة حسن خضر3/8/2014(ولدت قبل مجزرة بساعة)
49- قسمت رشو علو 1960
50- بريشان مراد ايزدين 1962( مع كنتين واطفالهن)
51- كوزل سعدو 1925
52- منجو (ام عيدو قاسم خضر )
53- جليلة زوجة حازم خضر مع ثلاثة اطفال.
54- اخت حازم خضر / يجهل اسمها .
55- ليلى زوجة حسين بير مشكو بير درمان 1985
56- كوزي مشكو بير درمان 1982
57- غزال قاسم بير حمزو 1965
58- اسمهان ابراهيم بيرمشكو 1991
59- هناء رشو علي 1982
60- هيفين زيدان ابراهيم 2013
61- بسي بيرو زوجة الشهيد رفو بيرمشكو 1977
62- ريان رفو بيرمشكو 2006
63- ريدير رفو بيرمشكو 2008
64- سعدا صبري زوجة الشهيد عيدو بيرمشكو 1994
65- هيلين عيدو بيرمشكو 2010
66- دلين عيدو بيرمشكو 2012
ملاحظة عن الصور : صورة لي مع الناجي محسن الياس الذي نجى من المذبحة وفقد جميع أهله، والثانية مع أحمد عطو مشكو الذي بقى من عائلة كبيرة جداً.
أما بقية الصور للشهداء في قنى. وفي وقت قريب سأنشر صور بقية الشهداء الأبرار.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
